الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

40% من ميزانية الكرة «ضائعة» في «صفقات مضروبة»!!

40% من ميزانية الكرة «ضائعة» في «صفقات مضروبة»!!
18 يناير 2015 23:00
يعتبر اللاعب الأجنبي المحترف، أحد أهم مكونات التطور الفني لأي دوري في كرة القدم، وتختلف قيمة الأجانب من دوري إلى آخر، بحسب قدراتهم الفنية ومردودهم داخل الملعب، والدور الذي يمكن أن يقدموه للمساعدة في إضفاء الإثارة والقوة على المنافسات المحلية بشكل عام. معتز الشامي (سيدني) ويبدو أن قيمة اللاعبين الأجانب في آسيا عادة ما تكون أقل من أي دوريات أخرى في العالم، وذلك من الناحية الفنية رغم ارتفاع أسعار معظمهم بصورة باتت تعكس فجوة كبيرة وواضحة بين المردود الفني والراتب الشهري لهؤلاء اللاعبين، خصوصاً نجوم الصف الأول منهم، والذين يختارون دوريات آسيا بشكل عام وتحديداً الصين والهند وقطر والإمارات كمحطات «ختام» لمشوارهم، وكأنهم يبحثون عن مكافأة نهاية خدمة في دوريات القارة الصفراء، بدلاً من السعي للإسهام في تقديم ما يطورها فنيا، فتتحول معظم هذه الصفقات إلى «شو إعلامي» لأغراض تسويقية، فتصنف على أنها صفقات مضروبة، في وقت يفترض فيه أن تقدم تلك الصفقات الفوائد المنتظر منها، بينما تتحقق الاستفادة الفنية من الصفقات المتوسطة، والتي لا تلقى ضجة إعلامية كتلك التي تسبق ضم نجوم الصف الأول من الأسماء العالمية لدوريات القارة شرقاً وغرباً. واهتم الاتحاد الآسيوي بإجراء الأبحاث والدراسات على مدار العامين الماضيين عن كل ما يتعلق بالدوريات المحترفة وغير المحترفة، لرصد اللاعبين الأجانب المحترفين من خارج قارة آسيا، واللاعبين المحترفين داخل قارة آسيا من حاملي الجنسيات الآسيوية المختلفة، خاصة بعد تطبيق قرار 3+1 آسيوي الملتزمة به جميع الدوريات، التي أعلنت تطبيق الاحتراف وعددها 17 دورياً آسيوياً. سيطرة لاتينية ويلعب في آسيا 2953 محترفاً أجنبياً من خارج القارة، 71% من أميركا اللاتينية، ويتصدر المشهد البرازيليون ثم الأرجنتينيون ثم باقي الجنسيات اللاتينية، سواء تشيلي أو المكسيك أو الباراجواي وغيرها، بينما كانت المفاجأة أن ما يصل إلى 40% من ميزانيات أندية آسيا بدرجاتها المحترفة والأولى والثانية، تنفق على تلك الصفقات، بينما يحصل اللاعبون الآسيويون المحليون على أقل بكثير من رواتب الأجانب، رغم أن عددهم يتجاوز الـ46 ألف لاعب آسيوي. ورصد الاتحاد الآسيوي متوسط أجور ورواتب سنوية للاعبين الأجانب المحترفين في آسيا من خارج القارة، بمن فيهم نجوم الصف الأول، والذي وصل إلى 900 مليون دولار، بينما يحصل الجانب الأعظم من اللاعبين الآسيويين على رواتب شهرية تقل في الإجمالي عن المليار دولار رغم أن أعدادهم تتجاوز الـ46 ألف لاعب. وقد وصف الاتحاد الآسيوي الأمر بالظاهرة، التي تحتاج إلى حلول، لاسيما في ظل الاستعانة بنجوم كبار وأسماء عالمية في صفقات أغلبها للتسويق والاستثمار، دون تحقيق فوائد فنية. وأوصت اللجنة الفنية بالاتحاد الآسيوي كافة الدوريات المحترفة بضرورة اعتماد معايير موحدة عند اختيار اللاعبين الأجانب منعاً لإهدار الأموال على ما نصفه بـ«صفقات مضروبة» بسبب جشع الوكلاء وطمع هؤلاء اللاعبين أنفسهم خاصة من حقق منهم النجاح والانتشار خلال سنوات عمره في كبريات الدوريات العالمية. ووجدت تلك الخطوة التقنين في دوريات الخليج، حيث باتت الاستفادة من الأسماء العالمية تتحقق فنياً وإعلامياً وتسويقياً بدليل ضم دوريات مثل قطر للاعب بقيمة راؤول جونزاليس لاعب ريال مدريد، الذي حقق نجاحات مع السد، وفي دورينا لا خلاف على نجاح تجربة البرازيلي جرافيتي لاعب الأهلي وزميله خمينيز، وفي العين تجربة فالديفيا كأحد أشهر الأسماء اللاتينية، ومن بعده الغاني أسامواه جيان، بالإضافة لتجربة سريعة لم يكتب لها النجاح للفرنسي تريزيجيه مع بني ياس، ومن قبلهم الإيطالي فابيو كانافارو قائد الآزوري السابق، الذي تحول بعد أول موسم له مع الأهلي إلى الجهاز الإداري ثم التدريبي قبل رحيله لخوض تجربة تدريب في الدوري الصيني. أما أشهر الأسماء، فكان الفرنسي أنيلكا، الذي تنقل بين الدوريين الصيني والهندي، وديديه دروجبا الذي خاض تجربة في الصين، وكيتا لاعب البارسا السابق، الذي انتقل أيضاً للدوري الصيني بصفقة تخطت الـ12 مليون يورو. أفكار هندية ومؤخراً أطلقت الهند فكرة دوري النجوم بالتعاقد مع أسماء عالمية، سواء معتزلة مؤخراً أو تلعب في دوريات آسيوية أخرى، بهدف أداء مباريات دوري قصير من 3 أشهر فقط، ويكون لأسباب ترويجية وإعلامية لنشر اللعبة في الهند. وتعتبر الهند من الدول التي تغدق على اللاعبين الأجانب، وعن ذلك يقول برافول باتيل رئيس الاتحاد الهندي لكرة القدم، وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي: «الاستعانة باللاعبين الأجانب هو أمر لا غنى عنه لأي دوري في العالم، ويكفي أن دوريات أوروبا بما فيها الأندية العالمية لا تستطيع الاعتماد على لاعبيها المحليين فقط، ولكن تجد اللاعبين القادمين من البرازيل أو الأرجنتين أو الدول الأفريقية لأنهم يصنعون الفارق دائما من حيث الأداء والمهارة والمستوى الفني، وهو ما يعود بالنفع في تطوير تلك الدوريات». وشدد برافول على أن الأمر يختلف تماما في آسيا، لأنها لا يمكن أن تكون الوجهة الأولى لأي لاعب صاحب قدرات فنية ومهارة، خصوصاً إذا كان شاباً لأن المقارنة ظالمة بين أندية آسيا وأوروبا، وقال: «لو كان نيمار قد تلقى عرضاً من ناد صيني أو هندي أو ياباني، أو من أغنى نادٍ في الخليج، ثم تلقى عرضا من البارسا، فهل سيغامر ويختار آسيا لتكون أولى محطاته خارج البرازيل، وبالتالي لا يمكن المغامرة في آسيا». وتابع: «يجب أن نكون واقعيين، فإذا اردنا صفقات عالمية وأسماء لامعة للترويج للعبة في دورياتنا المحلية فيجب أن ندفع مقابل ذلك، لأننا نجني أيضا الكثير، ويكفي حجم العوائد الإعلانية والاستثمارية بل وحجم الاهتمام باللعبة الذي بدأ يقفز لأرقام خيالية في الهند والصين كذلك». وأضاف: «هناك قفزات هائلة حققها اللاعبون الأجانب أصحاب الأسماء العالمية، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، خصوصاً من حيث الترويج للعبة على المستوى الشعبي». ولفت باتيل إلى أن وجود اللاعبين الأجانب في دوريات آسيا لا يمكن أن يضر بالمستوى الفني مهما كان مستوى اللاعبين نفسه متواضع، لافتاً إلى أن الكرة الآسيوية تتطور بالفعل، ولكنه تطور بطيء، لأن هناك مقارنات دائمة بين دوريات آسيا بما يقدم في أوروبا من مستويات، وهذا لا يمكن أن يفيد على الأقل من الناحية النفسية لمن يتابع تلك الدوريات في القارة الصفراء، لأنه سيجد نفسه مشدوداً لدوريات أوروبا فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©