الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأرطى.. نبتة تثمر في جو حرارته معتدلة

الأرطى.. نبتة تثمر في جو حرارته معتدلة
7 أكتوبر 2010 20:55
يقول أحد الشعراء القدامى في وصف نبتة موسمية تنبت في الصحارى وكذلك تنبثق من بين الصخور وتشق طريقها إلى النور: «ولا نَعتصي الأرطى ولكن سيوفنا حِداد النواحي لا يُبل سليمُها» تزهر نبتة الأرطى الخضراء الجميلة في أشهر الخريف وصولاً إلى نهاية الربيع، وتنتشر في صحارى ومناطق الإمارات والخليج العربي. وهي تزهر في هذا الشهر - أكتوبر- من العام؛ لأنها تثمر مع حرارة معتدلة لا تلبث أن تنمو وتكبر في الجو البارد؛ لأنها لا تتحمل الحرارة والرطوبة. يقول عيسى يوسف -اختصاصي نبات، في وصفها: «تعدّ الأرطى، واسمها في الفصحى (الأرطاة) من الفصيلة الراوندية، وتنبت في الأرض الرملية بعيداً عن الساحل أو المناطق الصخرية، ويصل ارتفاعها أحياناً إلى نحو متر. أغصانها بلون أخضر بهي، بينما الأغصان القديمة تكون بلون أبيض نتيجة لفعل حرارة الطقس فوقها معظم شهور السنة، ولها ساق طويلة رفيعة وأوراق صغيرة جداً، وأزهارها بيضاء وثمرتها حمراء مثل جذورها، والاحمرار هنا هو القشرة التي تغطي الجذر وليس الجذر نفسه أو باطنه، بدليل أنه بمجرد خدش قشرة الجذور أو العروق نلاحظ اللون الأحمر». يسترسل اليوسف مضيفاً: «يقطر الماء من عروق الأرطى في الأرض أو الصحراء أو حيث نبتت، ربما لهذا ترعى فيها الظباء والإبل والخيل، وتجيءُ إليها في البرد والدفء فتستثيرها من مساربها وتترشف ماءها، خاصة أنها في هذه الفترة من السنة تنتشر في صحارى إمارتي دبي وأبوظبي، وكذلك في جزيرتي السمالية وبوطينة وغيرهما». ولعل ما قالته العرب في وصفها وفوائدها، يتفق مع الوصف أعلاه، حيث قيل فيها: «الأرطاة ورق شجرها عَبل مفتول منبتها الرمال، لها عروق حمر جميلة المنظر، يدبغ بورقها أساقي اللبن فيطيب طعم اللبن فيها». يستفاد من تلك العروق الطِوال الذاهبة في ثرى الرمال، كما تذكر بعض كتب الطب «كملونات صبغية لبعض الأدوية العلاجية كالمحاليل والسوائل، كما تستخدم جذورها لدباغة الجلود». وقد جاء في «لسان العرب» في حديث «عكراش ابن ذؤيب» أنه قال «إنه قَدِم على النبي -صلى الله عليه وسلم- بإبلٍ من صدقات قومه كأنه عروق الأرطى».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©