الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصيام.. والأمراض النفسية والعصبية

24 يوليو 2014 21:05
يحمل شهر رمضان المبارك في طياته معاني روحية كثيرة لدى الصائمين لاسيما بين أفراد العائلة والزملاء في العمل مما ينعكس إيجابا على مشاعره وعواطفه. ويتجلى هذا الأمر أكثر عند الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل النفسية مثل الاكتئاب الذي يسبب في بعض أعراضه الرغبة في العزلة والابتعاد عن الناس، إذ عادة ما يتقارب الناس من أهل وأصدقاء في هذا الشهر فيخف شعور المريض بالوحدة مما يساعده على الاندماج أكثر في المجتمع. وكذلك الحال بالنسبة للمصابين بالقلق والتوتر، حيث التقرب من الله والانشغال بالعبادة يخفف من المشاعر السلبية المتعلقة بهذا المرض والناجمة عن هموم الحياة والعمل. ومن فوائد الصيام لمن يشتكون من اضطرابات نفسية تعزيز الثقة بالنفس من خلال قدرة الإنسان على التحكم بشهواته ورغباته، كما أن الصبر على العطش والجوع والتعب يعد تدريبا نفسيا جيدا للتعود على مشاكل الحياة وصعوباتها. أما بالنسبة للأمراض العصبية الخطيرة، فإن إقرار إمكانية الصيام للمريض يعود إلى الطبيب المختص، إذا أن الحالة تختلف من مريض إلى آخر، وهنا لابد من الإشارة إلى أن العديد من تلك الأمراض يتطلب علاجات طويلة الأمد، وبعضها قد يترك إعاقة لدى المصاب بها. ومن أكثر الأمراض العصبية انتشارا الصداع النصفي (الشقيقة) وهو صداع متواتر يحدث عادة في جهة واحدة من الرأس ولكنه يتنقل بين الجهتين، وعادة هؤلاء المرضى قد يعانون من الصداع الشديد ولاسيما في الأيام الأولى من الصيام. وسبب ذلك في الغالب اعتيادهم على المسكنات والإفراط في تناول المنبهات مثل القهوة والشاي بالإضافة إلى التدخين، وفي هذه الأحوال يحبذ لهم تجنب شرب المنبهات قدر الإمكان والتخفيف من كمية التدخين خلال فترة الإفطار واستعمال مسكنات ذات الجرعة الواحدة لأنها ذات مفعول طويل الأمد. ويعد مرض الصرع مرضا عصبيا يؤدي إلى حدوث تشنجات في كل عضلات الجسم مع الغياب عن الوعي لمدة حوالي نصف ساعة. ويتطلب ذلك المرض في بعض الأحيان استعمال أدوية عدة بجرعات على مدار اليوم للسيطرة على المريض، ولذلك فإن من يعانون من هذا الداء لا يمكنهم في الغالب الصيام لأنهم بحاجة إلى أخذ العقاقير بانتظام. أما المريض المستقر في حالته والذي يتناول الأدوية بجرعة أو اثنتين فيمكنه الصيام، مع ضرورة الحذر والانتباه لأعراض نقص السكر أثناء الصيام لأنها قد تحدث نوبة صرع لدى المريض. وأما بشأن من يعانون من أمراض الشرايين الدماغية مثل النزف الدماغي والجلطة الدماغية فهؤلاء لا يمكنهم الصيام في المرحلة الحادة إلا بعد استقرار الوضع وعادة إذا كانوا مستقرين، فالصيام مفيد لهم، لأنه يساعد على ضبط السكر وارتفاع الضغط الشرياني، وهما أهم أسباب إصابة الشرايين الدماغية. كما يجب على ذوي مرضى الفصام مراجعة الطبيب المختص لكونه الوحيد القادر على تحديد قدرة المريض على الصيام. (أبوظبي-الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©