دبي-(د ب أ): رغم مشاعر الانبهار التي تثيرها تجربة النهضة التي تخوضها إمارة دبي فإن أصواتا محذرة بدأت تصدر بشأن تداعيات التنمية السريعة على الموارد الطبيعية بالإمارة، فقد حذر باحثون في جامعة الإمارات من أن تزايد أعداد السكان في دبي نتيجة التوسع العمراني والاقتصادي الكبير يشكل ضغطاً قوياً على مصادر المياه في الإمارة· ويقال إن عدد سكان دبي حالياً يبلغ حوالي مليوني نسمة أغلبهم من الأجانب· وتشير التوقعات إلى أن العدد سيتضاعف إلى أربعة ملايين نسمة بحلول ·2020 في الوقت نفسه يصل عدد الأجانب الذين يترددون على دبي سنوياً إلى ثمانية ملايين زائر ومن المتوقع وصول العدد إلى 22 مليون زائر خلال فترة تتراوح بين 10 و15 عاماً·
وأشارت الدراسة التي أجراها الدكتور أحمد علي عبدالله مراد وهند النعيمي من قسم الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة الإمارات الى أن ندرة موارد المياه في دبي مسألة واضحة للغاية· وأن هناك حالة من القلق بالفعل في الإمارة لتوفير المياه لكل شخص يعيش فيها· ويتزايد القلق كلما ازداد الطلب على الماء مع استمرار النمو السريع لاقتصاد دبي·
وكان تقرير عرض أثناء مؤتمر عن إدارة المياه والصرف الصحي في الشرق الأوسط خلال فبراير الماضي قد أشار إلى أن النقص في موارد المياه بدبي يترافق مع طفرة في المشروعات العقارية حيث تستهلك مشروعات التشييد جزءاً كبيراً من موارد المياه المتاحة في الإمارة·
وقال فادي جويز رئيس المؤتمر: إن القلق يزداد لأن المنطقة بالفعل هي واحدة من أشد مناطق العالم جفافاً· وأضاف أن منطقة الخليج مازالت أكبر سوق في العالم لمعدات تحلية المياه وأن الإدارات المحلية تبحث بجدية عن الطرق الملائمة لمضاعفة الطاقة الإنتاجية لهذه المعدات حتى تتمكن من تلبية الطلب المتزايد على المياه العذبة·
وتشير تقارير محلية إلى أن هيئة المياه والكهرباء في دبي تتوقع وصول الطلب اليومي على المياه إلى 341 مليون جالون والطلب على الكهرباء إلى 8513 ميجاوات يومياً بحلول2011وتعاني دبي بالفعل من الطقس الجاف حيث تندر الأمطار وتقل موارد المياه التقليدية· كما أن الدراسات الحديثة تتوقع ارتفاع درجة حرارة الجو في الإمارة· وبالفعل فإن درجة الحرارة في دبي بدأت ترتفع حيث سجلت مستويات قياسية خلال الفترة الأخيرة· وفي أغسطس من العام الماضي بلغت درجة الحرارة 3ر47 درجة مئوية وهي أعلى درجة حرارة في دبي خلال ست سنوات بل إن النقص في إمدادات المياه والكهرباء في ظل الطلب المتنامي عليها بدأ يظهر بوضوح عندما تعرض سكان عدد من المشروعات الإسكانية في يناير الماضي لنقص في إمدادات المياه لمدة 18 ساعة·
وفي الأسبوع الماضي تعرض سكان نفس هذه الأحياء إلى انقطاع للتيار الكهربائي· ويحذر المراقبون من الاندفاع في مشروعات البناء والتعمير دون الالتفات إلى مشروعات البنية الأساسية التي تحتاج إليها عجلة التنمية الاقتصادية المتنامية خاصة أن الموارد الطبيعية بدبي محدودة للغاية·
عدد اليوم
