الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحذيرات الاعتداءات الإرهابية تكشف التباين الأميركي الأوروبي

6 أكتوبر 2010 23:58
أثار التحذير الاميركي من اعتداء ارهابي في اوروبا في بداية الامر دهشة في منطقة تفضل ان تسمح بتبلور عمليات التخطيط لمؤامرات حتى تجمع أدلة يمكن تقديمها للمحكمة، لكن محللين يقولون إن حلفاء أميركا الاوروبيين الاكثر تحفظا قرروا ارجاع التحذير الى عدم سماح الولايات المتحدة بالحد الادنى من المخاطر الارهابية، واضعين في الاعتبار دورهم الادنى في الشراكة في انشطة الاستخبارات عبر الاطلسي، وشهدت فترة الـ18 شهرا الماضية المضطربة احباط سلسلة من الهجمات الجريئة غير المسبوقة في الولايات المتحدة من تدبير متشددين “نشأوا في الداخل”، ومثل هذا اختبارا جديدا لمدى قوة عزيمة واشنطن التي اعتبرت لسنوات ان مثل هؤلاء المتشددين هم في الاغلب مشكلة اوروبا. ويقول مسؤولون امنيون إن التحذير الامني الغامض الذي صدر الاحد الماضي بشأن خطر هجمات ارهابية دليل على تنامي الحساسية الاميركية، والتزمت اوروبا الصمت بدرجة كبيرة ازاء التحذير، ويقول بعض المحللين إن التحذير ربما يخدم حاجة الحكومات لغطاء سياسي في حالة وقع هجوم، ولكنه قد يضر بالتحقيقات في اي تهديد لأنه سيدفع المتآمرين للاختباء في مرحلة مبكرة من المؤامرة، وهناك أيضا تفهم لأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن توجهها القائم على منع أي تهديد أمني وبأي ثمن ومهما أدى ذلك الى فقد الأدلة. وقال محللون إن التعاون الدولي في مجال الاستخبارات مهم للتصدي لعدو يعمل في شبكة ينتمي افرادها لأكثر من دولة مثل تنظيم “القاعدة” بدرجة لا تسمح بتصعيد تباين الاسلوب التكتيكي ليصبح خلافا رئيسيا. وقال مسؤول أمني بريطاني بارز سابق إن الولايات المتحدة تبدو غير مستعدة للسماح بأي خطر مهما كان صغيرا او يخضع لتغطية من شركاء دوليين وهو امر مفهوم تماما. وأضاف ان الكشف عن هجومي ديترويت وساحة تايمز سكوير لم يسهم فيما يبدو في رفع درجة تحمل الولايات المتحدة لاي مخاطر (احباط محاولة تفجير طائرة فوق ديترويت في 25 ديسمبر الماضي ومحاولة تفجير فاشلة في نيويروك في أول مايو 2010). وعبر توبياس فيكين مدير قسم الامن الداخلي والقدرة على الرد بمعهد “رويال يونايتد سيرفيسيز” البريطاني عن اعتقاده بأن وكالات الامن الاوروبية غير راضية عن التحذير الامني الاميركي، وما سبقه من نشر لاخبار على مدى ايام عن مؤامرة يحيكها متشددون في باكستان ضد اهداف اوروبية. لكن بروس ريدل المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) والذي يعمل حاليا بمعهد “بروكينجز” في واشنطن قال إن الولايات المتحدة منحت الحكومات الاوروبية بعض الوقت لشرح الوضع علنا قبل اصدار التحذير، واضاف “بالحكم على رد الفعل.. لا اعتقد ان التحذير تسبب في خلافات داخل الحلف.. اعتقد انه وبشكل ما ربما نكون قد ساعدنا الاوروبيين على التصريح بشيء يجدون صعوبة في قوله”. وقال سكوت ستيوارت خبير الارهاب في شركة “ستراتفور” العالمية للانشطة الاستخبارات “من وقت لآخر يحدث توتر بسبب بعض الهجمات.. ثمة قليل من التوتر مع البريطانيين”. ولكن ستيوارت ذكر ان ثمة ميلا متزايدا لوكالات مكافحة الارهاب لتبني “النموذج الاستباقي” الذي تنتهجه الولايات المتحدة، وقال “الفكرة انه حتى وان لم يكن بوسعنا الزج بهم في السجن مدى الحياة فيمكننا على الاقل ان نقبض عليهم، واذا كان يسعنا ان نفعل شيئا لاحباط المؤامرة فإننا ننقذ ارواحا”.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©