الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاجنر وماهلر يفتتحان الموسم الثالث من «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية»

فاجنر وماهلر يفتتحان الموسم الثالث من «موسيقى أبوظبي الكلاسيكية»
7 أكتوبر 2010 20:51
لأكثر من ربع ساعة تواصل تصفيق الجمهور “الاستثنائي” لأداء فرقة الأوركسترا الملكية كونسيرتجيبو لأمستردام، بقيادة المايسترو الشهير دانييل جاتي، الذي عاد مراراً إلى خشبة مسرح قصر الإمارات لتحية الجمهور، الذي احتفل، أول من أمس، بافتتاح الموسم الثالث من مهرجان “موسيقى أبوظبي الكلاسيكية” بمقطوعة “سيجفريد إيديل لريتشارد فاجنر (1813- 1883) في عودة إلى المؤلف الموسيقي الذي قدمت له أعمال عدة في الموسم الأول منذ عامين، والسمفونية الخامسة لجوستاف ماهلر (1860- 1911) والتي يستغرق عزفها في العادة نحو 70 دقيقة في خمس حركات. حبس الأنفاس حفل استثنائي لفرقة استثنائية ومقطوعات استثنائية تحبس فيها الأنفاس وتعجز عنها الكلمات في التعبير عن الحالة النادرة التي تحدثها الأعمال الموسيقية العظيمة حين تعزف مباشرة أمام الجمهور، فتبدأ لعبة انضباط مشترك بين أعضاء الفرقة المحترفين المتمرسين وبين الجمهور الذي أثبت امتلاكه لذائقة سمعية استحق معها الغوص في العالم الفكري والشعوري لفاجنر وماهلر. والحفل استثنائي من عدة جوانب، ليس آخرها إتاحة الفرصة لسماع حيّ عزف لواحدة من أبرز الفرق الأوركسترالية في العالم، لجمهور متعطش لها في مكان مميز بأبوظبي، وليس أولها الإبحار في فكر المؤلفين الموسيقيين الذين، وإن تمنوا تخليد أعمالهم لم يكن لهم أن يتوقعوا إلى أي مدى ستبقى فاعلة في الفكر العالمي متخطية حواجز اختلاف اللغة والثقافة، لأن لغتها الموسيقى. وحين ألف ماهلر سيمفونيته الخامسة بين العامين 1901 و1902، تمنى أن تلعب بعد خمسين سنة من تأليفها وكان متواضعاً في أحلامه. ربما لم يكن يريد أن يفكر بمئات السنين في حينها، خصوصاً أنه كان يمرّ بمرحلة تغيير في حياته على الصعد العاطفية والاقتصادية انعكست على تأليفه السيمفونية الخامسة التي جاءت كأنها الذروة لما سبقها من أعماله. فرصة ثمينة المناسبة تاريخية، ومسرحها أبوظبي، وهذا ما يؤكده الجمهور الوافد من مختلف بلدان العالم. ففي أوروبا يصعب إيجاد مقعد وإن في نهاية الأوديتوريوم وثمن التذاكر يفوق ثمن تذاكر حفلات “موسيقى أبوظبي الكلاسيكية” بأربعة أضعاف. هذا ما تقوله مونيك بن عرب، وهي فرنسية متزوجة من حافظ بن عرب، فرنسي من أصل تونسي. حافظ يعود إلى الموسم الأول الذي كان يشتري فيه التذكرة الأغلى ثمناً أي 850 درهماً للمقعد، ليكتشف فيما بعد أن هندسة الأوديتوريوم التي أتاحت لهندسة صوت ممتازة ستدفعه في الحفلات اللاحقة إلى شراء تذكرة بـ 250 درهماً. ويقول “هذا يتيح لنا حضور كل الحفلات، لأننا اكتشفنا مع كل حفل في كل موسم أنه ليس بالوسع تفويت أي منها، إنهم يأتون بأهم الفرق التي نحلم في أوروبا أن نراها ومن الصعب تحقيق ذلك هناك”. وتقول مونيك “علينا الوقوف في صف طويل لشراء تذكرة في باريس لحضور حفل مماثل، لا بل أود أن أشير إلى أكثر من ذلك. هل يعلم أهل أبوظبي أنني ولمشاهدة أعمال بيكاسو علي أن أدفع الكثير إذا أقيم معرض لها وأن أقف في الصف الذي قد لا يتحرك بسرعة فنبقى لساعات طويلة في الانتظار، في حين أن أبوظبي تتيح لجمهورها فرص نادرة فعلاً. لقد رأيت وتمعنت في رؤية أعمال بيكاسو في مكان رائع هو قصر الإمارات من دون أن أقف في الصف وها نحن هنا نحضر عزفاً حياً لأهم الفرق الأوركسترالية في العالم بتذاكر أسعارها مدروسة”. وكان من بين الحضور المدير الفني والتنفيذي لموسيقى أبوظبي الكلاسيكية تيل جان تشينفيتش، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للإعلام إدوارد بورجردينج، ووجوه رسمية وثقافية واجتماعية. سمعة دولية بافيل وفريبا شومانسكي، المقيمان في أبوظبي منذ 8 سنوات، فرحان بارتداء ثياب رسمية “لأن هناك شيئا مميزا فعلاً”، ومع أن بافيل مدير وعليه أن يكون بالبذلة دائماً، فهو يعبر عن شعوره بالاختلاف لدى ارتداء بذلة من أجل حفل للموسيقى الكلاسيكية. فاريبا لديها عشق واهتمام خاص بالموسيقى الكلاسيكية، وتعتبر أنها محظوظة جدا لتواجدها في أبوظبي لمتابعة مهرجان الموسيقى الكلاسيكية، وتقول “لو أردت أن أحضر حفلا مماثلا في أوروبا لربما لن يحالفني الحظ لشراء تذكرة فهي تباع بسرعة خيالية، وإن حالفني الحظ فقد أكون في مقعد بعيد لا يتاح لي فيه الاستمتاع فعلاً بصوت نقيّ والتفاعل مع العزف. بينما هنا فإن أوديتوريوم قصر الإمارات مذهل فعلاً وما يجري في أبوظبي استثنائي جداً وعلينا جميعا تقديره”. وغابت الكلمات الرسمية عن الافتتاح، وفي حديث مع “الاتحاد”، أشار الدكتور زكي نسيبة، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إلى أن مهرجان موسيقى أبوظبي الكلاسيكية حقق سمعة دولية، ووصل إلى الموسم الثالث مواصلاً تقديم أهم الفرق الأوركسترالية في العالم لتعزف أهم المقطوعات الكلاسيكية العالمية”. ولفت نسيبة إلى الحضور الذي امتلأت به الصالة وشرفتها العلوية، إذ بيعت كل التذاكر مسبقاً، مشيرا إلى أن المهرجان فرض نفسه على الخريطة الموسيقية العالمية بحيث باتت الفرق الأوركسترالية المهمة في العالم تسعى لأن تعزف في أبوظبي. سعي للمشاركة شدّد الدكتور زكي نسيبة، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على نوعية الفرق المشاركة في المواسم السابقة، والتي تشارك في هذا الموسم، وعلى نوعية المختارات الموسيقية أي البرنامج، لافتا إلى أن هذا المهرجان بات له جمهوره المواظب على متابعة حفلاته بالإضافة إلى جمهور من سفراء الدول لدى الإمارات المواظبين أيضاً على متابعة المهرجان. وقال “هذا الموسم له خصوصيته لأن كل الفرق المشاركة عالمية وكلّها حريصة على أن تكون ضمن موسم أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©