الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء التعليم: ضرورة تأسيس نظم التدريس على المشاركة والتفكير الناقد وربط الفصول الدراسية بالإنترنت

خبراء التعليم: ضرورة تأسيس نظم التدريس على المشاركة والتفكير الناقد وربط الفصول الدراسية بالإنترنت
7 أكتوبر 2010 00:29
دعا الخبراء المشاركون في المؤتمر الأول للتعليم بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إلى ضرورة تأسيس نظم التدريس القائمة على المشاركة والتفكير الناقد. كما يجب أن تكون الفصول الدراسية موصولة بالعالم من خلال ثورة الاتصالات وشبكة الإنترنت، كما شددوا على إعطاء “اللغة الأم الأولوية في التعليم”، خصوصاً في التخصصات غير العلمية، مع الاهتمام باللغة الإنجليزية بصفتها لغة أكاديمية تتيح للطلاب الفرصة للاستزادة من المعرفة. وأكد الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز أهمية التوصيات التي خلص إليها الخبراء في ختام أعمال المؤتمر أمس ومنها: التأكيد على أهمية التخطيط الاستراتيجي طويل المدى الذي يركز على عناصر عدّة، مثل: تطوير المناهج التعليمية، وتطوير البيئة المدرسية، وتحسين أداء الهيئة التعليمية، من أجل رفع مستوى الطلبة، والاهتمام بالعلوم الإنسانية التي تعطي أهمية لتطوير الإنسان وحقيقة وجوده وتعامله مع العالم المحيط به. وكذلك ضرورة الاتفاق على مجموعة أساسية من المهارات والقيم يتم تدريسها في جميع أنحاء الدولة، مع الأخذ في الاعتبار الخصوصية والتراث اللذين تتميز بهما دولة الإمارات، والتوسع في تعميم تجربة المدرسة النموذجية الجديدة التي تلتزم معايير الجودة الدولية، وتعمل على تطوير مهارات اللغتين العربية والإنجليزية، ودعم المعلمين من خلال أدلة المناهج وبرامج التطوير المحترفة التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من المدارس. عناصر تأهيل المعلمين وأشار السويدي إلى وجود عناصر عدة يمكن أن تسهم في توفير المعلمين وتأهيلهم على نحو كفؤ من أهمها: الربط بين الحوافز ومستوى المعلم وعطائه، وأن يتقن التعامل مع السلوك الإنساني، والتخطيط للعمل وتنظيمه، والقدرة على إشراك الآخرين (مثل الآباء) في العملية التعليمية والتقويم المستمر لأداء المعلم، والاستثمار في تدريب المعلمين، وإشراكهم في أنشطة المدارس التي يعملون فيها، فالمعلم لا يحتاج إلى إكسابه المعارف فقط، وإنما يحتاج أيضاً إلى التدريب العملي داخل المدارس، ومحاولة توسيع خيارات التوظيف، فعندما يكون هناك نقص في حقل العلوم أو الرياضيات نقوم بالتركيز على هذا الحقل. وقال مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إنه “لا يسعني في نهاية المؤتمر سوى التقدم بوافر الشكر لراعي المؤتمر، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المركز، مؤكداً أن النظام التعليمي في الإمارات قد بلغ درجة من النضج تستلزم تحديداً واضحاً واتفاقاً تاماً على عناصر الجودة والتميز على نحو ما يمكن قياسه ومتابعة مدى تحققه على أرض الواقع. كما أن النظام التعليمي في الدولة يتسع لجميع أنماط المدارس، حكومية وخاصة ومدارس شراكة، ما دامت تحقق شروط الجودة والتميز. وأشار إلى أن التعليم يعد أحد مرتكزات التنمية وعصب التطور في أي مجتمع، والضمان الوحيد للحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري والعقائدي للدول، ويدعم المواطنة، ويحافظ على الهوية الوطنية. وأن الإمارات تسعى إلى تطوير منظومة التعليم كمرتكز رئيس في استراتيجيتها للتنمية البشرية والاقتصادية، ومواجهة الخلل في سوق العمل الخليجي، بما يتواءم مع متطلبات التوطين من ناحية، ويزيد من إسهام المواطن في صنع حاضره ومستقبله من ناحية أخرى، إضافة إلى الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في الاستراتيجيات والسياسات الخاصة بالتعليم في دولة الإمارات، في ظل ما شهدته من طفرة تعليمية خلال العقد الماضي. وأضاف أنه من المهم أن تعمل مؤسسات التعليم على إكساب طلبتها جانبين: المعرفة، والشخصية، حيث يجري التركيز على الأول، وإغفال الثاني. كما أن القضاء على الفجوة بين التعليم العام والتعليم العالي مطلب مهم، كونه يكسب الطالب القدرة على مواصلة التعليم بمراحله المختلفة، إضافة إلى ضرورة تصميم مناهج تعليمية تلبي احتياجات اقتصاد المعرفة، بالاعتماد على عناصر رئيسية مثل المرونة والإبداع والمخاطرة. كما أن بيئة العمل المستقبلية تتطلّب كوادر بشرية تتمتع بالمهارات التقنية. تحديات التعليم وأعلن السويدي أن التحديات التي تواجه التعليم في دولة الإمارات تتمثل في البيئة المدرسية غير الجاذبة، وغلبة الأساليب التقليدية للتعليم، وضعف التأهيل المهني للمعلمين، وافتقارهم إلى التدريب والتطوير، ونقص المعلمين الذكور من مواطني الدولة، والافتقار إلى طرائق فعالة ومتطورة للقياس والتقويم، وضعف مستوى الإرشاد الطلابي، إضافة إلى أن الإدارة المدرسية لا تؤدي دورها المفترض، والعلاقة مع أولياء الأمور ليست على النحو الذي يفترض أن تكون عليه، ويعاني الواقع التعليمي تناقض الآراء والتوجهات، بما يشكل ميداناً للصراع والتنافس بدلاً من تكامل الجهود وتنسيقها. تسرب المواطنين من التعليم وأكد السويدي في كلمته الختامية، التي ألقاها نيابة عنه عبدالله حسين السهلاوي المدير التنفيذي للمركز، أن ثمة تحديات أخرى تواجه العملية التعليمية منها أن معدلات التسرب السائدة بين المواطنين في دبي تحديداً، ودولة الإمارات بشكل عام، تعد مصدر قلق أساسي. ومن أهم أسباب التسرب عدم قدرة النظام التعليمي على استيعاب الطالب، وغيابه الذي يؤدي إلى فصله من المدرسة، وغياب المتابعة من ولي الأمر، وضعف العلاقة بين الطالب والمدرسة. هذه الأسباب تؤدي إلى انسحاب الطالب من النظام التعليمي. جلسات المؤتمر وكانت الجلسة الثالثة التي عقدت في بداية فعاليات اليوم الثاني والأخير للمؤتمر، رأسها البروفيسور جيم مينجاكوسكي مستشار التعليم العالي في مكتب المدير العام في مجلس أبوظبي للتعليم، تناولت محور “التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة”، حيث ناقش فيها الدكتور نبيل إبراهيم مدير جامعة أبوظبي، ورقة بحثية بعنوان “دولة الإمارات والتعليم العالي في القرن الحادي والعشرين” تناولت ما أحدثته العولمة، والاقتصاد القائم على المعرفة، وتَقدّم تقنيات المعلومات والاتصالات، حيث شهد التعليم العالي تغييرات كبيرة بوصفه عملية تحول اجتماعي. اللغة الأم للبلاد وقدمت الدكتورة كريمة مطر المزروعي أستاذ مساعد في قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ورقة بحثية تناولت “التعليم الجامعي بين اللغة العربية واللغات الأجنبية”، حيث تطالب معظم مؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة الطلاب بضرورة الدراسة باللغة الإنجليزية، وهي لغة ليست اللغة الأم للبلاد، ولم يكن الطلاب السابقون في دولة الإمارات العربية المتحدة مستعدين جيداً لاستخدامها لأغراض أكاديمية، مشيرة إلى أهمية التذكير بأن الدراسة بغير اللغة الأم تتطلّب اهتماماً واعياً بالجوانب: النحوية، والصرفية، والصوتية في اللغة الإنجليزية؛ ولذا، فإن التعرض للغة أكاديمية مفهومة، ربما لا يكون كافياً وحده، بل لا بدّ من أن يكون مقترناً أيضاً بفهم العلاقة بين شكل اللغة الثانية ووظيفتها. خبراء التعليم الأجانب وتناول بحث قدمه الدكتور إيرل وارنيكا أستاذ التربية سابقاً في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، مستشار سابق في وزارة التربية والتعليم، “معضلة الخبراء الأجانب في قطاع التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة”، مشيراً إلى أن جهودا كبيرة بُذلت في العقدين الماضيين لإصلاح التعليم في دول الخليج وغيرها من دول العالم، مجيباً عن تساؤل: هل يمكن تطبيق نماذج إصلاح التعليم من الخارج بنجاح في دول الخليج؟ وهل يمكن أن يكون خبراء التعليم الأجانب فعّالين في مهماتهم؟ وخاضت الورقة البحثية في تحليل للفرص التي يوفرها الخبراء الأجانب، والمخاطر التي تترتب على محاولتهم تطبيق الأساليب المتعارف عليها دولياً في البلدان النامية، مع الإقرار بالهواجس المتعلقة بالثقافة المحلية واللغة والتاريخ والممارسات التعليمية الحالية؛ مختتماً ورقته باقتراح نموذج جديد للإصلاح، واقتراح طريقة تمكّن الخبراء الأجانب من الاستفادة من النجاحات والإخفاقات التي تضمنتها الورقة. بعدها قدم د. ميك راندال، مستشار مستقل، زميل أبحاث فخري في الجامعة البريطانية في دبي، بحثاً ناقش فيه “التوجهات العالمية وأثرها في التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة”، وطبيعة التغيرات التي طرأت على خطاب التعليم العالمي طوال السنوات الخمسين الماضية. رؤية مستقبلية للتعليم وفي الجلسة الختامية التي رأستها شيخة راشد الشامسي، المدير التنفيذي للشؤون التعليمية بالإنابة في وزارة التربية والتعليم، وتناولت محور “رؤية مستقبلية للتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة” تحدثت د. حصة عبدالله لوتاه، أستاذ مساعد في قسم الاتصال الجماهيري، في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، في ورقتها البحثية عن كيفية حصول التركيز في التعليم على اختصاصات معينة؛ مثل: الإدارة والتجارة وعلوم الحاسب الآلي، وبعض التخصصات العلمية الأخرى في الكثير من الدول، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتراجع في المقابل الاهتمام عموماً بالعلوم الإنسانية، مشيرة إلى أن المجتمعات بحاجة إلى أن تنظر نظرة شاملة إلى ما يتعلق بنظم تعليمها، للمحافظة على توازنها وتأمين احتياجاتها، فإن مثل هذه التوجهات تضر بالصورة الكلية لما يجب أن يكون عليه المجتمع. وضمن الجلسة الختامية كذلك قدمت د.سامية الفرّا، المدير التنفيذي الأكاديمي في مؤسسة “تعليم” بدولة الإمارات، ورقة بحثية بعنوان “رؤية مستقبلية للتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة”، بينت فيها سبل أن تبقى دولة الإمارات العربية المتحدة “متحدة”، و”عربية”، وسط عالم يموج بالتغيرات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية العالمية الدائرة من حولها. كما ألقى الدكتور محمد البيلي عميد مشارك وأستاذ علم النفس التربوي في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات ورقة بحثية حملت عنوان “رؤية مستقبلية للتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة”. «أخبار الساعة» : التعليم ركيزة استراتيجية للدول لمواجهة تحديات المستقبل أبوظبي (وام) - دعت نشرة “ أخبار الساعة “ إلى ضرورة تطوير التعليم وتحديثه وبناء الرؤى المستقبلية بشأنه في الدول التي تريد أن يكون لها مكانها المتميز وحضورها الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية، كون التعليم أحد أهم أركان أي استراتيجية فاعلة للتعامل مع التحديات ومواجهة الفرص والتفاعل المستمر مع التطورات والتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات والاستعداد الدائم لمواجهة التحديات التي تطرحها والاستفادة من الفرص التي تتيحها. وتحت عنوان “ رؤية مستقبلية للتعليم” أشارت النشرة التي يصدرها “ مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية “ الي أن الدول التي تنظر إلى المستقبل بوعي وفكر خلاق هي الدول التي تجعل من العلم طريقها الأساسي في الاستعداد للتعامل مع تحديات هذا المستقبل على المستويات كافة ومن ثم تعمل باستمرار على تطويره والأخذ بالأساليب الحديثة فيه خاصة أن العالم مثلما يعيش عصر العلم فإنه يعيش أيضا عصر المخاطر التي تزايدت بشكل كبير خلال السنوات الماضية وتصاعدت آثارها السلبية، متوقعة أن يستمر المنحنى الصاعد لها خلال السنوات المقبلة، محذرة من أنه لا يمكن التصدي الفاعل والجاد لهذه المخاطر إلا من خلال امتلاك ناصية العلم والمعرفة. وأشارت في هذا السياق إلى تخصيص المؤتمر السنوي الأول للتعليم الذي بدأت فعالياته أمس الاول في “ مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية “ تحت عنوان “ واقع التعليم والآفاق المستقبلية لتطويره في دولة الإمارات العربية المتحدة “ وأختتم أمس .. والذي تناولت أحد محاوره الرئيسية البحث في رؤية مستقبلية للتعليم في دولة الإمارات، وذلك من خلال عدد من المتخصصين والمعنيين بالتعليم في الدولة الذين يجمعون بين الخبرة العملية والتخصص الأكاديمي بما يزيد من فاعلية المناقشة ويعمقها ويتيح الفرصة من خلالها للتفاعل بين المستويين العلمي والعملي ومن ثم الخروج برؤية عميقة وشاملة لمستقبل التعليم في الدولة. وأكدت أن اهتمام المركز في مؤتمره السنوي الأول حول التعليم باستشراف المستقبل بشأن قضية محورية يندرج ضمن توجه تنموي عميق تتبناه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، ويعطي النظر إلى المستقبل والاستعداد للتعامل مع متطلباته أهمية قصوى حيث تؤمن “قيادتنا الحكيمة بأنه يجب ألا يتوقف التخطيط التنموي عند الحاضر وإنما من الضروري أن يمد نظره بعيدا إلى المستقبل لأن الأمم الواعية هي التي تجعل الحاضر نافذة إلى المستقبل ومنطلقاً للتعامل مع تحدياته وتعمل دائما على المبادرة ولا تترك نفسها أسيرة لسياسة رد الفعل”. وشددت “ أخبار الساعة “ في ختام افتتاحيتها على ضرورة أن يكون التفكير المستقبلي عنصراً أساسياً في رؤية المؤسسات الإماراتية المختلفة لأن طموحات الدولة التي لا تحدها سقوف تجعلها دائما في حاجة إلى التفكير في المستقبل والاستعداد له.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©