الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كراسي المقاهي الشعبية ترتدي ابتكارات مصممين مصريين

كراسي المقاهي الشعبية ترتدي ابتكارات مصممين مصريين
7 أكتوبر 2010 20:57
فكرة جديدة ومبتكرة خرجت من شارع المعز لدين الله أحد أقدم شوارع القاهرة الفاطمية حيث أقيم أول أسبوع لشباب المصممين المصريين في مكان غير تقليدي هو “حمام اينال” أحد الآثار الفاطمية. وجاءت الفكرة من مصممة الأزياء المصرية ماري لوي التي اقترحت إقامة أول أسبوع لشباب المصممين ليتزامن مع المعرض الدولي السابع للأثاث والمفروشات “فيرنكس” بهدف وضع مصر على خريطة التصميم العالمية من خلال حدث عالمي. التحدي الذي واجهه المصممون الشباب هو كيفية استخدام قدراتهم الإبداعية في مجال تصميم الأزياء والحياكة الراقية لتطوير كرسي المقهى الشعبي المصري الشهير بشكله التقليدي وأكتافه المقوسة ليعكس براعة التصاميم وفنون التراث. وتوافد جمهور كبير من عشاق الفنون والمهتمين بالموضة والتراث لمشاهدة ذلك الحدث. وكان على الجميع أن يسيروا بين قباب المساجد والدكاكين والبيوت ذات الطرز المعمارية الساحرة تحيط بهم السلالم الخشبية والتشكيلات الحجرية المبهرة بما تعكسه من ظلال وأنوار وهم يتنفسون نسمات رطبة محملة بأريج عصر ذهبي للتصميم والفن وقبل الوصول إلى مكان العرض تأملوا الآثار البديعة مثل بيت السحيمي والخرزاني وقصري السلطان برقوق والسلطان الأشرف حتى مكان "حمام إينال" الذي شهد أول عرض من نوعه تبارى فيه عشرون من شباب المصممين في تقديم إبداعاتهم من فنون الهوت كوتيور وقدراتهم الابتكارية في التصميم. وحي الفكرة قالت ماري لوي إنها طرحت الفكرة على المسؤولين في اتحاد الصناعات المصرية بوصفها عضو اتحاد المصدرين المصريين ورحبوا ووجدتها فرصة ذهبية لتضع مواهب مصرية شابة تملك القدرة على الابتكار والإبداع من خلال حدث عالمي يقام سنويا في مصر ويحضره ممثلو 20 دولة هو المعرض الدولي الأثاث والمفروشات المنزلية "فيرنكس" لتصبح مصر على خريطة التصميم العالمية. وأضافت "الفكرة طرأت بعد مشاهدتي المعرض الدولي للأثاث في إيطاليا وقررت تطويعها لتلائم بيئتنا المصرية وتعكس فنوننا وثقافتنا وبدأت اختيار مجموعة من شباب المصممين عددهم عشرون ولمست لديهم ملكات مميزة في الابتكار واخترنا كرسي المقاهي الشعبية المصرية لتقديم مجموعة من التصاميم والأفكار الجديدة لتطويره من خلال فنون "الهوت كوتيور" وبعد عدة لقاءات تلقيت العديد من الأفكار حيث تقدم كل مصمم بعدة مشاريع وحرصت خلال فترة الإعداد على أن تحمل التصاميم أفكارا متنوعة". وعن استخدام كراسي المقهى الشعبي لعرض قدرات المصممين الشباب، قالت لوي "اخترنا كرسي المقاهي الشعبية باعتباره رمزا لقطع الأثاث التي يمكن تطويرها من خلال تصاميم تعكس الفنون والاكسسوارات التراثية والأزياء التقليدية النوبية والصعيدية وملابس الراقصات الشرقيات والفلاحة وغيرها ولجأ بعض المصممين لاستخدام تقنيات الكتابة بالحروف العربية أو استخدام خامات غير معتادة مثل "البامبو" بصورة متداخلة مع الأقمشة الناعمة مثل التول والشيفون والدانتيل وغيرها وتحول الكرسي إلى عارضة وتغير شكله ليؤدي وظيفة جمالية إلى جانب وظيفته التقليدية". تحدي القدرات تنوعت إبداعات المصممين الشباب المشاركين في أحدث اتجاهات الموضة العالمية وتداخل "الموتيفات" الشعبية والفنون التراشية حيث "المشربية" و"الكردان" و"البرقع" و"الصاجات" في التصاميم سواء كجزء من الفستان أو كحلية وأكسسوار رئيسي. وعن مشاركته في هذا الكرنفال، قال مصمم الأزياء وليد خيري "تحمست للفكرة ووجدتها تحديا لقدراتي لأنني دارس للموضة في جامعة "شابر ساندي" الفرنسية وعندما فكرت في تحويل كرسي المقهى الشعبي إلى مانيكان وجدت أن بعض المقاهي الشعبية كان يقدم فنونا وأغاني ورقصا لذلك قررت أن استوحي أفكار التصاميم من الرقص الشرقي واستخدمت الصاجات والمنديل الشعبي بشكله التقليدي ليتداخل مع خامات مثل الشيفون والتول في تصميم عصري ثري بالدرابيهات الناعمة واستخدمت تقنية الكتابة بالحروف العربية على الكرسي واخترت اكسسوارات من الفصوص اللامعة والعملات المعدنية المنسجمة مع التصميم". وأضاف أنها "تجربة لها خصوصية في مشواري كمصمم أزياء وهي أحد الاتجاهات العالمية المعروفة التي تحقق التواصل بين فنون الهوت كوتيور وغيرها من المجالات مثل مجال تطوير صناعة الأثاث والمفروشات المنزلية". «ست المقاهي» ملك العزاوي التي حققت نجاحات وشهرة ملموسة كمصممة لها بصمة واضحة، فقالت إنها لم تشعر بالمنافسة لأنها قدمت تنويعة مختلفة من الأفكار واستوحت أفكارها من مفردات عالم الرقص الشرقي فقدمت تصميما بعنوان "تخت بديعة" وآخر بعنوان "ست المقاهي" واختارت خامات عصرية من أرقى أقمشة الدانتيل والتول واستخدمت البايت والأحجار الشفافة لتزيين التصاميم، مشيرة إلى أنها حاولت تنفيذ التصميم وتطويعه بصورة تلائم الكرسي وتمنحه بعدا جماليا وفنيا إلى جانب وظيفته التقليدية ليكتسب صورة أكثر تطورا تواكب روح العصر. وفي جناح واحد شاركت الشقيقتان يسرا وأمل مدبولي بتصاميم تعتمد على أقمشة مصرية قديمة وتطويرها لتصبح أزياء عصرية مثل "الملس"، وقالت يسرا "المكان منحنا أفكارا ثرية وفضلت الاستعانة بزي مصري قديم وتطويره بأسلوب عصري ولذلك استخدمت "الملس" وهو زي تقليدي للمرأة في صعيد مصر ومنحته لونا عصريا يختلف عن اللون الأسود وأضفت إليه بعض الاكسسوارات المصنعة يدويا من الكروشيه وخيوط "الكتومبرليه" القطنية وذلك من خلال كوليه منفصل غير مثبت ومصنع من زهور مجسمة من الكروشيه ويصلح لأن ترتديه المرأة على أي ثوب آخر". أما أمل مدبولي؛ فقالت "استخدمت الكرسي وكأنه مانيكان وحاولت الاستفادة من تكوينه وصنعت "بوليرو" من الكروشيه وتعاملت مع الأكتاف المقوسة للكرسي لتبرز جمال التصميم". مفردات البيئة أوضحت بسنت عصام أنها استخدمت العديد من مفردات البيئة المصرية وصنعت تصميما عصريا لفستان مستوحى من زي الفلاحة التقليدي وعندما ألبسته للكرسي لجأت لأكسسوارات منسجمة مثل "الكردان" و"لمبة الجاز" وغيرها من الموتيفات الشعبية كالخميسة والعين الزرقاء. وأضافت "شاركت في العديد من ورش العمل بعد تخرجي في كلية الفنون التطبيقية ورغم ممارستي العمل بشكل احترافي في مجال تصميم الأزياء منذ عدة سنوات فقد عشت تجربة ممتعة مع المصممة ماري لوي التي رعت الفكرة وقدمت لنا الدعم الفني لنشارك في طرح أفكارنا وقدراتنا في مجال التصميم". وأكدت ياسمين عبدالوهاب مصممة الأزياء والاكسسوارات أن مشاركتها في أسبوع المصممين كان فرصة لتستعين بالفنون التراثية التي تعشقها، موضحة أنها اعتمدت على المشربية كإحدى المفردات الأساسية ووضعت تصميما لفستان تحتل المشربية جزءا منه ونفذته بخامات من الخشب الخفيف واختارت قماش "الدمور" المصنع من القطن المصري الخام ليكون فستانا عصريا مواكبا للموضة العالمية وفي نفس الوقت يصلح لتطوير كرسي المقهى الشعبي". وأضافت "استخدمت ألوان الخيامية المتداخلة بأسلوب عصري في تصميم فستان يصلح لأن ترتديه المرأة في فترة بعد الظهر أو السهرات وحولته إلى كسوة عصرية ليرتديها كرسي المقهى ويجدد شكله. ورأت سارة سعيد أن العلاقة بين تصميم الأزياء والمعرض الدولي للأثاث والمفروشات المنزلية وثيقة، موضحة أن مصممي الأزياء يدرسون العديد من العلوم والفنون ومنها التصميم والابتكار ويجب أن تكون لدى المصمم القدرة على التطوير ووضع تصميم لأي شيء. «حمام اينال» الأثري يعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة بعد تطويره وتجديده متحفاً مفتوحاً للآثار الإسلامية في العالم ويضم عددا من المساجد الأثرية والمدارس والأسبلة والقصور، ووكالتين وثلاث زوايا وبوابتين وحمامين أثريين منهما حمام السلطان الأشرف اينال الذي يعود تاريخه إلى 861 هـ 1456م. وشيد الحمام ليؤدي وظيفة اجتماعية في عصره وتطل واجهة الحمام على شارع المعز ويؤدي مدخله الرئيسي إلى ممر منكسر حتى لا يستطيع المارة في الشارع مشاهدة من بالداخل. أما قاعة الاستقبال فهي مربعة ذات سقف من عروق خشبية “براطيم” تتوسطه شخشيخة بها ثمان وعشرون نافذة وفي الضلع الشمالي لهذه القاعة فتحة باب تفضي إلى حجرة خلع الملابس ذات أرضية من بلاط يغطيها قبو تتقاطع وتتوسطها فسقية حجرية دائرية وتحيط بالقاعة أربع “سدلات” ومغطس الحمام مربع تغطيه قبة ضحلة بسيطة بها فتحات صغيرة للتهوية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©