الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهرجان الحرير» يفتح بوابات سوريا السياحية ويذكِّر بأهميتها التاريخية

«مهرجان الحرير» يفتح بوابات سوريا السياحية ويذكِّر بأهميتها التاريخية
7 أكتوبر 2010 20:58
اختتم مائتان من الفنانين والإعلاميين العرب والأجانب في دمشق جولة فنية وسياحية بدأت من حلب وأعادت إحياء "طريق الحرير" التاريخي القديم. وشاركت القافلة في فعاليات فنية عديدة أبرزت تلاقي حضارات الشعوب عبر هذا الطريق وتفاعلها من خلال التجارة وتبادل السلع. كما شهد أفراد القافلة الفنية والإعلامية مسرحيات في عدد من المدن والمواقع السورية، عكست التفاعل الحضاري والثقافي والاقتصادي بين الشعوب. تدمر عروس الصحراء في طريق عودتها من حلب إلى دمشق، حطت قافلة الفنانين والإعلاميين في مدينة تدمر عروس الصحراء، حيث شاركت في "قافلة الجمال" التي تحاكي قافلة من قوافل الحرير القديمة، ووقف الفنانون والإعلاميون بإعجاب أمام المنطقة الواقعة بين سور تدمر الدفاعي وسور الجمارك، حيث كانت تقوم منطقة التجارة الحرة، وتجري التبادلات التجارية بين القوافل برعاية من التدمريين، مما جعل تدمر أقدم منطقة حرة للتجارة العالمية في التاريخ. وحصلت تدمر على هذه الميزة الاقتصادية لأن طريق الحرير عبرها يعتبر الأقصر مسافة والأكثر أماناً، ولأن التدمريين كانوا يقدمون خدمات كثيرة للقوافل، فضلاً عن توفير الأمن لها وتسهيل عمليات التبادل التجاري. وفي محطة تدمر شهد الفنانون والإعلاميون على المسرح التدمري القديم عرض مسرحية "زنوبيا ملكة الشرق" التي قدمتها بإبهار فرقة "إنانا" السورية الشهيرة، وبعد أن تجولوا بين آثار مملكة تدمر العربية الخالدة، اتجهت القافلة نحو ريف دمشق، حيث حطت رحالها في معلولا، فزار أفرادها (فج) البلدة الشهير والكنائس القديمة التي لا تزال تؤدي صلواتها بالآرامية لغة السيد المسيح. موسيقى العالم كانت فعاليات مهرجان الحرير في دورته التاسعة قد انطلقت في محيط قلعة حلب تحت شعار "سوريا قبلة العالم"، وشهد فندق "ديديمان" عملاً موسيقياً غنائياً شارك فيه 17 من أعلام الفن والموسيقى من 13 بلداً عربياً وأجنبياً، وقدم العازفون مقطوعات موسيقية تعبر عن تراث أوطانهم، وتنوعت الألحان ما بين صينية وتركية وهندية وإسبانية وعربية، لتعبر عن تلاقي الشعوب وتفاعلها عبر الموسيقى والإبداع. ومن أبرز المشاركين في هذه السهرة الموسيقية الفنان التونسي لطفي بو شناق ومطرب المقام العراقي حسين الأعظمي والمغنية المغربية فدوى المالكي ومغنية الفلامينكو الإسبانية روسيو ماركيز، إضافة إلى فنانين من أرمينيا وتركيا وإيران والهند والصين وقطر والأردن. وتزامن النشاط الفني لمهرجان الحرير في حلب مع أنشطة فنية مرافقة في اللاذقية وجبلة، إذ شهدت مدينة اللاذقية عروضاً للفرقة البشكيرية والإسبانية، بينما أحيت الفرقة الكشميرية عرضاً على مسرح جبلة الروماني الأثري. وخلال أيام المهرجان جالت قافلة الفنانين والإعلاميين في مدينة حلب القديمة، وزارت دير سمعان العمودي ومنطقته التي تحفل ببقايا الكنائس والأديرة والأسواق والأبراج التي تعود إلى القرنين الخامس والسادس الميلادي. كما زارت القافلة منطقة عين دارة وبراد التي تعتبر أحد أهم المواقع الدينية المسيحية في محافظة حلب، وهي تضم مدفن (مار مارون) مؤسس المذهب الماروني والذي يعتبر قديساً عند أتباعه ومريديه. وفي اللاذقية زارت القافلة موقع مدينة أوغاريت الفينيقية التي أهدت العالم الأبجدية الأولى، كما جالت في منطقة مشقيتا، حيث تتعانق الغابات مع قمم الجبال وتمتد سبع بحيرات طبيعية في ظلالهما، وعند قلعة صلاح الدين فوجئت القافلة بجنود يمثلون مختلف الدول التي تعاقبت على القلعة. دور سوريا يؤكد وزير السياحة السوري د.سعد الله آغا القلعة أن إقامة مهرجان طريق الحرير بالتزامن مع يوم السياحة العالمي، يهدف إلى التذكير بدور سوريا في تجارة العالم القديم، وفي تحقيق التلاقي بين قوافل التجارة العالمية على أرضها، كوسيلة للتبادل والحوار، ويذكر أن هذا المهرجان يهدف إلى التعريف بسوريا تاريخياً وثقافياً وسياحياً، من خلال قافلة الإعلاميين والفنانين التي ستنقل إلى العالم صورة صادقة عن سوريا الحضارة والسياحة. ومنذ أن أقيمت الدورة الأولى لمهرجان طريق الحرير وحتى الآن، بلغ عدد السياح العرب والأجانب الذين زاروا سوريا أقل بقليل من سبعة ملايين سائح سنوياً، وبما يحقق عائداً سنوياً يصل لخمسة مليارات دولار أميركي. وفي آخر تقرير، لها أوضحت وزارة السياحة السورية أن حركة القدوم السياحي إلى سوريا حققت نمواً بنسبة 47 في المائة خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2010. وتوقف تقرير الوزارة عند زيادة عدد السياح العرب هذا العام الذي وصل إلى 3.31 مليون سائح، وذكر أن أكثر الدول العربية المصدرة للسياح إلى سوريا هي السعودية والإمارات والكويت والعراق والبحرين، أما أكثر الدول الأجنبية فهي ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا. وهكذا، فإن السياحة تقف عند كل مفترق طريق في مهرجانات إحياء الماضي. وهنا يتداخل الفن مع التاريخ، وتنساب الموسيقى مع الآثار، لتتسلل إلى غرف الفنادق التي يجب أن تظل مملوءة بالسياح، كي يبتسم وزراء السياحة وينتعش الاقتصاد. طريق الخانات تعتبر الخانات عنصراً أساسياً في مكونات طريق الحرير التاريخي القديم، فهي موانئ التجارة القديمة، وكانت تشكل فنادق اليوم وأسواق الحاضر. وفي دمشق وحدها وصل عدد الخانات في العصر المملوكي إلى 150 خاناً، أضيف إليها في العهد العثماني 83 خاناً، ولا يقل عدد خانات حلب عن خانات دمشق، وأقل منها في حمص وحماة وبقية المدن السورية الواقعة على طريق الحرير، لكن دور هذه الخانات بدأ بالتلاشي في بداية القرن العشرين مع تطور وسائل المواصلات وبناء الفنادق الحديثة وتقدم وسائط التجارة والحياة بشكل عام.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©