رنا أبيض: أقدّم الجرأة بعيداً عن العُري وأسلوبي هو الإيحاء المتزن

دافعت النجمة السورية رنا أبيض بقوة عن تجسيدها لشخصية سمسارة النساء وتاجرة الرقيق الأبيض في المسلسل السوري «وما ملكت أيمانكم» للمخرج نجدت أنزور، وأشارت إلى أن اتقانها للدور ونجاحها فيه ضمن مقولة العمل العامة أسهم في إيصال الرسالة التي أُنتج من أجلها المسلسل، وهي رسالة تنوير وخير لصالح المجتمع وحماية للمرأة وصوناً لفتيات الجيل الجديد. وأرجعت رنا سر نجاحها في أداء هذا الدور الجريء وغير العادي إلى عذوبة صوتها ونظرتها الواثقة، ولاسيما أن شخصية «غرام» التي لعبتها هي فتاة تمثل الجسد في العمل، ولا يعنيها العقل أو الروح، بينما تتكامل هذه الشخصية مع شخصيتين أخريين تمثل واحدة منهما العقل والثانية الروح. ليست الشيطان وعتبت رنا على بعض الأعمال الدرامية العربية التي تُظهر ـ ومن خلال العري والجرأة ـ المرأة وكأنها شيطان أو جانية، بينما هي ضحية مسكينة لنزوات وشيطان الرجل في أغلب الحالات، فالمرأة ما تزال مظلومة في مجتمعاتنا العربية، يتحكم بها الرجل والظروف القاهرة، ويجب أن تبرز الدراما هذا الجانب توخياً للحقيقة وإنصافاً للمرأة. وأثنت رنا على مسلسل «وما ملكت أيمانكم»، واعتبرته من أفضل الأعمال السورية للموسم المنصرف، مضيفة أن مثقفين كثيرين وجمهوراً واسعاً تابعوا العمل وقدّروا أهمية ما يطرحه باستثناء قلة من المتزمتين الذين يرفضون أي نقاش علني عن الظواهر السلبية في مجتمعنا، وأشارت إلى أن المسلسل أبرز الظلم الذي يلحق بالمرأة في مجتمعاتنا العربية، وكيف تتحول إلى سلعة تباع وتشترى، وتصير ضحية أبدية لنزوات المتحكمين. عالم المحجبات وأشارت إلى موضوع تناول عالم المحجبات في المسلسل، لتؤكد أن المجتمع السوري أصبح يتقبل كل طرح منطقي وواقعي تقدمه الدراما، وأنه لا داعي للحساسية من تناول عالم المحجبات، لأنهن جزء من المجتمع وواقع موجود، وتشير رنا بسخرية وبلفتة ذكية إلى أن بعض الفتيات يرتدين الحجاب لكنهن يرتدين الجينز الضيق الذي يبرز وبإغراء كل تفاصيل الجسد، كما يضعن المكياج المثير، فهل يمكن أن نقبل بتصنيف هذه النماذج على أنهن محجبات، أم أن المسألة مجرد تقليد شكلي ودون أي مضمون حقيقي لما يعنيه الحجاب عند المتدينة فعلاً. وتساءلت: هل بعض الفتيات يرتدين الحجاب عن قناعة وخيار شخصي، أم أن الأهل يفرضونه عليهن، أم أنهن يضعن الحجاب كي يحصلن على عريس. ولا تنكر رنا أن بعض المحجبات يرتدينه عن قناعة وإيمان، وهي تحترم موقف هؤلاء، لكن الغالبية تنطلق من أهداف غير إيمانية وشكلية، فلماذا لا تناقش الدراما هذا الواقع وتكشف «الحجاب» عنه. واعترفت رنا أن شخصية «غرام» كانت صعبة جداً وجريئة إلى أبعد حد، وكان الهدف من هذه الشخصية طرح سؤال عمن هو المسؤول عن انحراف هذه المرأة، وبالتأكيد هم أفراد في المجتمع، بعضهم قريب منها جداً، والبعض الآخر يستغل وضعها ليدفعها إلى مزيد من الانحراف، أما ضحاياها من الفتيات، فقد كن يعانين من الفقر والحاجة المادية، إضافة إلى عوامل سلبية أخرى. الأكثر جرأة وإثارة ينظر بعضهم إلى الفنانة رنا أبيض باعتبارها الأكثر إثارة في لعب الأدوار الجريئة والمغرية، ويمكن القول إنها الأولى بين الفنانات السوريات في تجسيد هذه الأدوار، وهي لاتنفي ذلك، بل تشير صراحة إلى أنها تسعى إلى لعب هذه النوعية من الشخصيات كي تكشف الحقيقة وتفضح الظلم والاستغلال الواقعين على المرأة الضحية، لكنها تستدرك لتؤكد أنها لا تؤدي هذه الأدوار بشكل مجاني أو رخيص، بل تجسدها دون عري أو خدش للحياء العام. وتضيف: إن كل فنانة تفهم الجرأة حسب معاييرها، فبعض الفنانات يلعبن الجرأة بالكلام، وبعض آخر بالعري، وهو الشائع في الأفلام، وبعضهن بالحركات المبالغ بها، أما أنا فأسلوبي يتمثل بالإيحاء المتزن وغير المتطرف، فالمهم أن تصل الرسالة، دون إزعاج المشاهد. وتعبّر رنا عن سعادتها لأن زملاءها وزميلاتها وعدداً كبيراً من المشاهدين عبّروا لها عن إعجابهم بأدائها لشخصية «غرام»، وأشادوا بأدائها المميز. إلى النقيض من شخصية غرام المنحرفة إلى نقيضتها تماماً، حيث لعبت رنا أبيض بطولة المسلسل العراقي «الشيخة»، وجسدت فيه شخصية زعيمة إحدى العشائر العراقية في زمن ماض، بحيث مثلت المرأة العراقية ذات الشخصية القوية الصابرة والمصممة، والتي أصبحت بعد وفاة زوجها زعيمة لا تنازع للقبيلة، تقودها بقوة بصيرتها ورؤيتها الصحيحة للمستقبل، فهي اتجهت إلى عالم التجارة في وقت لم تكن القبيلة تعتمد فيه إلا على الزراعة، وقد لعبت رنا هذه الشخصية الفذة بنجاح وتمكنت من إتقان اللهجة العراقية الصعبة، مما جعل المخرج سامي جنادي يصف أداءها بالممتاز، وبالإضافة إلى لعبها لدور البطولة المطلقة في «الشيخة»، فإن رنا جسدت شخصية «أم عمارة» زوجة سيد الشهداء «حمزة بن عبدالمطلب» في مسلسل «رايات الحق» للمخرج محمود الدوايمة. وبهذين العملين تتوج رنا مسيرة فنية تميزت بالنجاح منذ خمسة عشر عاماً، ولاسيما أنها تنوع في أدوارها في كل عمل تشارك فيه مثل «بقعة ضوء» أو «الوزير وسعادة حرمه» حيث لعبت بتميز شخصية المرأة المتسلطة. وبسبب مسيرة نجاحها المستمرة والمتصاعدة، اختارها الأتراك لتشارك في أحد المسلسلات التركية المهمة، ولهذا فهي تواصل دورة مكثفة لتعلم اللغة التركية، بينما تخفي في جعبتها الكثير من المفاجآت، ولاسيما أنه سبق لها أن حصلت على الجائزة الذهبية كأفضل ممثلة في مهرجان القاهرة عن دورها في فيلم «غراميات نجلاء» للمخرج السوري الكبير نبيل المالح.