نجاح مشاريع الطاقة المتجددة يعتمد على الابتكار والدعم الحكومي والاستثمار

أكد مشاركون في الجلسة الأولى لمؤتمر القمة العالمية لطاقة المستقبل بعنوان “قادة الأعمال في مجال الطاقة المتجددة” أن مشاريع الطاقة المتجددة عالمياً تتطلب توافـر الابتكار وتعزيز الاستثمارات للسياسات الحكومية الداعمة. وأكد هؤلاء أن الاستثمار في التعليم يعد عنصراً مهماً أيضاً لاقتراح حلول للطاقة المتجددة من خلال الاستثمار في إنشاء معاهد وجامعات وتخصصات خاصة بالطاقة المتجددة. وقال تيلمن كراوش رئيس كيميائيات البناء في شركة BASF SE بألمانيا إن أهم ما يمكن قوله في الطاقة المتجددة هو الابتكار، حيث إن هدف الشركة التقليل من مواد البناء، التي تصدر ثاني أكسيد الكربون كالإسمنت. واتفق دومينيك إيميري رئيس الموظفين في شركة BP للطاقة البديلة في بريطانيا مع كراوش، وأكد أن ما يهم هو توافر الابتكار في مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والاستمرار في الابتكار. وأكد أن تراجع أسعار منتجات الطاقة المتجددة سيشجع على الابتكار والإبداع. وبين أنه من الضروري تعزيز الاستثمارات وزيادتها في مجال الطاقة المتجددة سنوياً سواء في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية أو الوقود الحيوي. وتوقع زيادة في الأعمال المتعلقة بالطاقة المتجددة العام الحالي. من جهته، قال توم كيرتيس المدير التنفيذي لدوتشيه لإدارة الأصول في الولايات المتحدة الأميركية، إن الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة بحاجة إلى تريليونات من الدولارات في العقود القادمة، حيث إنه لا يكفي تمويل البنوك والحكومة، بل إن ذلك القطاع بحاجة إلى رأس مال القطاع الخاص أيضاً. وأشار إلى إحدى الدراسات، التي بينت أن حجم الاستثمار في الطاقة المتجددة العام الماضي، بلغ 243 مليار دولار، بنمو 30% عن عام 2009، من خلال زيادة الاستثمارات في الرياح والطاقة الشمسية بشكل أساسي. وأكد أن السياسات والقرارات الحكومية في مجال الطاقة المتجددة مهمة جداً، منوهاً بالتجربتين الصينية والألمانية في هذا السياق. من جهته، قال أرنود شابيرون نائب الرئيس في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة في شركة “توتال” للنفط والغاز بفرنسا، إن الشركة مسؤولة اجتماعياً عن تقديم الطاقة والتقليل من ثاني أكسيد الكربون وتطوير الطاقة المتجددة والتقليل من التكاليف. وينصب تركيز الشركة في الطاقة الشمسية والوقود الحيوي الشامل من خلال الابتكار كأول محور رئيسي في الاستثمار لمشاريع الطاقة المتجددة. وأكد أنه مع التطور الملحوظ في التقنيات في إيجاد حلول الطاقة المستمرة، فإنه من المتوقع خلال عقد من الزمن أن تكون الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء منافسة لمصادر الطاقة الأخرى. وبين أن المحور الرئيسي المهم لنجاح الاستثمارات بالطاقة المتجددة هي عقد الشراكات، ضارباً مثلاً على ذلك في مشروع “مصدر” بالنسبة لمحطة “شمس”. وكانت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” أطلقت مشروع “شمس 1” للطاقة بالتعاون مع شركتي “توتال” الفرنسية و”أبينجوا سولار” الإسبانية لتوفير 7% من احتياجات إمارة أبوظبي من الطاقة المتجددة بحلول 2020. وتمتلك “مصدر” 60% من المشروع ومقره مدينة زايد في المنطقة الغربية، بينما تمتلك شركة “توتال” 20% ومثلها لـ”أبينجوا سولار”، فيما يعمل الشركاء على بناء وتشغيل وصيانة وتطوير المشروع بتكلفة 2,2 مليار درهم (600 مليون دولار). وتطرق شابيرون إلى مشروع إنتاج الوقود الحيوي من السكر في النباتات، مشيراً إلى أنه “مشروع يحمل مجازفة، لكنه يحتاج إلى الإبداع والابتكار”. من جهته، قال آندرو بيبي المسؤول التجاري في شركة “صن تيك” للطاقة في الولايات المتحدة الأميركية، إن العام الماضي أثبت أن الطاقة الشمسية موجودة وأن النمو في الاستثمارات كان هائلاً منذ عام 2002 ولغاية العام الماضي. وأشار إلى أن الشركة أول شركة للطاقة الشمسية في العالم تأسست قبل 10 سنوات. وقال إن الشركة تهدف إلى إنتاج 50% من الطاقة من الطاقة الشمسية مع نهاية القرن الحالي. وخلال الجلسة الثانية، التي نظمت تحت عنوان الجلسة الأولى نفسه، قال جان باسكال تريكوير الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إليكتريك بفرنسا إن الاستثمار في الجيل الجديد مهم للغاية، حيث يتمثل في إيجاد جامعات تعليمية لتدريب الطلبة على تقنيات الطاقة المتجددة والحلول الذكية لتوليد الطاقة المتجددة. واتفق رينيه أملوفت الرئيس التنفيذي للطاقة المتجددة في سيمنز - ألمانيا مع تريكوير على أهمية الاستثمار في التعليم، حيث إن الجيل الفني يعد مستقبل العالم ما يحتم الاستثمار في التعليم. وقال فرانك ووترز مدير “الطاقة” في مصدر، إن «مصدر» تعد مبادرة كبيرة في مجال التعليم، حيث إن معهد مصدر يمثل منشأة تعليمية تجمع أصحاب القرار في مجال الطاقة المتجددة.