السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسائلكم وصلت

12 يوليو 2006 00:45
بين الصداقة وتربية الحيوانات إلى صحيفة الاتحاد·· تحية طيبة وبعد·· كتبت الأخت الكريمة ''رنا إبراهيم'' مقالاً في صحيفتكم الغراء يوم الأحد الموافق 2 يونيو 2006م تحت عنوان تربية الحيوانات والذي تناولت فيه ''ان الحيوانات تكون أفضل من الأصدقاء في حين ان الاصدقاء غير ذلك وانهم ماكرون للجميل'' تلك هي وجهة نظر اختنا الكريمة فلكل منا وجهة نظر معينة لا بد للطرف الثاني ان يكن لها احتراما وتقديرا سواء كانت مناسبة أم لا فما علينا إلا ان نقدرها حق التقدير فلا نضجر منها ولا نغضب وما هي الا آراء لا أكثر ولا أقل· أشادت الأخت في المقطع الأول من النص ''ان الحيوانات أفضل من الأصدقاء'' فهل يا ترى كانت الغاية من كلمة الاصدقاء هم البشر فإن كانوا كما ارادت أفلم تدرك ان الله سبحانه وتعالى كرم بني آدم وخلقهم في أحسن تقويم ألم يفضلهم على جميع كائناته وسائر مخلوقاته ''وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا'' ليس ذلك فحسب بل نفخ فيهم من روحه الكريم أيعقل ان تكون كل تلك المزايا المبهرة والثنايا التي وهبنا اياها جل شأنه وفي النهاية تكون الغلبة للحيوانات او تكون لهم الافضلية· أو لم تتأمل الى كلمة الصداقة وما لها من معان كثيرة فهي أساسا تستند الى أواصر الصدق والوفاء وتنبع منها المحبة والإخاء ان الاستهانة بتلك العلاقة لأمر عسير فعلا فلربما يكون هؤلاء الاصدقاء من أسباب وصولنا للجنة أو ربما يكونون ذوي آراء سديدة فننتفع منهم ومن نصائحهم أو يكونون علماء فنتعلم الكثير والمفيد منهم كما قال سبحانه وتعالى ''وقل ربي زدني علما'' فيكونون بذلك كنزا لا يفنى لا سيما انهم يأخذون المراتب العريقة في أنفسنا في بعض الأحيان فكيف لنا الاستهانة بهم· ان عالم الصداقة مليء بالحيوية والوفاء ففي سن الصبا والمراهقة لم يكن هناك من يسلينا ويلهينا غيرهم ومن كان يقاسمنا الهموم سواهم واذا ألمت بنا مأساة هرعنا اليهم وعلى ضوء ذلك قال الشاعر: صديقي من يقاسمني همومي ويرمي بالعداوة من رماني وعلى غرار كلمة ''ناكرين الجميل'' فليس كل من نختلف معه بالرأي اصبح ناكراً للجميل وليس كل من ينكر الجميل لا يصبح صديقا فالصديق كما قال عنه علي كرم الله وجهه ''لا يصبح الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث: نكبته وغيبته ووفاته'' فإن لم يستطع المحافظة عليه في حياته فكيف اذا ما بعد وفاته، ينبغي علينا اذا اخطأ أحد اصحابنا ان نبين له خطأه وألا نقول عنه ما نقول فالخطأ وارد من الجميع ولربما تنشأ الكراهية والضغينة من جراء ذلك ان مجتمعنا العربي والاسلامي قائم على أساس التعارف والتسامح والمودة فلا وجود للكراهية بيننا فالانسان عندما يوجه الكراهية لشخص ما فإنه بذلك ينفض من حوله فيعيش حياته وحيدا منطويا على ذاته بلا صديق ولا ونيس فهذه الحياة تولد لديه الملل والكآبة والشقاء· ربما قد تماديت في الحديث ولكن لأبين وجهة نظري لاخواني الكتّاب والقراء· محمد عبد الله علي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©