الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء الأمة: زايد أول من حذر من التطرف والمتطرفين وأنشأ دولة قوامها التسامح والاعتدال

علماء الأمة: زايد أول من حذر من التطرف والمتطرفين وأنشأ دولة قوامها التسامح والاعتدال
7 يوليو 2015 10:50
إبراهيم سليم (أبوظبي) أجمع علماء الأمة أن المؤسس والوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، رائد العصر في التسامح والوسطية والاعتدال وصاحب نفس زاكية، وكان من أول من حذر من التطرف والمتطرفين، وسبق عصره في ذلك، وكان حريصاً على أن ينتهج أبناؤه من أبناء الإمارات هذا النهج المعتدل في الخطاب الإسلامي، وكان من مقومات بناء الدولة العصرية الحديثة، وقام العلماء والمشاركون في الاحتفالية بسرد جانب من حياته ومآثره وإنسانيته والعطاء اللامحدود في كل جانب من جوانب حياته، وأن العالم والبشرية فقدت الشخصية الإنسانية الأبرز في العالم. وشهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين مساء أمس في جامع الشيخ زايد الكبير، أمسية فكرية بعنوان «زايد.. القائد الانسان»، والتي أقيمت برعاية وزارة شؤون الرئاسة وبالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني الذي يوافق الذكرى الحادية عشرة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وحضر الأمسية فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، والدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وأصحاب الفضيلة العلماء، ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وكبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين وموظفي الهيئة.ورفع الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أسمى آيات التقدير للقيادة الرشيدة في الدولة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، متوجهاً بالشكر لله سبحانه وتعالى الذي أكرم دولة الإمارات وشعبها بقادة حكماء رحماء مخلصين، وقيادة رشيدة رائدة، على نهج المؤسسين سائرين، ووطن منيع آمن مزدهر. وبدوره، أكد فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسس لدولة قدمت للإنسانية بكل سخاء دون منة، مضيفاً: «ونحن في هذه الذكرى الغالية لتذكير الأبناء بمآثر الآباء، والتي لها قيمة كبيرة لأن القيم تتوارثها الأجيال، وإن الله سبحانه وتعالى يذكرنا في القرآن الكريم بمنه على سيدنا إبراهيم عليه السلام، وجعلها كلمة باقية في عقبه، وكل بيانات التوحيد هي في عقبه عليه السلام، وانتهت إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنّ على أمة محمد فقال «ملة أبيكم إبراهيم». ومن جانبه، أكد سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، على أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه أدرك قيمة الإنسان، واعتبر أن الحضارة لا تبنى إلا على المحبة، وأن الإسلام دين رحمة، كما دعا إلى الرحمة تطبيقاً لمنهج الشريعة، كما أدرك رحمه الله، تميز قيم الإسلام من رحمة وأخلاق، وانتقد فرقاً تدعي الإسلام وهو منها براء. جاء ذلك خلال الاحتفال الذي نظمته الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف مساء أمس في جامع الشيخ زايد بأبوظبي، بعنوان: «زايد الإنسان». وأكد الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة أن إنسانية زايد هي التي صححت مبكرا الرؤية الحكيمة للخطاب الإسلامي وفق منهجية الوسطية والاعتدال والتسامح، وحذرت من التطرف والمتطرفين، لأنهم يشوهون سماحة الدين الحنيف، وسيرة سيد المرسلين، وهو الرحمة المهداة للخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم وبهذا المنهج والرؤية العميقة حفظ دولة الإمارات وأبناءها من ضلالات الفرق والتنظيمات والأحزاب المشبوهة والمكشوفة، فطاب سيرة ومسيرة حية، وطيب الله ذكره والباقيات الصالحات من سجاياك، يا أيها الإنسان القائد، والقائد الإنسان، وستبقى سيرتك وذكراك ملهمة لأبناء هذا الوطن وللأجيال. وقال: بهذه المناسبة الوطنية والإنسانية ندعو الله تبارك وتعالى أن يتغمد والدنا الشيخ زايد بواسع رحمته، وإننا نعاهد الله عز وجل أن نكون جنودا مخلصين لإماراتنا الغالية، أوفياء لقيادتنا الرشيدة، وان هذه الاحتفالية التي تحمل اسم (يوم زايد للعمل الإنساني) في الذكرى الحادية عشرة لرحيل القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، تمثل وفاء لمنجزاته، وتخليدا لمسيرته، وتذكيرا للأجيال بمآثره الجليلة، وقيمه النبيلة، وإنجازاته الحضارية، ومكانته وطنيا وإقليميا وعالميا، وتجديدا لعهد الولاء والوفاء لقيادتنا الرشيدة. وتابع: لقد كان زايد القائد الإنسان القدوة، عميق الإيمان بربه سبحانه وتعالى ووثيق الارتباط بنهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فما استمع أحد لحديثه إلا ولمس فيه النفحات الإيمانية العذبة التي كان يفيض بها قلبه ولسانه، مما يؤكد أنه كان من أكثر القادة ذكرا لله تعالى شاكرا لأنعمه، مذكرا بمراحل التطور التي عاناها الآباء والأجداد، حتى أغدق علينا رب العباد بما نعجز عن شكره وحمده، وترجمت أفعاله ومنجزاته حقيقة شكره لربه، حتى امتد الخير إلى كل ربوع دولة الإمارات العربية المتحدة وصار يفيض منها على الشقيق والصديق في أرض الله الواسعة. ولفت إلى أن الإنسانية كانت تفيض من جوانب نفس الشيخ زايد الطموحة النقية الزاكية، وكان قلبه الكبير يستوعب آمال الناس وآلامهم وتطلعاتهم وأمانيهم، فكان يعاملهم معاملة الوالد لأولاده، وكنا نناديه الوالد زايد، وإن إنسانية زايد هي التي خرجت لنا هذه القيادة الرائدة، ورسخت للعلاقة الأبوية بين الراعي والرعية، في هذا الوطن الذي نهضت صروحه الشامخة ومروجه الباسمة على هدى ونور، وما يزال يطاول بشموخه طموح العظماء ويرسي لشعب الإمارات وللإنسانية المتحضرة أرقى نماذج التعايش الإنساني، وأعظم الإنجازات التي تسعدنا وتسعد الأجيال القادمة بإذن الله. ولفت إلى أن من هذه البيئة الأصيلة التي تتجذر فيها الأصالة والتاريخ والعراقة، تنامت مسيرة القائد الإنسان، فراح يبني دولة الاتحاد لتكون دولة حضارية، جوهرها الإسلام، ومظهرها المعاصرة، وروحها التسامح والمحبة، تشارك فيها المرأة الإماراتية إلى جانب الرجل بعطاءاتها الكبيرة ومكانتها القديرة، ليقول للبشرية هذا أنموذجنا الراقي نحن العرب والمسلمين، وعلى مدى عقود عهده الميمون، تنامت فضائل زايد واحة مكرمات إنسانية، ظليلة وارفة على القبائل والمواطنين والمقيمين، يجري لهم الأفلاج والماء، ويساعدهم في تأمين السقاية لمزارعهم وتسويق أرزاقهم والمحافظة على تنمية ثرواتهم في المدن والأرياف والجزر والبحر. وقال: إن مواقفه الخالدة، تعد بحق دروسا حية للأجيال، فللإبل والخيل فيها ميادين سباق وللنخيل فيها مزارع تحتل أولوية استراتيجية في الغذاء والمها العربية والظباء والحبارى والصقور فيها ميراث يتجدد، وخير وعطاء يتكاثر، مزهوا مغردا صداحا، في ظلال بيئة جاذبة أضفى عليها القائد الإنسان زايد الخير بصمة من روحه حتى غدت أروع رداء رحمة غطى الإنسان وأوضح مظاهر الرأفة بالحيوان في البيئة الإماراتية الأصيلة والمتنوعة. وأشار الكعبي إلى أنه بتواضع القائد الإنسان، كان الشيخ زايد يترجل من سيارته في الصباح الباكر يتفقد شؤون البلاد والعباد، فيرى الشجرة المائلة في الشارع فيقوم بتدعيمها، ويرى العاملين في المشاريع الزراعية أو العمرانية فيفاجئهم في مواقع العمل، يسلم عليهم ويشاركهم في الطعام فيرفع بذلك منسوب الإخلاص والتفاني ورقابة الضمير، بهذه الروح الإنسانية المنصفة النقية ينظر إلى مكانة العمال والموظفين وكأنه يقرأ بعمق قضية التكافل والتراحم، وأن المال في خدمة الجميع. وتابع: لقد زرع بإنسانيته في قلوب البشر أجمل نخيل الحب والسعادة، وطبع في حياة أهل الإمارات معنى الأبوة في القيادة، كما طبعت في قلوب البائسين والمساكين والمنكوبين في العالم بصمات من الروح الإنسانية الحانية خلدت اسم زايد، ودولة الإمارات العربية المتحدة في وجدانهم، لقد أصبح غرس الشيخ زايد الإنساني أينع ثمارا وأصبحت دولة الإمارات الأولى عالميا في المساهمات الإنسانية. ولفت إلى أن الإنسانية في سيرة القائد زايد قيمة سامية سائدة، لا توازيها قيمة على صفحات السير الذاتية للقادة العظماء فإنسانية زايد هي التي أكدت في إماراتنا الحبيبة أن بناء الإنسان قبل بناء الأوطان فسخر الثروات لبناء المدارس والمستشفيات والبنى الخدمية التي أصبحت الأولى عالميا، وأطلق الطاقات، ولبى الرغبات حتى صار شعب الإمارات اليوم أسعد الشعوب، وفي المراتب الأولى عالميا. شمسه لا تغيب وتحدث الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، حول الشيخ زايد والسلم العالمي، وقال: إن أمتنا أمة أمجاد وحضارة، وتاريخ وأصالة، وقد ازدان سجلها الحافل بكوكبة من العظام، وثلة من الأفذاذ الكرام، ومنهم المحتفى به، مثلوا عقد جيدها وتاج رأسها، فكانوا في الفضل شموسا ساطعة، وفي النبل نجوما لامعة، فعدوا بحق أنوار هدى، وإن ارتباط الأجيال اللاحقة والناشئة المعاصرة بسلفهم من الأفذاذ ينتفعون بسيرتهم ويسيرون على منهجهم، ويقتبسون من نور فضله لهو من أهم الأمور التي ينبغي أن نعنى بها. وتابع: قبل أحد عشر عاما فقدت الإنسانية جمعاء والأمة العربية والإسلامية، ودولة الإمارات رجلا لا كالرجال، هامته تزاحم الشمس، وتطاول الجوزاء، حضوره يواكب النجوم، وبصماته شواهد ناهضة لا تغيب وإن غابت الأيام، وهو الوالد المؤسس والحكيم القائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه، فلقد كان رحمه الله، علما بارزا من أعلام الرجال وحكيما ملهما من حكماء الزمان، وسياسيا بارعا، وحين نتذكر الشيخ زايد نجد أنفسنا نباهي العالم أجمع بما وضعه الرجل في كل المجالات، فقد سن الرجل سننا طيبة كثيرة، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. ولفت إلى أن الشيخ زايد قدم للعالم بأكمله أسمى وأعلى وأرقى رسالة وهي رسالة المؤاخاة والمحبة والصداقة والأمن والأمان والسلم والسلام، ولم يأل جهدا إلا وبذله ولم يدخر وسعا إلا وقدمه من أجل تحقيق السلام العالمي ولم يترك كلمة خير إلا وقالها ولم يدع كلمة محبة وصلح إلا ورددها، داعيا في كل محفل إلى نشر السلام وإعادة الحقوق إلى أصحابها ونبذ الضغائن والعدوان بين شعوب العالم، وأسمع العالم كله أثناء حرب الإبادة العرقية على المسلمين في البوسنة والهرسك قولته الجريئة المدوية: «هذا ليس من الإنسانية في شيء، وموقف الدول العظمى يتصف بالخزي والعار». من جانبه أكد الدكتور محمد عبدالرحيم سلطان العلماء عضو هيئة كبار العلماء «دبي» انّ الحديث عن فقيد الوطن والإسلام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تغمّده الله بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان، يحتاج إلى مجلدات، وإلى أزمنة مديدة حتّى يتمكّن الباحث من إيفاء الراحل بعض حقّه، كيف لا وللفقيد رحمه الله في حياته جوانب جليلة عديدة، كلّ جانبٍ من تلك الجوانب حفلت بالإنجازات الهائلة، وأدّت إلى مكتسبات عظيمة، سنظلّ نذكرها لزايد الخير ما حيينا، وستظلّ خالدة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، ومن أعظم تلك المنجزات هذه الدولة الّتي نستظلّ بظلّها، وننعم بالأمان والطمأنينة والرفاهية في كنفها، ونفاخر العالم بإنجازاتها. وقال: إن الله تعالى جمع في زايد الخير رحمه الله من صفات الخير، وخصال المجد ما تفرق في غيره، فهو قائدٌ فذّ أنشأ دولة عصريةً، يتردّد اسمها في أصقاع العالم بكلّ فخر واعتزاز، وما حققته دولة الإمارات من منجزات تنموية وحضاريّة شاملة لم تكن لتتحقق لولا نهجه المتفرّد في الحكم وعبقريته في القيادة، وجمع بذلك بين محبّة شعبه له واحترام أمته إياه وتقدير العالم لما يتحلّى به. معلمة زايد للقواعد الفقهيّة والأصوليّة قال الدكتور حسام سلطان العلماء: «إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ختم حياته المباركة بتبنّي تمويل مشروعٍ علميٍّ ضخم، استغرق إعداده خمسة عشر عاماً، بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي، التابع لمنظمة التعاون الإسلامي؛ هذا المشروع الّذي سمّي باسمه عرفاناً بجميل فضله في نشر العلم؛ باسم: (معلمة زايد للقواعد الفقهيّة والأصوليّة)، وقد رأى النور، وانتشر في الآفاق، وأصبح الكتاب مرجعاً للعلماء والباحثين، وأمّا في مجال تقديره للعلم وأهله فقد كان زايد – رفع الله ذكره ومقامه - يعرف لأهل العلم قدرهم، يجلّهم ويقدّرهم، ويكرمهم ويعلي منزلتهم، ويتفقّد أحوالهم، ويقدّمهم في مجلسه، إدراكًا منه لفضيلة العلم، وأنّ هؤلاء هم ورثة الأنبياء، وكان يحرص على أن يكون عمله صحيحاً موافقاً للشريعة الإسلاميّة؛ فكان يحرص على الالتقاء بالعلماء، وطرح القضايا أمامهم، ليسمع رأيهم فيما يريد أن يُقدم عليه من أمور، ويأخذ بنصائحهم، وكان حريصاً على الالتقاء بكبار العلماء الّذين يتوافدون على الدولة، ويكرمهم تقديراً لعلمهم وعرفاناً بمنزلتهم».وتابع: «حرصاً منه على إفادة شعبه من علم هؤلاء، كان رحمه الله يستضيف على نفقته الخاصة كبار العلماء من مختلف بقاع الأرض في شهر رمضان المبارك من كلّ عام، ليقوموا بواجب الدعوة والإرشاد في هذا البلد الكريم، ولينتفع بعلمهم كلّ من يقيم على ربوع هذا الوطن الغالي، كما يحرص على اللقاء بهم، وقد ختم حياته باستضافة نخبة متميزة من كبار العلماء ليشاركوا في مؤتمر الهدى النبوي في الدعوة والإرشاد؛ حرصاً منه على تصحيح صورة الإسلام الّتي تعرّضت للتشويه المتعمّد، وليعلم الناس سماحة الدين الإسلامي، وأنّه دين الرحمة والإنسانيّة، لا كما يشيعه الأعداء والجهلة من أنّه دين العنف والتطرف».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©