الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

همنجواي لا يزال في ذاكرة بامبلونا

11 يوليو 2011 00:18
بامبلونا (ا ف ب) -خمسون عاماً مرت على رحيله لكن الغرفة التي نام فيها خلال خمسينيات القرن الماضي في فندق لابيرلا لم تمس... وتستذكر مدينة بامبلونا الكاتب الشهير أرنست همنجواي، الذي منح الاحتفالات الأكثر شهرة في إسبانيا بعداً دولياً، بعد كل تلك الأعوام. كأن الزمن توقف، فلا تزال الغرفة رقم 217 في الفندق الأفخم في بامبلونا الذي افتتح قبل 130 عاماً تقريباً، تحافظ على شكلها الذي كان عزيزاً على قلب الكاتب الحائز جائزة نوبل للآداب في العام 1954، وقد أضيف إليها جهاز تلفزيون فقط. وبإمكان الزوار أن يقيموا في الغرفة. ويتراوح ثمن استئجار الغرفة في لابيرلا خلال مهرجان سان فيرمين بين 525 و1800 يورو لليلة الواحدة. ووصف عامل الاستقبال في لابيرلا فرناندو هوالدي، المتخصص في أدب الكاتب الأميركي، همنجواي بأنه "الشخص الذي منحنا بعداً دولياً بفضل إقامته في مدينتنا خلال احتفالات سان فيرمين، وفي هذا الفندق حيث كانت لديه غرفة مفضلة". خلال زيارته الأولى في 1923، غطى همنجواي هذه الاحتفالات لصالح صحيفة "تورنتو ستار" الكندية. عشق الصحفي الشاب هذه الاحتفالات، التي تخلط بين الاحتفالات ومصارعة الثيران و"انثييروس"، وهي سباقات ثيران هائجة في الشوارع خلال تسعة أيام. ثم عاد إلى المدينة تسع مرات على الأقل، ووصف الأجواء في روايته "ذا صن اولسو رايزس" (الشمس تشرق أيضا) (1926). وتابع هوالدي الذي ألف كتباً عديدة عن همنجواي أن الأخير "أضاف الكثير إلى احتفالات سان فيرمين والاحتفالات أضافت إليه كثيراً". في تلك الفترة كان "فندقنا يستضيف مصارعي الثيران، ويمنح الغرفة 217 إلى الأقدم بينهم". وأضاف ان "همنجواي كان لديه أصدقاء حميمون من بين مصارعي الثيران الذين كانوا يسمحون له بالصعود إلى غرفتهم ليراهم وهم يضعون ملابسهم الرائعة". وتابع هوالدي "في عام 1950، بعدما كان قد أصبح ذائع الصيت، بات بإمكانه الاستمتاع بالإقامة في هذه الغرفة التي كان يعتبرها أسطورية"، مشيراً إلى أنه "رغم ما كتب حول هذا الموضوع، فإن همنجواي لم يركض في اي (انثييروس) لأنه كان يخاف كثيراً من الثيران". آثار همنجواي لا تزال حاضرة بشدة في بامبلونا. هناك تمثال نصفي يجسده على مدخل الحلبات. وفي مقهى أرونا حيث كانت لدى الكاتب عاداته الخاصة، هناك "ركن همنجواي". قصصه جذبت إلى عاصمة نافارا أجيالاً من الشباب الناطقين بالإنجليزية، كالأميركيين والبريطانيين والأستراليين والنيوزيلنديين والكنديين. وقال جيم رودين (71 عاما) الذي يزور المدينة للمرة الـ21 "همنجواي هو من وضع بامبلونا على الخريطة العالمية. قرأت كل أعماله" على ما أضاف هذا الأميركي الذي يشبه همنجواي جسدياً. من جهته، قال روبرت ماكل (58 عاما) الذي ينظم كل ربيع مع جمعيته "أصدقاء بامبلونا" احتفالاً مصغراً شبيها باحتفالات سان فيرمين في فلوريدا مع إطلاق ثيران هائجة ، إن "العديد من بيننا وخصوصا الناطقين باللغة الإنجليزية متواجدون هنا بفضل همنجواي. احتفالات سان فيرمين لم تكن لتصبح ما هي عليه اليوم من دونه". أما لاري مازلاك، وهو كندي يجلس إلى طاولة قرب فندق لا بيرلا يعتمر قبعة ويطلق لحية بيضاء، فيأتي إلى بامبلونا كل عام منذ 1976. وأقدم همنجواي على الانتحار في 2 يوليو 1961، وكان قبل أيام من ذلك قد ألغى حجزه للغرفة رقم 217 في فندق لابيرلا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©