دبي - مصطفى عبدالعظيم:
لم يكن المشهد في مراكز التسوق وفنادق دبي بل وشوارعها خلال الاسبوع الماضي عاديا فالحركة كانت تدب في كل مكان، والمتعة كانت العنوان الحاضر داخل المراكز، التي تحولت الى مطبخ كبير يقدم افضل الاطباق واشهى المأكولات للزوار، على مائدة ضخمة صنعتها دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، لتتسع للجميع على كافة أذواقهم ومختلف أجناسهم·
لقد تحولت الامارة خلال اسبوع المأكولات الذي اختتمت فعالياته امس الى طبق لذيذ يشتهيه كل قاص ودان من تلك الإمارة الصغيرة التي يتحرك كل شيء فيها على الأرض بنظام عجيب، وانضباط شديد، وأصبحت خلال وقت وجيز في عمر الزمن واحدة من أكثر مناطق العالم كله، توهجاً وإشعاعاً وجذباً للمستثمرين في كل جانب· وبدا ان دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي قد خصت بقصد عبر تنظيمها لأسبوع المأكولات ضمن مفاجآت الصيف، قصة نهضة تلك الإمارة بأدق تفاصيلها، واجابت عن تساؤلات كثيرة خالت عقول الكثيرين حول سر ذلك الاقبال اللافت من قبل السياح والمستثمرين على تلك البقعة الصغيرة في مساحتها الكبيرة في عطائها·
مروان بن بيات، رئيس لجنة مفاجآت المأكولات العالمية، لم يكن مستغرباً ذلك الربط الخفي بين الاقبال الكبير من الجمهور على الفعاليات سواء في مراكز التسوق أو خارجها وحركة البيع النشطة وارتفاع اشغال الفنادق والشقق الفندقية، وبين تتويج عروس الخليج كأفضل ملاذ للاستثمار في العالم، واسرع الوجهات السياحية نمواً خلال السنوات الماضية·
ويؤكد بن بيات انه كما نجحت دبي في فتح شهية المستثمرين والسياح، فإنها نجحت ايضا في ان تفتح شهية ابنائها والمقيمين فيها وزوارها خلال فصل الصيف ذي الرطوبة المرتفعة والحرارة القاسية، وان تدفعهم طواعية للاستمتاع بما يقدم في مراكز التسوق من أنشطة وفعاليات، والاستفادة من الخصومات الكبيرة في المحال التجارية والدخول في سحوبات جوائزها تتجاوز الملايين·
ويؤكد بن بيات أن طابع العالمية الذي أخذته دبي عبر احتضانها لأكثر من مائة وسبعين جنسية وثقافة، جعل منها نموذجاً للمدينة التي تمنح كل من يزورها دفء العيش ورحابته دون أن تفرق بين العرق والدين، لهذا امتزجت فيها الشعوب بمختلف ألوانها وأكلاتها، لتطهو طبقاً واحداً يشتهيه الجميع، رغم تنافر العادات وتباعد التقاليد·
أشهر الطهاة
ويشير بن بيات الى أن صناعة مثل هذا الطبق لم تكن بالمهمة السهلة، لهذا كان من الضروري الاستعانة بخبرات أشهر طهاة الفنادق الذين تباروا على مدار الأيام السبعة من عمر الاسبوع في اضافة بهاراتهم الخاصة لتقديم ''حلو'' المفاجآت هديه تغذوية وتثقيفية للجماهير وخاصة من السيدات والفتيات اللاتي حرصن على الاستفادة من خبرة الشيفات· وفي فاصل آخر من المشهد كانت هناك منافسة أشد حده بين راعاة أسبوع مفاجآت المأكولات، توزعت حلاباتها بين مراكز التسوق الخمسة المشاركة في الاسبوع (برجمان، سيتي سنتر، ابن بطوطة، مول الإمارات، وميركاتو)، حيث تبارت الشركات الراعية وفندق باب الشمس التابع لجميرا في تقديم المسابقات والجوائز والهدايا للزوار، وذلك في إطار ابراز الجانب الاجتماعي لها كما تقول نشوى ابراهيم مسؤولة التسويق في شركة نستله، او المساهمة في الاعمال الخيرية كما يرى عابدين نصرالله مدير عام فندق باب الشمس الذي قدم فعالية الكعك الخيري في مركز ميركاتو والتي جمعت ما يقرب من 80 ألف درهم حصيلة مبيعات ثلاثة الاف قالب كيك، سيتم تخصيصها لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية·
وتقول نشوى ابراهيم: إن مشاركة شركة نستله للسنة التاسعة على التوالي كأحد الراعاة لفعاليات أسبوع دائرة السياحة تعكس حرص الشركة على توطيد العلاقة مع المجتمع بشكل عام ومع القطاع العام بشكل خاص، وأيضاً الترويج لمنتجات الشركة في هذا الأسبوع·
أما الفصل الثالث من المشهد فلم يخرج عن محيط مراكز التسوق التي شهدت انتعاشاً تجارياً غير مألوف صيفياً، فحركة الرواد لم تنقطع، ومستوى البيع والشراء في تزايد يوماً بعد آخر لدرجة انها تحولت الى واحات للمرح والفنون والتسوق في آن واحد·
ووفقاً لتأكيدات مسؤولي تلك المراكز فقد ارتفعت المبيعات خلال فترة الاسبوع الماضي وكذلك بنسب مماثلة لأعداد الزوار والسياح، مؤكدين على أن مراكز التسوق تعتبر من الأماكن المفضلة لجميع السياح والزوار·
ويقول عيسى آدم رئيس مجموعة مراكز التسوق في دبي ومدير عام مركز برجمان والريف مول، إن الجميع توقع موسماً جيداً في الدورة التاسعة لمفاجآت صيف دبي، ولاسيما أنها جاءت بعد تأجيل مهرجان دبي للتسوق، حيث تتلهف المحال التجارية والأسواق بشكل عام لهذه المفاجآت، حتى تعوض ما خسرته بسبب عدم إقامة المهرجان في العام الماضي،
عدد اليوم
