الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العيد والسفر والمدارس.. ثلاثي يلتهم ميزانيات الأسر والحل في الخطة المالية

العيد والسفر والمدارس.. ثلاثي يلتهم ميزانيات الأسر والحل في الخطة المالية
24 يوليو 2014 23:02
ضغوط اقتصادية مضاعفة تعاني منها الاسر خلال الشهر الحالي بسبب تكالب الالتزامات المالية على ميزانية الاسرة وتعددها، بدءًا بتوفير متطلبات رمضان، ومرورا بشراء مستلزمات العيد والاستعداد للسفر، وانتهاءً بشراء احتياجات العودة للمدارس، وجميعها مواسم تحتاج لميزانيات منفردة، خاصة مع وجود فترة طويلة تتثمل بنحو 43 يوما بين صرف الراتب الحالي والراتب القادم. وفي الوقت الذي يؤكد فيه أرباب أسر التقتهم «الاتحاد» أن الموسم الحالي يعتبر من أكثر المواسم ضغطاً من ناحية الالتزامات المالية، في ظل اجتماع عدة مناسبات تحتاج إلى ميزانيات محددة، يؤكد خبراء اقتصاد ضرورة اتباع الأسر لنهج يوازن بين الاحتياجات المختلفة، ووضع خطة مالية لهذه الفترة بالذات، تجنباً لتعرضهم لضوائق مالية، مشددين على ضرورة تجنب الاقتراض لغرض السفر لمن يواجه صعوبة في السداد لاحقا. سعاد ناصر (ربة بيت مقيمة)، واحدة من الاشخاص الذين يقدمون تنازلات ويغضون عن شراء بعض الالتزامات التي تصنفها بغير الضرورية، بالمقارنة بأخرى تجدها أهم خلال هذه الفترة من العام، والتي تصفها بالعصيبة. وأكدت سعاد أن اعتماد أسرتها على راتب الزوج، يدفعها للتركيز على شراء الاساسيات، والابتعاد عن البذخ، مشيرة إلى أن الفترة الحالية مع وجود التزامات كثيرة منها رمضان والعيد والاستعداد للسفر والمدارس، تعد ثقلا كبيرا، لذلك فإن الاستعداد لمثل هذه الفترة يكون مبكرا وقبلها بأشهر، حيث تقوم مع زوجها بادخار مبلغ من الراتب بداية كل شهر، ليتم الاستفادة منه في مثل هذه الظروف، مما يساعد على الوفاء بالتزاماتهما من شراء مستلزمات العيد والسفر. واضافت سعاد أن أسرتها تتوجه سنويا لزيارة أهلها في اليمن، وتفضل هي وزوجها زيارة بلدهما أكثر من اي دولة أخرى، كونهما يشتاقان لرؤية الاهل، بعد غياب طويل يدوم لاحد عشر شهرا، مضيفة أنهما يصرفان مبلغ التوفير الخاص بالصيف لشراء هدايا للأهل، والإبقاء على مبلغ لصرفه هناك. من جهتها تشير سارة القاسم (موظفة) إلى أنها قررت السفر هذا العام ولاول مرة على عكس الاعوام السابقة التي كانت تقضي إجازتها في ربوع الدولة، موضحة أنها لم تقم بتوفير أي مبلغ كما يفعل غيرها، كون جهة عملها تصرف بدل تذاكر ومكافأة لجميع موظفين تصل إلى نحو 15 ألف درهم. واضافت القاسم أن المبلغ ذاته كانت تصرفه في السابق على شراء مستلزمات العيد، إلا أنها هذا العام رأت أن تغير طريقتها في صرف المبلغ على شراء الملابس والأحذية والإكسسورات، ومستلزمات البيت من صحون التقديم والحلويات، والاقتصاد في ذلك بشراء فقط ملابس لأول يوم للعيد. وأوضحت القاسم أنها تقسم الالتزامات على ميزانية سفر، وميزانية البيت واحتياجات اطفالها، إلا أنها تؤجل احتياجات المدارس وتجهيز عودة أولادها لمدارسهم إلى شهر سبتمبر، فتقوم بشراء المستلزمات الرئيسية، وبعد بدء الدراسة تبدأ بتلبية الطلبات التفصيلية بحسب ما يطلب منهم بالمدارس. ويؤكد خالد عبدالله وزوجته شيخة سالم أن ضغوط الشهر الحالي كثيرة ولن تسمح لهما بالسفر والاستمتاع بالاجواء المعتدلة في بلدان أوروبا، مشيرين إلى أن أولويات الصرف وقلة راتب الزوج كانت العائق في منعهما من ذلك. وبين خالد أن جزءا كبيرا من راتبه سيذهب لتسديد قسط سيارته الفاخرة التي قام بشرائها، بالاضافة إلى دخوله في «جمعية» لتسديد الدفعة الأولى من مبلغ السيارة، مضيفا أنه سافر في العام الماضي هو وزوجته لاحدى الدول الآسيوية، وهو مكتفي بهذه السفر كونه يرى أن شراءه للسيارة من الضروريات ويرجح كفته على تذاكر الطيران والتنزه بين بلدان العالم. وترى شيخة زوجة خالد أنه يصعب التحكم في الراتب وتوفير أي مبلغ، خاصة مع طول الفترة بين صرف الراتب إلى نهاية شهر اغسطس القادم، فالمبالغ المتبقية من الراتب ستصرف على مستلزمات البيت، وحاجاتنا الضرورية من لبس وتجهيزات العيد، بالاضافة لتوفير الأطعمة الرمضانية، مشيرة إلى أن الضغوط زادت عليهما من ثلاث جهات هي رمضان والعيد واحتياجات البيت. واضافت شيخة أن البعض يلجأ للتحايل على ظروفه الصعبة بالبحث عن بدائل كأن يصيف داخل البلد، خاصة مع وجود عروض سياحية لا حصر لها، او اتجاه البعض نحو مكاتب السفر والسياحة تقدم عروضاً وأسعاراً أفضل. من جانبها أفادت آمنة محمد (موظفة) أن السفر خلال الصيف يجدول ضمن احتياجات الاسرة وأولوياتها، مشيرة أن عائلتها تفضل السفر والتمتع برؤية مناظر الطبيعة والترفيه عن أبنائهم بعد عام دراسي طويل ومجهد. وبينت آمنة أن هناك صعوبة في التوفيق بين ميزانية السفر والوفاء بالالتزامات الاخرى، في ظل غلاء الاسعار وزيادة تكاليف الحياة المعيشية، بالاضافة لسوء استخدام البعض للراتب الشهري. وأوضحت أمنة أن المشكلة الرئيسية تكمن في غياب الوعي وعدم المقدرة على توجيه الراتب بشكل صحيح، وفقد البعض لثقافة التوفير وعدم التبذير، وضعف ترتيب الاولويات بحسب أهميتها. ومن جهته يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد البنا أن قرار صرف الراتب مبكرا قبل اسبوع من وقته، هو أمر حكيم من الحكومة لمساعدة الاشخاص والافراد لمواجهة متطلبات عيد الفطر والمتطلبات الاخرى، وتقع مسؤولية تصريف الراتب على الشخص نفسه، ويجب أن يكون لدى أي منا تخطيط لصرف هذا الراتب، سواء صرف مبكرا او في وقته، ويكون الصرف بحسب المقدرة المالية، بتخصيص نسبة من مبلغ الراتب لأمور معينة، وجزء لمستلزمات الحياة اليومية، وتخصيص نسبة للتعليم، ونسبة معينة للصحة والعلاج، ونسبة أخيرة للادخار إن امكن. واضاف البنا أن عملية التخطيط الاستراتيجي ضرورية في مثل هذه الظروف، كل بحسب ميزانيته ومقدرته لوضع خطة لصرف الراتب، مشيرا إلى أن عمليات الصرف بدون وعي لها تأثير كبير على الفرد نفسه، فإذا لم يستطع تخصيص جزء من الراتب بحسبة معينة وتوفيره لاي ظرف، قد يؤدي إلى تحمله لاعباء مالية اضافية في نهاية الشهر. وحذر البنا من خطورة الاقتراض لأجل السفر، لمن لايملك المقدرة على السداد، بتحميل نفسه التزاما اضافيا هو في غنى عنه، مبينا أن عملية الاقتراض يجب أن تبنى على المقدرة على الوفاء بتسديد القرض، وعدم تأثيره على الالتزامات الأخرى، وبحسب دخل الشخص الشهري ولايفوقه، حتى لايتحول إلى كارثة تلتهم الراتب الشهري. واشار البنا إلى أنه لا يشترط في عملية التخطيط المالي أن يكون الشخص ذا مستويات علمية مرتفعة، فأي شخص يمكنه القيام بعملية التخطيط بناء على إمكانياته وعدد أفراد اسرته، وحالته الاجتماعية سواء كان يقيم داخل الدولة بمفرده أو تقيم معه أسرته، ففي الحالتين هناك التزامات سيدفعها في الدولة، او سيقوم بتحويلها لبلده، وعليه التركيز على الالتزامات الرئيسية والملحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©