الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هل ذهبت الكأس لمن يستحقها ؟

هل ذهبت الكأس لمن يستحقها ؟
13 يوليو 2006 01:40
أسامة صادق: انتهى كأس العالم ومعه يبدو أن الكثير من الأمور قد تغيرت في عالم اللعبة لأسباب كثيرة تبدو بمعظمها منطقية وان تفاوتت الآراء حولها·· فالنهائي لخص كل ما حدث في البطولة وأكد أن الخبرة والشباب معاً والجماعية هي التي تتفوق ونستثني المنتخب البرازيلي لأن الظروف حوله تغيرت· بيد أن المنتخب الأزرق ''الآزوري'' جمع كل هذا في فريق واحد بينما كان المنتخب الفرنسي يعتمد على ظاهرة النجم الأوحد الذي يحرك كل شيء الا وهو زيدان إضافة إلى أن تيري هنري لعب بتقيد شديد بتعليمات صارمة من المدرب· المنتخب الايطالي استغل ما لديه من ظروف وأهمها أن المنتخب البطل يولد من داخل البطولة وليس من التوقعات قبلها·· قاده بمهارة شديدة المدرب المحنك مارشيليو ليبي ''وليس مارسيلو لانه من مواليد نابولي في الجنوب'' وحتى الذين توقعوا عدم فوز البرازيل لم يكن يخيل لهم أن إيطاليا التي عانت كثيراً في الدور الأول أمام أميركا ستتخطى الدور الثاني بل أن الكثيرين تنبأوا بأن منتخباً متوسطاً سيصعد إلى الدور الثاني سيقهر الإيطاليين على غرار ما حدث في كوريا واليابان منذ أربع سنوات·· ويفجر الكثير من المشاكل لدى الايطاليين كما هي العادة عند الهزيمة· بينما الفرنسيون لعبوا وكالعادة بمفهوم الدفاع القوي على أن يكون زيدان هو محور الأداء التقليدي ولكن إذا توقف زيدان أو حدثت له ظروف غير طبيعية ''مثل الطرد'' فان الفريق يصبح شبه متوقف ولعل هذا ما حدث في النهائي كما أن المدرب رايمون دومينيك ورغم تجديد الاتحاد الفرنسي لعقده الا أنه ليس بالقوي تكتيكيا أو في قراءة الملعب بصورة صحيحة إضافة إلى نقطة الضعف الرئيسية الا وهي عدم اجادته تغيير اللاعبين خلال المباريات وهو ما يفقده الكثير من قوة الأداء · وتتبقى الحادثة الشهيرة بين زيدان وماتيراتزي والكثير من الأقاويل حولها الا أن الثابت هو أن ماتيراتزي ليس بذلك الملاك البريء لان سمعته معروفة في الكرة الايطالية وان كانت كل حوادثه ليست بتلك البشاعة أو الخطورة لأنه شخص يحب التهريج بالملعب والضحك مع زملائه في فريقه فقط لكن مع المنافسين فالأمر يختلف لانه لاعب ''ساذج'' تماما ولا يهمه سوى ابعاد المنافس بأي طريقة عن مرماه وكثيرا ما يشتم زملاءه خلال المباريات ولابد أنه فعل نفس الشيء مع زيدان الذي لم يتقبل ما صدر من سلوك فحدث ما حدث· المهم هنا هو أن البطولة ربما تكون استثناء وتكرر سيناريو ما حدث في كأس الأمم الأوروبية بالبرتغال حيث فاز بكأس العالم الفريق الذي كان يحتل المركز الخامس أو السادس بالنسبة للترشيحات·· وأيضا أكدت ان الأوروبيين لن يسمحوا لفريق من أميركا اللاتينية بأن يظفر ببطولة على أرضهم وأن ما حدث في الماضي في السويد لن يتكرر حتى اشعار آخر· البرازيل خسرت بالتاريخ! ولكن المنتخبات الأخرى التي شاركت تفاوتت مستوياتها بطبيعة الحال حتى البرازيل التي اخفقت امام فرنسا كانت ممتعة للكل الا ان تلك المباراة مع ''الديوك'' تشبه الى حد كبير مباراتهم مع ايطاليا في كأس العالم 82 باسبانيا ومع الارجنتين في نسخة 90 بايطاليا وما حدث فيها جميعا واحد·· في غفلة يصاب مرمى البرازيل بهدف وتغلق كل الطرق المؤدية الى مرمى الخصوم ويصاب النجوم بحالة من الذهول وهكذا تنتهي المباراة ومعها تذهب الاحلام بعيدة· المنتخب الالماني الذي دخل البطولة كان يتمنى فقط مركزا متطورا لانه في حالة تجديد شاملة ولكن لم يجرؤ احد على ذكر ذلك حتى يظل اقبال الجمهور على المباريات لكن الحقيقة اوضحت ان المدرب كلينسمان لعب بفريق معظمه من الجدد فعلا ولا يعتمد الا على اخطاء الخصم وهذا ما اوقعه امام الايطاليين لانهم كانوا يلعبون بنفس الاسلوب تقريبا اضافة الى الاهم فمدربهم هو اكثر خبرة ودراية بالامور التدريبية من الالماني بطبيعة الحال كما ان الايطاليين يملكون عددا من الاسماء التي تخطت مرحلة الشباب وبالتالي لديها الخبرة التي تمكنها من فرض ما تريد· المنتخبات الاخرى القوية اخذت تقريبا ما تريد ·· البرتغال اثبتت ان المدرب البرازيلي سكولاري هو اهم نجومها وبغض النظر عن لويس فيجو او حتى كريستيانو رونالدو فالمدرب هو الذي كان يحرك ويتحكم بما لديه من قدرة وخبرة ولو كان يقود فريقا مثل البرازيل لكان قد حقق نتائج افضل ولا ننسى ان معظم لاعبي البرتغال لا يلعبون الآن بأندية كبيرة وهو ما أثر على مستواهم كثيرا· المنتخب الانجليزي ربما يكون الخاسر الاكبر لان هذه المجموعة من الاسماء ستكون قد تعدت السن المثالي للتألق وبالتالي ستصبح ''عجوزة'' في النسخة التالية للبطولة اضافة الى ان المدرب السويدي اريكسون نجح فعلا في تكوين فريق جديد قوي ولكن خذله الاتحاد الانجليزي كما هو معتاد عندما رفض من قبل اعطاء الموسم راحة لمدة شهر واحد بينما في الدول الاخرى القوية هناك راحة اجبارية خاصة في اشهر الشتاء شديدة البرودة ولهذا ظهر اللاعبون الانجليز وكأنهم يجرون اثقالا في ارجلهم خاصة اذا ما لعبوا شوطين اضافيين او ضربات الجزاء ولهذا كان منطقيا ان تضيع ضربتا جون تيري وجيرارد و هما من اقوى اللاعبين في تسديد ضربات الترجيح لكن قواهما كانت قد خارت نهائيا·· ويتشابه حال الارجنتين نسبيا مع الانجليز ففريقها شبه شاب وينقص لاعبوها الخبرة اللازمة ورغم ان المدرب جيد في التكتيك الا ان لاعبيه لا يفهمون ما يقوله لهم جيدا ولهذا خرجوا امام المانيا واجمعت وسائل الاعلام الارجنتينية على ان اوامر المدرب للاعبيه خلال مباراة المانيا كانت ان يحاولوا التسجيل في الوقت الاضافي لكنهم لم يلتزموا بذلك بل قرروا اللجوء الى ضربات الجزاء على اساس انهم يمكنهم التغلب على الالمان ولكن ذلك لم يحدث كما رأينا جميعا · وخيبت فرق كبرى أخرى الآمال مثل اسبانيا التي بدات كفريق رهيب بفوز غير متوقع وبرباعية نظيفة على اوكرانيا واستمرت الا ان المدرب ''المخضرم'' اراجونيس سقط مرة اخرى في الاخطاء التكتيكية خاصة في مباراة فرنسا الحاسمة وبشكل خاص على مستوى الدفاع وقرأ خطأ اسلوب زيدان فاهمل رقابته بينما اوكرانيا محت كل ما اكتسبته من سمعة في التصفيات و لذا استحقت الخروج بهزيمة مذلة امام الايطاليين وواضح ان بلوخين امامه الكثير حتى يتعلم من اسلوب المدرب التاريخي لوبانوفسكي· كما لم تترك السويد انطباعا قويا رغم صعودها الى الدور الثاني بل ظهرت بمستوى اقل من التصفيات و لم يظهر لاعبوها بالمستوى الطبيعي الا امام انجلترا فقط ولا نعرف سر اجادة لاعبيها امام المنتخب الانجليزي فقط ربما للحصول على عقود لعب مغرية بالاندية الانجليزية· كذلك هولندا التي بدت اقل من مستواها في كأس الامم منذ عامين وواضح ان امام مدربها فان باستن صغير السن الكثير حتى يصل بالمنتخب الى المستوى المطلوب وهناك فرق تقدم مستواها قليلا مثل استراليا والمكسيك والاكوادور وكوت ديفوار وسويسرا وتراجع كثيرا مستوى التشيك واميركا وبولندا وكرواتيا وكوريا الجنوبية وصربيا · وظهرت فرق ''التمثيل المشرف'' مثل اليـــــــــــــــــــــــــــــــابان وكوستاريكا وغانا اضافة الى السعودية وتونس وحسب التوقعات المسبقة كانت هناك فرق فقط '' لتكملة الصورة مثل انجولا وتوجو وترينيداد وتوباجو·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©