الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أولمرت على خطى شارون

13 يوليو 2006 01:36
و بيغن : كرنتينا فلسطينية···! الاتحاد - خاص: حيث يذهب العقل لا حيث تذهب الدبابة· هل هكذا فعلاً بدأوا يفكرون في إسرائيل؟ لا، لا، ليس إلى هذه الدرجة· صناديق الاقتراع خرجت بشظايا سياسية، والمساومات حول الائتلاف تتم على طريقة ''شايلوك'' في مسرحية ''تاجر البندقية'' لـ ''وليم شكسبير''، فيما لا مجال إلا للقول - ورغم كل ذلك التدهور العربي - أن الإسرائيليين الذين قرروا، أخيراً، أن يرسموا حدودهم، إنما يعانون من مشكلة التواصل أو التفاعل مع الجدار· كان هناك سور من الجماجم· الآن، سور الكتروني، مع إقامة كرنتينا فلسطينية بدل الدولة الفلسطينية· بعيداً عن اللحظة السياسية الراهنة في إسرائيل· هذه إضاءة من ''أورينت برس'' لما وراء المشهد'': كرنتينا فلسطينية ذات يوم دعا ''ناحوم غولدمان''، وهو رئيس سابق وبارز للوكالة اليهودية، إسرائيل لتكون ''دولة من هذه ··· الدنيا''· إنه أحد آباء الدولة العبرية، ومع ذلك لاحظ أن النموذج الاسبارطي يقودها إلى التهلكة، وان المخزون اللاهوتي قد يلعب ضدها في وقت من الأوقات· اقترح - وأثار ذهول من حوله - أن تتحول إسرائيل إلى نوع من الفاتيكان اليهودي· هذا بعدما لاحظ ذلك الاوقيانوس الديموغرافي العربي المترامي ''والذي قد نضيع فيه مثل ذرات الرمال''، مع أن ''زئيف جابوتنسكي'' اعتبر أن المستقبل في العالم العربي يتوقف عند حدود القبيلة، أي لا خوف من بعيد المدى، فالعرب لابد أن يتفتتوا بمنتهى السهولة إن بسبب الفقر أو بسبب الأمية أو بسبب اصرارهم على الاقامة في القرون الغابرة·· ''آرييل شارون'' وقبل سقوطه في الغيبوبة بدأ يستخدم رأسه· لا بأس، إنه رأس وحيد القرن· لا مجال للتعايش مع العرب، وإذ يستحيل ترحيل الفلسطينيين كما كان يحلم مرشده الروحي ''مناحيم بيغن''، فالأفضل إقامة نوع من الكرنتينا الفلسطنيية (مركز للحجر الصحي، هنا السياسي) المحاطة بالأسلاك الشائكة، وبالجدران الالكترونية، وبالخوذات الحديدية·· حارة اليهود شعر بالهلع من تكاثر الفلسطينيين عاد إلى منطق ''حارة اليهود'' التي تثير سخط بعض المثقفين اليهود في الغرب الذين يعتبرون أن العودة إلى منطق الغيتو يعني الانتحار وراء جدران القرية الكونية· وكان ''ناعوم تشومسكي'' قد قال إن على اليهودي أن يثبت دوماً انه ''مواطن كوني''· وحين يفكر بعقلية ''الشقوق'' لا بد أن يترهل ويهترئ داخل هذه الشقوق·· عملياً، قال ''شارون'' بالعودة إلي الغيتو· '' وسار ايهود اولمرت'' على خطاه· لا يستطيع الرئيس الحالي لحزب ''كاديما'' أن يكون له مفهومه الخاص، أمضى أكثر عمره وهو مجرد ظلّ· ''يديعوت احرونوت'' تقول شيئاً من هذا، ولا نتوقع أن تحدث معجزة في داخله تحوّله إلى سياسي من الطراز الأول· لكن الرجل أعجز بكثير من أن يفكر، مجرد تفكير، بالمعجزة· قاد ''كاديما''، ومن اللحظة الأولى، إلى الهزيمة· كان الرهان على 40 مقعداً، ثم على ·36 النتائج أتت بـ 28 فقط· هذا رقم انحداري· لا يمكن أن ينتج زعامة ما· ''بنيامين نتنياهو'' خسر كل شيء· عدد المقاعد التي نالها ''الليكود'' أقل من عدد مقاعد ''شاس'' و''إسرائيل بيتنا''· يفترض أن يستقيل لكي يتناثر نواب الحزب في أكثر من اتجاه، فلا هو يستطيع الدخول في ائتلاف، ولا هو يستطيع أن يقود معارضة فاعلة· تسخر إحدى الصحف من ''نتنياهو'': ''لاعب السيرك الذي يلاعب الجرذان بدل الأسود''· والواقع أن كل الأحصنة الهرمة تلهث، وإن كان هناك من يعتبر أن ''عمير بيرميتس''، الآتي من ذلك الشرق والذي يرى الاشكناز في شاربيه الكثين دليلاً على الخواء الداخلي، قد وضع حزب العمل، ثانية، على خط الحياة بعشرين مقعداً· لا أرقام باهرة، بل شظايا متعددة الأحجام· إذاً، أي ائتلاف هو محاولة لتجميع الشظايا· كيف يمكن، والحال هذه، بناء سياسات حساسة؟ لا، لا، هذا ليس ممكناً؟ إسرائيل باتت تشبه أي دولة أخرى تعاني من التصدع السياسي·· أين إسرائيل الكبرى؟ بعض الحاخامات علقوا على برنامج ''كاديما'' بالسؤال: ''أين إسرائيل الكبرى؟''· هذه الخريطة التوراتية مرسومة على شاهدة قبر والد وزيرة الخارجية ''تسيبي ليفني'' التي لاشك أنها ستكون الرئيسة المقبلة لأحدث الأحزاب الإسرائيلية· شخصية قوية بل وشخصية طاغية، تدرس مواقفها بدقة، وتستطيع أن تكون مؤثرة في المحادثات المعقدة· بالتأكيد انها ليست ''غولدا مئير''، بشكلها الذي تقشعر له الأبدان، لكنها مثلها بالتفاني في خدمة إسرائيل· النساء بدلاً من الحاخامات الذين تبعث أفكارهم على التقزز، وبدلاً من الجنرالات برؤوسهم الفارغة·· ''ليفني'' تعتبر، مثل ''أولمرت''، أن اللحظة الميتافيزيقية يفترض الا تسحق الواقع، فالفلسطينيون يتكاثرون، وخلال عقدين أو أكثر يمكن أن يشكلوا الأكثرية إذا ما بقي الإسرائيليون في الضفة الغربية التي يفترض تقسيمها حلزونياً· في هذه الحال ''لن ينام الفلسطيني تحت ثيابنا''· ليس فقط في الفراش· يفترض أن يكون هناك نوع من الهوة· يسخر ''يوسي ساريد'': ''لماذا لا ننقل جبال البيرينيه إلى هنا؟''· أجل، ما هو مطلوب نوع من جبال البيرينيه، هل حقاً أن الإسرائيليين يخافون إلى هذا الحد؟ ثقافة الدهاليز هذا يثير هلع كاتب سياسي مثل ''آمنون كابيلوك'' الذي يسأل ما إذا كنا نؤخذ بـ ''ثقافة الدهاليز''؟ بالتأكيد، الإسرائيليون تغيروا كثيراً· كانت لوحة ''مارك شاغال'' داخل قاعة الكنيست تثير الكثير من الخيال: ''إسرائيل الكبرى تقوم قبل نهاية القرن· هذا ما كان يتصوره ''موشي دايان''، ثم راح يتراجع، معترفاً بأن كل إسرائيلي لابد أن يواجه الانكسار، على الأقل بسبب الخلل الديموغرافي، ولكن ليستدرك ''أن الكمية تقتل القضية''· لا ندري ما إذا كانت الإذاعة الإسرائيلية لا تزال تتحدث عن السموأل، الشاعر العربي اليهودي المعروف الذي قال ''تعيرنا أنا قليل عديدنا/ فقلت لها إن الكرام قليل''· كان هذا في الخمسينات، ولم تتذكر ''موسى بن ميمون'' في الأندلس، ولا ما فعله العرب لليهود آنذاك حين كان رجال ''ايزابيلا'' يطاردونهم بالسكاكين الطويلة· لا إسرائيل الكبرى، ولكن لا إسرائيل الصغرى· يكتشف البعض أن النص التوراتي قد تكون له دلالة ميتافيزيقية· هذه ليست دولة أفقية، كما الدول الأخرى، بل انها دولة عمودية· نتذكر أن المرشد الروحي لحركة ''اش'' التي نالت 13 مقعداً في الكنيست الحاخام ''عوفيديا'' قال إن حدودنا هي بين الأرض والسماء''· ولكن ألم يقل ''يوسي ساريد'': ''لقد بدأنا نشعر أننا غرباء في هذا العالم؟''· شارون المقدس إنه يعترض على تلك الحملة ''المكارثية'' ضد كل من يتفوه بكلمة ينتقد فيها السياسة الإسرائيلية· هو الذي سأل، وقبل سقوط رئيس الوزراء في الغيبوبة، ما إذا كان ارييل شارون'' مقدساً، وما إذا كان هناك ملحق للتوراة ''لم يتسن لنا أن نطلع عليه''· الآن، لم تعد تسمع كلمات قليلة مثل الماباي وحيروت· طبيعي أن يحل بالإسرائيليين ما حل بالآخرين: كاديما، العمل، الليكود، إسرائيل بيتنا، المقتاعدون، يهودات هتوراه، ميريتس، المفدال· ضاع اليمين وضاع اليسار· عودة إلى السفراديم والاشكناز· أحد الناخبين من الفالاشا (يهود أثيوبيا) يظهر على شاشة التلفزيون ليتحدث بتلك البدائية الشديدة الواقعية، عن عودة القبائل، أو عن عودة الاسباط الأحد عشر· من أطرف ما يقوله العلمانيون: ''لعل البسط الثاني عشر صعد إلى المريخ لانتظارنا''· شيء ما يشبه الاسباط فعلاً· ديمقوقراطيون ويقتلون الديموقراطية الفلسطينية لا يخجل ''عوزي لاندو'' من المباهاة بكون أحياء غزة المكتظة تحولت إلى حقل اختبار للطائرات من دون طيار، للأجهزة الالكترونية وللأسلحة التي يتم تثبيتها عليها· يقتلون من يشاؤون· دائماً الاغيار (الغواييم) هم الأشرار· كل آخر هو إرهابي· هذا كلام كان يسمع منذ عام 1936 أو ·1937 مثلما وصف ''ياسر عرفات'' وصف ''عزالدين القسام''· فعلياً، في نظر معظم الأحزاب التي باتت تتبع الشخص أكثر مما تتبع الايدولوجيا، كل فلسطيني يولد هو إرهابي· ''أورينت برس''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©