الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فيلبس.. «الأعظم في التاريخ»

فيلبس.. «الأعظم في التاريخ»
21 ديسمبر 2016 12:25
أبوظبي (الاتحاد) في طفولته نال لقب «صاحب الأذن الكبيرة»، والآن لديه ألقاب عدة، فهو «الدولفين البشري» و«سوبرمان أحواض السباحة» و «الأسطورة» و«الأعظم في التاريخ الأولمبي»، و«رصاصة بالتيمور»، وغيرها من الألقاب. إنه مايكل فيلبس المتوج بأكبر عدد من الميداليات الذهبية في تاريخ الدورات الأولمبية «23 ذهبية»، والذي حرص قبل أيام على نشر صور الابن بومر الذي لم يتجاوز 6 أشهر وهو يداعبه داخل حوض السباحة، في مشهد يتكرر لما فعلته الجدة مع الأب قبل 30 عاماً، فقد كان لأم البطل فيلبس دور في تكوين أسطورته منذ سنوات طفولته الأولى. فيلبس لم يكن طفلاً عادياً على مستوى السلوك الاجتماعي، بل كان يعاني من بعض المشكلات في علاقته مع رفاق الدرب في المدرسة، فقد تسابق الجميع في وصفه بصاحب «الأذن الكبيرة»، وكان خجولاً إلى درجة كبيرة، وفي الوقت ذاته عانى من النشاط المفرط، وبهذه الشخصية المعقدة في تكوينها لم يجد أمامه سوى حوض السباحة من أجل إثبات الذات، كما أن شقيقته ويتني كانت قد سبقته في عالم السباحة، بل كانت على وشك أن تسبقه في عالم الأولمبياد «أولمبياد 1996»، ولكنها تعرضت لإصابة تاركة تحقيق الحلم لشقيقها. نشأ فيلبس في بالتيمور في ولاية ميريلاند، وهو من مواليد 30 يونيو 1985، أي يبلغ 31 عاماً، أمضى منها ربع قرن في أحواض السباحة، فقد بدأت علاقته الجادة بها قبل أن يتجاوز السابعة. الوالد فريد فيلبس كان يعمل في شرطة ولاية ميريلاند، أما الأم ديبي دافيسون فقد كانت مديرة مدرسة، وشجعته على أن يمارس السباحة منذ سنوات طفولته الأولى، ونجحت في إفادته من خبراتها التربوية، وقد انفصل الأب والأم في عام 1994، وبدأ السباحة وهو في سن السابعة، وأكد أنه يمتلك مقومات البطل الواعد، وفي سن العاشرة حقق رقماً قياسياً محلياً بالنسبة لمن هم في مثل سنه. وقد تألق بعد ذلك وحقق الكثير من الأرقام القياسية في مراحل عمره التالية حتى تأهل لدخول أولمبياد صيف 2000 وهو في سن الخامسة عشرة. حصاد دول ومنذ عام 2000 لم يتوقف فيلبس عن التهام الذهب، سواء على مستوى بطولة العالم أو الدورات الأولمبية، فقد نال 27 ميدالية ذهبية في بطولات العالم، و 23 ذهبية في الدورات الأولمبية، وتحديداً في أثنيا 2004، وبكين 2008، ولندن 2012، وريو دي جانيرو 2016، ليصبح الأفضل دون منازع في التاريخ الأولمبي، ويكفي أن عدد ذهبياته يفوق تاريخ الكثير من دول العالم طوال مشاركاتها بالأولمبياد. حصاد فيلبس من الذهبيات في الدورات الأولمبية يفوق على وجه التحديد 66 دولة طوال تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد بين عام 1896 و 2016، أي طوال 120 عاماً، وهو إحصاء تؤكده أسطورة «رصاصة بالتيمور»، الذي حصد 6 ذهبيات في أثينا 2004، و 8 في بكين 2008، و 4 في لندن 2012، و 5 في ريو دي جانيرو 2016، في سباقات 100 و 200 متر حرة وفراشة، ولم يعرف الفضة والمركز الثاني إلا 3 مرات فقط في الأولمبياد، كما حل ثالثاً في مناسبتين لا أكثر. ولدى فيلبس 83 ميدالية طوال مسيرته في عالم السباحة، سواء أولمبياً أو عالمياً، وكذلك في المنافسات القارية والعالمية الأخرى من بينها 66 ذهبية، و14 فضية، و3 ميداليات برونزية، وتشير تفاصيل الميداليات إلى أن فيلبس أدمن الذهب ولا شيء سواه، وقد أعلن ذلك بقوله إن لديه هوساً بتحقيق المركز الأول، فالحظة الأكثر سعادة في حياته أن يلمس خط النهاية قبل الجميع. أما على مستوى الأرقام القياسية العالمية فإن فيلبس هو الأول عالمياً، بل هو الأكثر تحقيقاً لها في السباحة طوال تاريخ اللعبة، حيث يملك 39 رقماً قياسياً عالمياً، متفوقاً على الأسطورة مارك سبيتز الذي حقق 33 رقماً قياسياً. معجزة بدنية يملك فيلبس مقومات بدنية مذهلة أساسها وراثي بدرجة ما، ولكن التدريب المنتظم والقوي، والنظام الغذائي الصحيح جعلاه يصبح أسطورة بدنية، فهو طويل القامة «193 سم»، ويبلغ وزنه 88 كجم، وهذا الوزن تميز بالثبات طوال مسيرته في عالم السباحة، ويملك فيلبس ذراعين أكثر طولاً من الشخص الذي يتساوى معه في طول القامة، ويمكن لفيلبس أن يسبح لمسافة تصل إلى 25 متراً بـ 5 ضربات ذراع فقط، فيما يمكن للسباح العادي أن يسبح لمسافة 12 إلى 15 متراً فقط بنفس عدد ضربات الذراع. كما أن انطلاقة فيلبس الأولى تصل إلى 10 أمتار أو أكثر دون أن يكون في حاجة إلى استخدام ضربات الذراع أو الساق، ويتدرب فيلبس لمدة 6 ساعات يومياً، وهو يفعل ذلك 6 أيام في الأسبوع بصورة منتظمة دون التوقف في إجازات طويلة، وهو ما يعني أن معدل سباحته الأسبوعي يصل إلى ما بين 80 إلى 100 كم، كما يقوم بعمل أكثر من جلسة تدليك يومياً، ويحرص على الاستحمام بالماء البارد والثلج من أجل استعادة النشاط. قلب فيلبس ليس كأي قلب، فمن المعروف أن قلب الإنسان يضخ نحو 5 لترات من الدم في الدقيقة الواحدة، وفي حال المجهود البدني الكبير يصل معدل ضخ الدم إلى ثلاثة أضعاف هذا العدد من اللترات، إلا أن فيلبس لديه قلب يضخ 30 لتراً في الدقيقة حينما يكون منهمكاً في السباقات، وهو ضعف الشخص العادي أثناء ممارسته نشاطاً بدنياً مفرطاً، ويفرز جسم فيلبس ثلث كمية حمض اللاكتيك فقط التي ينتجها جسم السباح العادي، وهو ما يجعله أكثر تحملاً لضغوط المنافسة التي تحتاج إلى أداء عضلي في مستوى القمة. ومنذ اعتزال فيلبس لم يتوقف يوماً عن الغوص في حوض السباحة، فقد رصدت الصحف الأميركية يومه الأول عقب الاعتزال والعودة إلى الولايات المتحدة بعد نهاية منافسات أولمبياد ريو دي جانيرو، حيث أشارت إلى أنه هرع هو وابنه وزوجته إلى حوض السباحة، وفي توصيف مثير قالت صحيفة «يو إس إيه توداي»:«إذا كنت تعمل في أحد المطاعم التي تقدم وجبة بعينها، وتأكل هذه الوجبة يومياً لمدة ربع قرن، فهل ستخرج لتأكل نفس الوجبة في اليوم التالي لرحيلك عن المطعم ؟ هذا ما فعله فيلبس، فقد ظهر في حوض السباحة بعد يوم من اعتزاله».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©