أفادت صحيفة واشنطن بوست أمس أن متمردي طالبان بدأوا محادثات على مستوى رفيع مع حكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي تتناول سبل وضع حد للحرب بواسطة التفاوض. وعلى الأرض قتل اثنان من قادة طالبان في ولايتي فرياب وبدغيس فيما قتل 3 مزارعين و4 من عناصر طالبان في جنود أفغانستان.
وأوردت “واشنطن بوست” نقلا عن مصادر أفغانية وعربية لم تسمها إن المحادثات تجمع للمرة الأولى ممثلين مفوضين من جانب القيادة العليا لطالبان بزعامة الملا محمد عمر.
وقال مصدر للصحيفة “هم (طالبان) جادون للغاية في البحث عن مخرج”. ويكرر الملا عمر وقادة آخرون في طالبان منذ سنوات التأكيد على رفض أي مفاوضات للسلام قبل انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. إلا أن مصادر أشارت للصحيفة الأميركية إلى أن قادة من طالبان يعلمون “انهم سيهمشون” لذا قرروا المشاركة في المحادثات للمحافظة على وضعهم الراهن داخل إدارة المتمردين. وأضاف المصدر بحسب واشنطن بوست “إنهم على علم بأن عناصر أكثر تشددا تتم ترقيتهم داخل الحركة”. ومن بين المواضيع التي ستشملها المحادثات يبرز منح قادة من طالبان مقاعد في الحكومة وانسحاب القوات الأجنبية بحسب الصحيفة. إلا أن الصحيفة لفتت الى أن ممثلين عن شبكة حقاني لم يشاركوا في المحادثات.
وكان قائد القوات الدولية والأميركية في أفغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس أعلن الأسبوع الماضي أن عناصر من طالبان “اتصلوا” بالحكومة الأفغانية والقوات الدولية بشأن مسألة إلقاء السلاح، وهو ما نفته قيادة طالبان. ووضع الرئيس كرزاي خطة مصالحة مع طالبان، تقوم خصوصا على تمويل برنامج موجه بشكل أساسي إلى المتمردين الذين سيلقون أسلحتهم لقاء وظائف وأموال .
على الأرض، أعلنت القوات الدولية التابعة للحلف الأطلسي في أفغانستان “إيساف” أمس أنها قتلت اثنين من قيادي طالبان بولايتين في شمال غرب البلاد.
وأفاد الحلف في بيان أن قاري ضياء الدين الذي يعتبر “حاكم الظل” بولاية فرياب قتل أمس الأول في قصف جوي “قامت بقه قوات “إيساف” بعدما تحققت من أنه لم يكن هناك أي مدني في المنطقة”.
ويعتبر ضياء الدين “حاكم” فارياب في “إدارة الظل” التي أعلنت حركة طالبان أقامتها في كل ولايات أفغانستان الـ34 . وقالت إيساف إن ضياء الدين “كان يتلقى أوامره مباشرة من مسؤول كبير في طالبان مقره في باكستان” المجاورة ، مؤكدة أنها عثرت على مخابئ أسلحة في شبكة ممرات تحت الأرض في موقع الضربة الجوية بمنطقة دولت آباد بولاية فرياب.
وفي مكان غرب تلك المنطقة في ولاية بجديس أعلنت السلطات المحلية مقتل “حاكم” طالبان المحلي في قصف أطلسي. وأعلن شرف الدين مجيدي الناطق باسم الحاكم إن “الملا إسماعيل حاكم الظل وأربعة من رجاله قتلوا ليلا في قصف جوي على مقاطعة بالا مرغب”. ونصبت طالبان في معظم الولايات “حكاما” و”قضاة” و”قادة شرطة” ليحكموا السكان.
إلى ذلك، قتل ثلاثة مزارعين بانفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في جنوب أفغانستان. فيما قتل أربعة آخرون يشتبه في أنهم من طالبان بسبب لغم كانوا يزرعونه وانفجر قبل أوانه. وقال محمد جان راسوليار المتحدث باسم حاكم إقليم زابول إن القنبلة انفجرت في المركبة التي كان المزارعون يحملون فيها رمانا من منطقة ميزان إلى عاصمة الاقليم. وأضاف رسوليار أن “الانفجار دمر الشاحنة وتسبب في مقتل 3 مزارعين وإصابة مدنيين إثنين”.
وقال رسوليار إنه، في حادث آخر، قتل 4 أشخاص يشتبه أنهم من طالبان الليلة قبل الماضية عندما انفجرت قنبلة كانوا يحاولون زرعها على طريق في منطقة شاه جوي بإقليم زابول قبل أوانها.
في إقليم كونار، قالت “إيساف” إن قوات أفغانية وأجنبية قتلت مسلحين اثنين من المسلحين واعتقلت عددا آخر خلال عملية تمشيط ليلية في نور جول شمالي الإقليم. وأفادت “إيساف” بأن قوات أفغانية وأخرى تابعة لها قتلت عددا من المسلحين بإقليم قندهار بعدما فتح المسلحون النار على دورية القوات أمس الأول.
عدد اليوم
