الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مثقفون وأدبـــــــاء: ضرورة ترسيخ القيم الثقافية لتعزيز الهوية الوطنية

مثقفون وأدبـــــــاء: ضرورة ترسيخ القيم الثقافية لتعزيز الهوية الوطنية
7 يوليو 2015 00:40
السيد حسن (الفجيرة) أكد الشاعر والأديب حبيب الصايغ، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أن الثقافة تعد الركيزة الأساسية لأي تقدم على أرض الواقع، والثقافة هي التي تشكل الهوية الوطنية الأصيلة والراسخة للإنسان الإماراتي. وقال الصايغ: «إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم يكبس الزر فخرج له اتحاد الدولة، وإنما جاء الاتحاد نتيجة العمل الجهد ومواجهة التحديات على مختلف الصعد، حتى رأى الاتحاد النور وصمد وقاوم ونجح بثقافة راقية مستمدة من تراب وجذور تلك الأرض الطيبة». جاء ذلك خلال محاضرة «الثقافة ودورها في التنمية الوطنية»، والتي ألقاها حبيب الصايغ في الأمسية الرمضانية، التي نظمتها جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية ضمن فعاليات «منتدى الفجيرة الرمضاني»، والتي استضافها رجل الأعمال محمد علي الملا. وفي بداية الأمسية، التي قدمها الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني لفت محمد علي الملا، إلى أن مثل تلك الأمسيات تعد إضافة لنا جميعا، لأنها تخلق نوعاً من التواصل المستنير والمثقف بين الأجيال، كما أن هذه الأمسيات تعمل على ابتعاث الروح الوطنية الدفينة للعمل من أجل الوطن. وذكر خالد الظنحاني أن الأمسية ترتكز على ثلاث محاور رئيسية هي: زايد القائد والمفكر، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لرحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والثقافة في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والثقافة والشباب والهوية الوطنية. وقال الأديب والشاعر حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: «نريد أجيال من المواطنين على قدر كبير من الإدراك والمعرفة بأهمية الثقافة، ليس الثقافة من أجل الثقافة ولكن لتفعيل تلك الثقافة وجعلها لغة حية معاشه على أرض الواقع لخلق الهوية الوطنية الإماراتية وإنشاء ثقافة الفعل ونبذ السلبية من عقول وحياة الشباب. وذكر الصايغ مثالاً عندما كان نائباً للجنة توطين العمل الصحفي، التقى شباب وفتيات من الخريجين من كليات متخصصة، وسألهم أسئلة بديهية وبسيطة في مستوى طلاب الابتدائية، ولم يعرفوا للأسف الشديد، وهنا غابت الثقافة، وغاب اهتمام الشباب بتثقيف أنفسهم تمهيداً لبث روح العمل والتطوير والتحديث في مجالات العمل المختلفة. ولفت الصايغ أنه يعيش على أرض الدولة 206 من جنسيات وأعمار مختلفة وإن كان جلها من الشباب، وقد قدموا إلينا بلغات وثقافات مختلفة، ألا يعد ذلك تحديا كبيرا لنا يدفعنا دفعاً نحو تأطير وتقنين هويتنا الوطنية بما لا يدع مجال للشط والانزلاق نحو هويات أخرى أو التشبع من ثقافات أخرى غير الثقافة والتراث الإماراتي. ونحن بحاجة ماسة إلى جمع تراثنا الشعبي والثقافي التاريخي والمعاصر، هناك جانب كبير من التراث مفقود وبعيد عن أيدينا، ولابد من الوصول إليه وتقديمه للأجيال، ونحن هنا نحيي جهود القائمين على جمع التراث الإماراتي في الوقت الحالي، وهو من المشاريع الرائعة. وأكد الصايغ أن قيادة دولة الإمارات وحكومتها الرشيدة نجحتا في أن تكذب ما يدور حول وجود قطيعة بين الأجيال حالياً، وقد وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في استحداث الكثير من المشاريع والأفكار الأصيلة، التي تعمل على خلق التواصل المحموم بين الأجيال وإعلاء ركائز الهوية الوطنية. وأشار الصايغ إلى ثقافة الانتخابات، لا سيما ونحن مقبلون على انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، مؤكداً ضرورة تزكية تلك الثقافة منذ البداية داخل الجمعيات الأهلية وفي مجالي الإدارات المختلفة، وفي البداية الأولى في مدارس الطلاب، وربما تكون ثقافة الانتخابات لدينا غير مكتملة وغير ناضجة وعلينا السعي لإحداث تغيير حقيقي في هذا الجانب. واليوم تسير دولة الإمارات العربية المتحدة على الطريق الصحيح والمنشود، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، والتي دفعت الجميع إلى تأمين سلامة الفكر والمعتقد والجسد لجميع أبناء الوطن وحتى المقيمين على أرضه، وهذا نهج عظيم في معناه وهدفه السامي. وانتقد الصايغ احتجاز المجلس الوطني الاتحادي لمشروع ممارسة الأنشطة الإعلامية بالدولة لمدة تتجاوز الـ7 سنوات، وهذا أمر يعد غير لائق، خاصة أن القيادة الرشيدة قد عدلت عليه ولم يعد فيه ما يشكل مشكلة، ونحن بالطبع مع فلترة جميع القوانين، بما يضمن وجودها في نطاق يخدم المواطنين، والوطن. الهوية واللغة العربية وقال الصياغ: «واجب على الدولة تثقيف الطلاب والشباب بالثقافة الوطنية بطريقة أكثر عملية.. وأول هذه المعرفة طبيعة الدولة التي ينتمون إليها، الدولة التي تسبق دول المنطقة في التنمية الاقتصادية والتقنية، وتختلف عن جاراتها كونها «اتحادية» فيها الاتحادي والمحلي، ويحكمها دستور متقدم منذ وقت مبكر ينص في ديباجته ومواده على صون كرامة الإنسان والحريات والمساواة والعدل؛ ذلك بعض سر عبقرية هذه الدولة، وقد أفضى بعد ذلك إلى فضاءات من التسامح والاعتدال والانفتاح على الآخر، وأدت هذه الثقافة التي هي اليوم بعض الهوية إلى أن تعيش على هذه الأرض 206 جنسيات في ظروف طبيعية، تلقائية، وغير ضاغطة. وتابع: من هنا ننطلق إذا أدرنا التوصل إلى دور الثقافة في التنمية الوطنية، وتلاحظون أننا تجاوزنا التعريفات حتى لا نظل ندور في الحلقات المفرغة إياها كلما تناولنا عنوان الثقافة والهوية، وحين خصص العام 2008 عاماً للهوية، بدأ العام وانتهى ونحن ندور، كطواحين الهواء، في فلك تعريف الهوية. لا نريد الاختلاف على المفاهيم، وحسبنا اليوم إثارة عنوان الثقافة بما هو سؤال شامل، وعلى تماس بمعظم القضايا أو كل القضايا.. لا نريد بعد اليوم أن نتحدث فقط عن الشعر والأدب والرواية والكتابة فقط، ولا نريد تناول المسرح والتشكيل والسينما فقط. كادر 3/ مجلس الملا سليمان الجاسم: تحديات ومخاطر كبيرة قال سليمان موسى الجاسم خلال الأمسية، معقباً على المحاضر: «نحن نواجه تحديات كبيرة أهمها تحديات التركيبة السكانية ومخاطرها على الثقافة الوطنية وبروز الثقافات الأجنبية، مشيراً إلى الدراسة الميدانية التي أجراها مركز محمد بن خالد آل نهيان شملت 1270 شخصاً، والتي دارت حول تحديات الهوية الوطنية والتركيبة السكانية وانتشار الأمية الثقافية في الإمارات، وقد جاءت النتيجة صادمة حيث أكدت العينة الدور السلبي للمجتمع المدني، والانفتاح الثقافي اللامحدود على الآخر، وتعدد الجنسيات والخلل البيّن في التركيبة السكانية، والتوسع في انتشار المدارس الأجنبية والجامعات، وانتشار الفضائيات والإنترنت، والاعتماد على الخدم والمربيات، وتحديات البطالة في المجتمع. وقال الدكتور أحمد الخزيمي: «نحن بحاجة إلى تفعيل هويتنا الوطنية وللوطنية في نفوسنا، وهنا أثمن القائمين على انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في دورته القادمة، وذلك لاختيارهم شعاراً يعد شاملاً مانعاً، وهو «صوت للإمارات»، وقد أعجبني الشعار جداً إذ يدفعنا للتخلص من دوافعنا الشخصية عند الإدلاء بالصوت الانتخابي والتصويت للأفضل». ولفت الدكتور الخزيمي إلى مشكلة انتشار المدارس الأجنبية وإقبال المواطنين عليها، مشيراً إلى أن ذلك يؤثر تأثيراً سلبياً على الهوية الوطنية متمثلاً في اللغة العربية. كادر 2/ مجلس الملا الصايغ: خريطة التعليم في الدولة عجيبة انتقد حبيب الصايغ بشدة غياب خريطة تعليمية واضحة المعالم والأهداف في الدولة، مشيراً بقوله: إن خريطة التعليم في الدولة عجيبة، لكل وزير خريطته التي تنسف خريطة الوزير الذي سبقه، على الرغم من الإنفاق على تلك الخطط بالمليارات. وتساءل الصايغ: «أين رؤية التعليم 2020 ولم لم تستمر وقد شغلوا الدنيا بتلك الرؤية على أنها هي الأولى والأخيرة، ونحن الآن بصدد رؤية جديدة لا يعلم أطرها ومداها إلا الله؟». وطالب بخطة قومية واضحة المعالم يأتي عليها الوزراء للتنفيذ وليس من أجل النسف والبدء بخطة أخرى تنفق فيها مليارات الدراهم وتضيع سدى على الدولة. كادر 1 / مجلس الملا خليفة الكعبي: لا خوف على أبناء الإمارات لأن جذورهم أصيلة خلال نقاش الحضور في الأمسية، قال خليفة مطر الكعبي رئيس غرفة تجارة وصناعة الفجيرة: «شعب الإمارات ثقافته قديمة وأصيلة لها جذور، وباعتباري من جيل المخضرمين فلا خوف على أبناء الإمارات. لأن أرواحهم متغلغلة في الجذور الأصيلة للوطن وقيمه وتقاليده العريقة، ولكن على الجهات ذات الصلة العمل من أجل إرساء قيم وعادات وثقافة المجتمع الأصيلة في مواجهة التداعيات الثقافية للتركيبة السكانية. وقال الدكتور على محمد الملا: «اعتقد أن تأصيل الثقافة المحلية يقوم أولاً وأخيراً على الأسرة، وينبغي على الأسرة القيام بدورها الطليعي الأول». من جانبه عقب ناصر الملا: «المشكلة أن هناك شباباً من خريجي الجامعة تغيب عنهم ثقافة العمل والإنتاج، وعلينا ردم تلك الفجوة الكبيرة في المعتقد، كما يجب علينا أن لا ندعو إلى التمسك بالجذور الثقافية مع انفصام تام للعصر وروح العصر وثقافاته المختلفة، علينا أن نمسك العصا من منتصفها، ونميل بالطبع إلى التراث والثقافة المحلية، ولا ضرر في ذلك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©