أكد الدكتور جون كاو أن إمارة أبوظبي تشهد وبشكل متسارع طفرة ونهضة في مختلف المجالات، الأمر الذي جعلها تحتل مكانة متقدمة بين المدن الصناعية والسياحية بفضل التخطيط السليم والمدروس والمشاريع الإبداعية والفريدة التي تنفذ فيها.
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها ديوان سمو ولي عهد أبوظبي بقصر الإمارات بأبوظبي مساء أمس الأول محاضرة بعنوان “ الابتكار”.
حضر المحاضرة معالي الدكتور مغير خميس الخييلي عضو المجلس التنفيذي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، ويوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية، وريتشارد جي اولسون السفير الأميركي لدى الدولة، وعدد من كبار المسؤولين.
وعرف المحاضر الدكتور جون كاو بداية معنى الابتكار بأنه الشيء الوحيد الذي مهما زاد فإن الأفراد والشركات يطلبون المزيد منه فهو صناعة المستقبل لأنه يأتي بالفكرة الجديدة التي توجد المجال الجديد للبحث ويأتي بالمنتج الجديد الذي ينشئ الطلب الجديد عليه ويأتي بالسوق الجديد الذي يحرك الصناعة والاقتصاد نحو مستوى أعلى من التطور. وقال إن الابتكار كذلك عملية إنشاء وتطوير واكتساب وتنفيذ المنتج الجديد أو الخدمة الجديدة أو العملية الجديدة بهدف تحسين الكفاءة والفاعلية والميزة التنافسية بما يضيف قيمة للمنظمة ولأصحاب المصلحة كما يمكن تعريفه بأنه عملية إنشاء الفكرة الجديدة وتحويلها إلى قيمة أعمال جديدة، أو هو الإبداع من خلال التوصل إلى الفكرة الجديدة وتنفيذه ووصوله إلى السوق.
وأشار إلى أن الابتكار والإبداع يعد ضرورة من الضرورات الأساسية في إدارة الأعمال والمؤسسات إذ أن الزمان في تصاعد والحاجات والطموحات هي الأخرى في نمو واتساع فلا يعد كافيا أو حتى مرضيا أداء الأعمال في المؤسسات على اختلاف أنماطها وأنواعها بالطرق الروتينية التقليدية، لأن الاستمرار بها يؤدي إما إلى الوقوف وهو بالتالي تراجع عن الركب المتسارع في المضي إلى الأمام أو الفشل.
ولفت إلى أنه يوجد ما يقرب من 119 مليون مرجع وكتاب يتناول موضوع الابتكار ويستفيد منه بشكل خاص السياسيون والاقتصاديون والمستثمرون.
وقال المحاضر إن الدول لا تقاس بحجمها، بل بما تقدمه لهذا العالم والبشرية بشكل خاص من خدمات في مختلف المجالات وضرب في هذا الصدد مثالا لعدد من الدول الصغيرة والتي أصبحت الاآن منصات للعلوم الحية مثل سنغافورة والسويد وفنلندا وتشيلي.
وعدد المحاضر أسس ومفاتيح الابتكار وهي وضوح المفاهيم خلق الإحساس للأمور الطارئة وإرساء الروابط وقدرات الابتكار والأدوات والمهارات والموارد والثقافة والأنظمة وإدارة المشرفين والشعور بوجود هدف.
وشبه المحاضر الأرض بالدماغ البشرية من حيث سرعة الاستجابة للتقنية الحديثة والتقاط الإشارات المتسارعة من العالم الخارجي، مشيرا إلى أن العالم سيشهد في العام 2030 ثورة علمية في مختلف المجالات حيث ستختفي وسائل الإعلام التقليدية وسيقل الاهتمام بالصحف المكتوبة وسيكون هناك حوالي 20 مليار حاسب آلي مرتبط بالإنترنت إضافة إلى 5 مليارات هاتف رقمي بينما ستبلغ الأموال التي ستصرف على وسائل الترفيه حوالي 1.7 تريليون دولار أميركي .
المحاضر في سطور
الدكتور جون كاو ولد في عام 1950 وهو كاتب ومستشار الاستراتيجية ومقرها في سان فرانسيسكو وهو رئيس معهد الابتكار الذي يقدم النصح في قضايا الابتكار والتحول التنظيمي وهو كذلك مدير للعلوم بخليج سان فرانسيسكو للابتكار والاستشارات وعضو مؤسس للجنة الابتكار بشركة سيسكو سيستمز ورئيس المجلس الاستشاري العالمي للابتكار في المنتدى الاقتصادي العالمي . ودرس الفلسفة في كلية ييل وحصل على دكتوراه في الطب من جامعة ييل ودرجة الماجستير من كلية هارفارد للأعمال وهو محاضر في كلية هارفارد للأعمال من 1982 حتى 1996 في تخصص الابتكار وروح المبادرة. يقوم الدكتور كاو بتقديم النصح لعدد من الدول والمناطق بشأن استراتيجية الابتكار والتنفيذ بما في ذلك فنلندا وسنغافورة ومدينة سان فرانسيسكو وأبو ظبي وعناصر من حكومة الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي، وله عدة مؤلفات في فن الانضباط والابتكار والإبداع والأعمال التجارية.
عدد اليوم
