الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صرخة ألم

13 يوليو 2006 01:16
ما أود أن أقوله ليس سوى تعبير عما في قلبي لسيدة فاضلة ناضلت من أجل تربيتنا أنا وإخوتي· إلى أمي الغالية· لقد من الله علينا حناناً دافئاً نابعا من صدر أم غالية على قلوبنا، أم أنعشت الروح فينا لقد بث الله في قلوبنا الحياة وأدخلت الأم الحب في أجسادنا الضئيلة والهزيلة· أمهاتي الفاضلات: أرسل إليكن برسالتي هذه وهي أول رسالة أبعثها لصديقة عمري وحبيبة قلبي (أمي) الغالية، فالبعد عنها خلق لي بعض التشتت بأفكاري ولكن تواصلها معي لم يشعرني بالفراق أو الحزن سوى أنها بعيدة عني بعض الشيء· أمي الغالية: لقد أسأت التقدير بنفسي عندما أدركت أني أعلم ما أفعله بحياتي وقادر على مسايرة الزمن دون الحاجة إلى توجيهاتك المتكررة·· إحساسي أني كبرت هو الذي قادني إلى هذا التهور بنفسي ولكن أدركت متأخراً أن حياة الأبناء لا تستمر بدون توجيهاتكم الخيرة، لقد أخطأت في الحكم على نفسي ولم أر غير ملذات الحياة وما خسرته بحياتي لا يأتي بقدر خسارتي بوجودي قربك ومع إخوتي، لقد ربطني بك حبل سري يحمل جميع أسرار الأم الحنون، لا تتعجبوا من رسالتي فرؤيتي لها والحزن بعينها يزيد من مدى أسفي على ما أصابها من حزن ولكن يا أمي ما أريد أن أقوله أنك أجمل هدية من الله وهو وجودك قربي، إن أمهاتنا سر من أسرار الحياة وما يحزنني هو صرخات تلك الأمهات الفاجعات على أبنائهن وأزواجهن وإخوانهن، تلك الأمهات الصابرات المثابرات القويات المقاتلات المدافعات عن أعراضهن وأرضهن، أمهات أصبحت الدموع توأم أيامهن الحزينة، أمهات يغيب عن عقولهن مستقبل أبنائهن، أمهات تعلو صرخاتهن لا يسمعهن غير الواحد الأحد هو القادر على خلاصهن وراحة بالهن، أمهات ابيضت أعينهن من شدة النواح وذبلت وجوههن من غيمة الأسى على فراقهن أبناءهن فلذات أكبادهن، إنهن أمهات (فلسطين ولبنان)· لا أقول إن أمهات الدول العربية الباقيات لا يعانين من فراق أبنائهن، بالعكس جميعهن أمهات صابرات ولكن ما أود قوله هو ان أمهات فلسطين ولبنان لم تجف دموعهن يوماً، ونتمنى زوال هذه الغيمة الآثمة والآن لحقت بهن أمهات مشتتات الأفكار لا تقل خسارتهن عن غيرهن لأبنائهن وأمهات ظللت عليهن غيمة كبيرة قاتلة لبراءة الأطفال وفرحة الكبار، غيمة تحمل عددا من الجنسيات لا تعرف معنى الرحمة واحترام الجار وهن أمهات (العراق) ولكن عزائي الوحيد لتلك الأمهات تمنياتي لهن بمزيد من الصبر ومحاربة الظالم ونصرة المظلومين والتمسك بالقيم الحميدة الإسلامية وبالأرض الطاهرة أرض أجدادكم إلى أبنائكم وحمايتهم ممن ليس له قلب حُر· أحبك يا أمي سوف تنظرين إلي بنظرات حب وافتخار ولن أدع للحزن أن يسكن حياتك وإليك يا جدتي الغالية الحنون حبي واحترامي واعتزازي بنشأتي بين أحضانك الدافئة فما رأيته من حنان أمي ليس جديداً فقد ورثته منك وهذا جاء من جمال تربيتك لها ولجميع أفراد الأسرة تمنياتي لكم بكامل الحب ولأجمل أم وأحسن أخوة والأهم حنان الجدة الغالية (عائشة)· أرحمة عبدالرحمن أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©