الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تونس التي لا تزال..!

18 يناير 2011 20:36
من خلال عملي في الإعلام السياحي، حانت لي فرص متعددة للسفر الى تونس الخضراء، ذلك البلد الجميل الصغير القابع في أقصى شمال قارة إفريقيا، بل هي إفريقيا ذاتها، فقد أخذت منها القارة كلها الاسم، وقليلاً من يعرف ذلك. كانت التجربة السياحية التونسية مذهلة وناجحة الى أقصى حد، بل أعتبرها أنجح تجربة سياحية عربية، فقد استطاع ذلك البلد الصغير أن يستقطب عدداً من السياح يفوق عدد سكان البلد نفسه. استطاعت تونس أن تجتذب السياحة الأوروبية رغم أن مقوماتها قد تكون عادية كبلد سياحي، ولكن النظام والدقة والرؤية والعمل بتخطيط ساهم في نجاح تونس السياحي. منذ أول وهلة في مطار تونس، يمكنك أن تتلمس أنك مقدم على تجربة مختلفة، النظام والانضباط والابتسامة والترحاب والحزم معاً، سائق الحافلة السياحية يخبرك سلوكه على أن الصغير والكبير في الشعب التونسي يعرف معنى صناعة السياحة، ويعرف أهميتها للشعب وللبلد. منظومة السياحة التونسية منظومة يمكن تدريسها والاستفادة منها، ولكن المشكلة الوحيدة أنها لم تنجح في استقطاب السياحة العربية الخليجية، رغم الجهود الكبيرة التي قامت بها وزارة السياحة، فقد ظل السائح الخليجي غير معتاد على السفر الى تونس كوجهة، وكانت شركات السياحة هناك تستسهل اجتذاب السائح الأوروبي. كل هذا جعلني أنظر الى تونس على أنها بلد سياحي من الطراز الأول، واستطاعت صناعة السياحة هناك أن تجتذب خلفها صناعات أخرى متعددة. ما حدث في تونس منذ أيام هو نقطة وعلامة فارقة في تاريخها، وقد يصبح يوماً جزءاً من التاريخ السياحي أيضاً الذي سيروى يوما ما للسياح، وقد وجدت نفسي أتابع الأنباء والأخبار بشغف، وكلي خوف من أن تؤدي هذه الأحداث الى تخريب المنشآت أو المكتسبات السياحية التونسية، ولكن يبدو أن الشعب التونسي حتى وهو في قمة الانفعال، لم يقدم على تخريب أو إيذاء مؤسساته السياحية، التي يدرك جيداً أنها يجب أن تبقى، ويجب أن يحافظ عليها مهما صار من أحداث. ومن خلال معرفتي بالشعب التونسي ومعرفتي أيضاً بالعديد من التونسيين، أستطيع أن أؤكد أن تونس ستتجاوز محنتها، وستصبح أقوى من ذي قبل، وستظل وجهة سياحية عربية يجب أن نفخر بها، ونتعلم منها.. كلي أمل أن تتجاوز تونس ما حدث سريعاً، وأن تعود وجهة عربية تضاف الى صناعة السياحة العربية من جديد.. فهكذا هي تونس..كانت ولا تزال وستظل في القلب.. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©