عقيل الحلالي (صنعاء) - قُتل 15 متشدداً، على الأقل، أمس الأربعاء، في غارات جوية استهدفت تجمعات لتنظيم القاعدة في محافظة أبين، جنوبي اليمن، فيما نجا مسؤول أمني في صنعاء من الاغتيال بتفجير سيارته بعبوة ناسفة، في حادثةٍ هي الثانية من نوعها تشهدها العاصمة اليمنية هذا الأسبوع. وقالت مصادر محلية في أبين لـ “الاتحاد” أن 15 مسلحا من تنظيم القاعدة قتلوا في غارات جوية استهدفت “وادي ضيقة” في بلدة “المحفد”، شرق المحافظة الساحلية، التي خسر المتطرفون، الشهر الفائت، معاقلهم الرئيسية فيها،بعد أسابيع من المعارك العنيفة مع الجيش اليمني. وأكدت المصادر سقوط “عشرات الجرحى” في الغارات، التي يُعتقد بأن طائرات أميركية من دون طيار نفذتها على المتطرفين في “المحفد”، التي باتت ملاذاً أخيراً لتنظيم القاعدة في محافظة أبين، بعد أن خسر معاقله الرئيسية هناك، إثر هجوم عسكري واسع للجيش اليمني، خلال الفترة ما بين 12 مايو و15 يونيو الماضيين
وتُقدر تقارير صحفية وجود 400 مسلح من “القاعدة” في منطقة “وادي ضيقة”، شرقي بلدة “المحفد” الجبلية، وسط توقعات بأن يُعلن التنظيم المتطرف، في غضون أيام، هذه البلدة “إمارة إسلامية” له، بديلا عن إمارته السابقة التي أعلنها، العام الماضي، في بلدة “جعار”، كبرى بلدات محافظة أبين.إلا أن مسؤول يمني محلي ذكر لـ”الاتحاد”، أن الطيران الحربي “يشن باستمرار غارات جوية على بلدة المفحد لوجود العشرات من عناصر القاعدة فيها”، مؤكدا عزم الحكومة اليمنية القضاء نهائياً على “الإرهابيين” في أبين، التي خضعت لأكثر من عام لسيطرة التنظيم.ومنذ فبراير، كثفت واشنطن هجماتها، بطائرات من دون طيار، على مواقع مفترضة للمسلحين “الجهاديين”، خصوصا في جنوب وشرق البلاد، وذلك في سياق الدعم الأميركي لليمن في حربه على “القاعدة” الذي توعد، أواخر يونيو، باستهداف زعماء سياسيين وقيادات عسكرية وأمنية يمنية.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، أمس الأربعاء، نجاة رئيس قسم للشرطة في صنعاء من الاغتيال بواسطة تفجير سيارته بعبوة ناسفة، وذلك بعد يوم واحد من مقتل ضابط استخبارات في حادثة تفجير مماثلة.
وقالت الوزارة، عبر موقعها الالكتروني، إن الرائد صالح المصطفي، رئيس قسم شرطة “مذبح”، نجا من الاغتيال عندما انفجرت، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، عبوة ناسفة زرعت بسيارته، المركونة أمام منزله في حي “مذبح”، شمال غرب العاصمة صنعاء. واعتقلت الأجهزة الأمنية في صنعاء، أمس الأول، شخصا للاشتباه بتورطه في اغتيال العقيد محمد القدمي، الضابط في جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، في تلغيم سيارته بعبوة ناسفة، يوم الاثنين الماضي. وذكرت وزارة الداخلية، في بيان، أن المشتبه به، شاب يبلغ من العمر 25 عاما، دون أن تذكر ما إذا كان الشاب ينتمي إلى تنظيم القاعدة.
وأبدى سكان في صنعاء لـ”الاتحاد” مخاوفهم من اتساع دائرة العنف في المدينة، خصوصا في ظل استمرار تبادل الاتهامات بين طرفي الحكومة الانتقالية، بشأن “تقويض” عملية انتقال السلطة، التي تنظمها، منذ أواخر نوفمبر، مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.
عدد اليوم
