23 فنانة تشكيلية يعرضن إبداعاتهن في الجزائر

يستضيف متحف الفنون الحديثة بالجزائر العاصمة إلى غاية 8 مارس القادم معرضاً تشكيليا يضم إبداعات 23 فنانة من ثماني دول عربية، بينهن الفنانة التشكيلية الإماراتية كريمة الشوملي· وقد احتل جناح الشوملي موقعاً هاماً في المعرض، حيث عرضت كريمة ثلاث أعمال مُجسَّمة جميلة، الأول بعنوان ''دوامة الحياة'' ويتضمن شبكة معقدة متداخلة وقد وقع فيها عددٌ كبير من البشر وانتهوا أسرى أو صرعى داخلها بينما يسعى عددٌ كبير من الناس خارجها لدخولها وهم في وضعيات مختلفة، ''حبو، ركض، زحف''، وقد جسَّدتهم الفنانة على شكل دمى صغيرة تلهث نحو الشبكة العملاقة، وهوعمل ذو دلالة عميقة ويترجم افتتان الناس بمغريات الحياة العصرية، حيث لا يتوقفون عن السعي وراءها إلى أن تصرعهم· أما العمل الثاني فهو بعنوان'' غير مرئي'' وفيه عرضت الشوملي أجزاء من ملابس تقليدية إماراتية رجالية ونسائية، بينما كان العمل الثاني بعنوان ''الاختناق'' أكثر رمزية واستعصاءً على فهم زوار المعرض الذين كان أغلبهم فتيات، حيث عرضت الفنانة مجموعة أكياس صغيرة بيضاء معلقة تحيط بها أقراص مضغوطة وقطع صغيرة من أوراق الجرائد، ويُعتقد أنها أرادت التعبير بها عن ضغوط الحياة اليومية المعاصرة والثورة الإعلامية ولهث الناس وراء أكياس المال، ما يعني أن عمل ''الاختناق'' مكمل لعملها'' دوامة الحياة'' بشكلٍ آخر· وأثار الجناح الفلسطيني أيضاً اهتمام الزوار لطبيعة مواضيعه إذ عرضت رائدة سعادة 3 لوحات أبرزها ''بلا عنوان'' حيث تظهر فتاة وإلى يمينها حقيبة سفر، لكن رجلها اليسرى مسجونة في قالب من الخرسانة أو الجبس، وفي ذلك إيحاء لوضعية الفلسطينيين اليوم، أما لاريسا سنسور فقدمت فيلم فيديو قصيرا بعنوان'' ناشطو السلام والدبابة الإسرائيلية'' صوَّرته عام ،2003 هدير الدبابة لا يتوقف طيلة العرض، والجنود الإسرائيليون يصوبون أسلحتهم اتجاه شباب فلسطينيين بينما تحاول دبابة التقدم إلى الأمام فيعترضها ثلاثة من ناشطي السلام بأجسادهم، ولا تستطيع الدبابة التقدم ولكنها لا تتراجع ولا تنثني· ومن الأردن قدمت الفنانة أريب طوقان لوحة ذات دلالات واضحة وهي بعنوان''الشرق الأوسط الجديد'' وفيها تظهر خريطة الشرق الأوسط مفككة تماماً ولا رابط يربط بين دولة عربية وأخرى بينما ظهرت بعض الدول العربية مقسمة إلى دويلات جديدة· وفي الجانب اللبناني، قدمت لور غريب 33 لوحة بعنوان''33 يوماً''وجسدت كل لوحة جانباً من معاناة اللبنانيين أثناء حرب يوليو 2006 ويوميات التقتيل والدمار والتشريد والرعب· وقد جمعت الرسوم بين البساطة والعمق في آن واحد· أما الجناح الجزائري فعرضت فيه 7 فنانات لوحات مختلفة لعل أجملها مجموعة صور للفنانة فريدة رحماني بعنوان'' وسواس'' وفيها تجسِّدُ عادة بعض الجزائريات في إبعاد السحر والعين، حيث تملأ إحداهن جدران الغرفة بصور لأصابع اليد الخمسة وهو ما يسمى في اللهجة المحلية ''الخامْسَة'' قصد درء العين كما تخضِّب رجليها بنفس الرسم، مما يعكس مدى تفشي مثل هذه المعتقدات لدى عددٍ كبير من الجزائريات·