الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

النجار والرقيبة يبوحان بقصائد تحاور الذاكرة والروح

النجار والرقيبة يبوحان بقصائد تحاور الذاكرة والروح
5 يوليو 2012
نظم بيت الشعر بالشارقة مساء أمس الأول بمقره في منطقة الشارقة القديمة أمسية شعرية اتسمت بنبرتها التأملية واشتباكها مع حواف الحلم والذاكرة وانشغالات الروح المرهفة، شارك بالأمسية الشاعران حسن النجار من الإمارات وعامر الرقيبة من العراق، وقدم الأمسية الإعلامية دارين قصير التي تناغم تعريفها بالشاعرين مع أجواء القصائد المحاكة بإيقاع سارح ومتخلص من هيمنة القيود المرهقة والضاغطة على المفردة المحلقة في فضاء حرّ وملون بالأخيلة والإشارات والتأويلات. حضر الأمسية محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة ولفيف من الشعراء والنقاد والإعلاميين، واستهلت دارين قصير كلمتها التعريفية بالشاعر حسن النجار من خلال الإشارة إلى أن تقديم شاعر هو مسؤولية كبيرة فكيف بشاعرين خطّا بأناملهما الكثير من جماليات اللغة المكثفة والمتقنة. وقالت قصير إن الشاعر حسن النجار بدأ بالشعر منذ أيام الدراسة الأولى في حكاية شغف تتغذى من ألق الرؤيا والسؤال، وخرج بديوانين شعريين هما: “مرايا الحنين” صدر في العام 2007 و”حمام الروح” في العام 2010، وأضافت مقدمة الأمسية “يكتب النجار شعرا يجيد النقر على الجرح، كما تجيد العصافير نقر زجاج النوافذ المطلة على الغياب”، وأوضحت أن أسلوب النجار الشعري يعتمد على كتابة المشهد الطبيعي بريشة فنان وقلم شاعر، يسكنه هاجس الفضاءات المفتوحة التي توقعنا في أسر الدهشة دوما، فأصدافه المفتوحة على صدفة قلبه وحالات وجده ــ كما أشارت المقدمة ــ تجعلنا نعلق وسط أمواج من نوع آخر، هي أمواج الهوى والسحر والتأملات. وقرأ بعدها الشاعر حسن النجار نماذج من قصائده الجديدة والقديمة التي تنوعت أساليبها وفضاءاتها وإيقاعاتها، وكان لكل أسلوب منها ما يلائمه من تعابير ومفردات مخلصة لموضوعها العام وما يتضمنه هذا الموضوع من رؤى وانفعالات وتصاوير، وهنا مقطع من قصيدته التي حملت عنوان “غوايات شاعر” : “يا أيها الليل كان الصمت سيدنا/ يشير نحو دروب الوهم نتبعه/ يضيء فانوس روح في أزقتنا/ يئن في وحشة، لا أذن تسمعه/ على رصيف انتظار كان ينسج ما روى الخيال له، والسر يودعه/ تجرّع الحلم كأسا فارغا ومشى/ مثّاقلا وسراب العمر يتبعه”. وفي تقديمها لثاني شعراء الأمسية وصفت دارين قصير الشاعر عامر الرقيبة بأنه قادم من مناخات الجواهري والسياب ولكن بلغة أكثر شبابا وفرحا بالآتي، حتى لو غمس ريشة قلمه بجراح بغداده التي كتب لها “قمر بغداد” وآلام الأمهات الثكالى ولأجلها حارب كف الردى بالقصيدة. وأضافت “هو صاحب الدهشتين، دهشة الغيم على مرأى المطلق، ودهشة الأرض المنطوية على جراحها، وله ديوان “حرائق الياسمين” يوزعها دفئا في حيوات الناس والوجود ليصير أبهى بالشعر، وأصدق بالاحتراق”. قرأ بعدها الشاعر الرقيبة عددا من القصائد التى وصفها بالومضات الشعرية، والتي جاءت أقرب إلى الفلاشات الخاطفة التي تبهر القارئ والسامع، والتي تنسلّ بعد ذلك وتنفلت نحو الدواخل والأنفس المتعبة فتحيي فيها نبض الحياة وعنفوان القصيدة، ومن هذه الومضات المقطع التالي: “ لي دهشتان .. إلى ما لا نهايتهما يصبو الفؤاد/ وإن تاهت بي الطرق/ قصيدة من شقوق الغيم مطلعها/ لكنها من جراح الأرض تنبثق/ ولوحة لا أراها بل أحس بها/ ألوانها الحب والآمال والقلق”
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©