الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«رحلة بوح» تكشف عقم الصداقة أمام هول الصحراء

«رحلة بوح» تكشف عقم الصداقة أمام هول الصحراء
7 أكتوبر 2010 21:46
في إطار عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب المقام حاليا في دورته الرابعة، قدمت فرقة مسرح رأس الخيمة الوطني مساء أمس الأول، على خشبة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، عرضها الذي حمل عنوان “رحلة بوح”، من تأليف فهد الشحي وإخراج مبارك خميس المهري، وقام بأداء أدوار الشخصيات الخمس فيها فيصل ثاني وعبد الرحمن برك ومحمد مطر وإسماعيل بلهين وإبراهيم المنصوري. فريق من الفنانين الشباب يحاولون في هذا العرض تقديم رؤية لطبيعة الصداقة ومتطلباتها، فيكتب فهد الشحي بلهجته المحكية مستلهما روح التراث الشعبي ومقولاته، ويحاول الغوص في العلاقة بين أربعة من الأصدقاء تعطلت بهم سيارتهم في وسط الصحراء وبين الكثبان الرملية، وعليهم أن يجدوا مخرجا، ثم تظهر شخصية خامسة في نهاية العرض. فالصراع هنا بين الشخوص والصحراء حينا، وبين الشخوص نفسهم حينا. لكن الصحراء هي التي فجرت صراعا ظل خبيئا. الموضوع ليس جديدا، لكن فيه أفكارا تتعلق بالكيفية التي يمكن أن يسلك بها الشاب في مثل هذه الحال، ولأن العرض اتسم بقدر كبير من التقشف على المستويات كافة، الموضوعية والفنية والأدائية، فقد كان الموضوع هو البارز، وظلت الحوارات الصارخة هي الثيمة الأبرز، وغابت الموسيقى والإضاءة وغابت المؤثرات الصوتية والديكورات (إلا إذا اعتبرنا كثيب الرمل ديكورا) ولم يكن هناك سوى السيارة الحمراء المعطلة التي سمعنا صوت محركها وشاهدنا أضواءها في بداية العرض قبل أن تتعطل نهائيا لتنطق بما هو عليه الحال. الشاب عامر الذي قام بدوره الممثل محمد مطر، يدعو أصدقاءه لرحلة في الصحراء، وحين يقررون المغادرة تتعطل السيارة ـاستخدم المخرج سيارة حقيقية على خشبة المسرح-، فتبدأ المشكلة مع هذا الفراغ العظيم من الرمال وصوت يشبه أصوات الوحوش، فيأخذ يعقوب الذي قام بدوره فيصل ثاني، في التذمر وتوجيه اللوم لعامر، ويتحول اللوم إلى اتهام بأن عامر قصد الإيقاع به للانتقام منه كما يعتقد بسبب كونه هو ثريا وعامر فقيرا، وتتصاعد الخلافات بين الأصدقاء الذين يتكشف أنهم ارتبطوا ببعضهم منذ الطفولة، ولكن الفوارق بينهم تأخذ في الظهور مع هذا “الامتحان”، ويتحدث البعض قائلا “نحن في مركب واحد”، فيما يقرر البعض الانسحاب بحثا عن مخرج فردي، فينسحب عبيد الذي قام بدوره إسماعيل بلهين، أولا بحجة أنه مصاب بالقولون والأعصاب، ويتبعه يوسف الذي قام بدوره عبد الرحمن برك، ويبقى يعقوب مع عامر وحيدين، ثم ينسحب يعقوب أخيرا. إنه البحث عن الخلاص الفردي حتى لو كان الضياع في الصحراء فهي بحسب أحد الشخوص أرحم من البقاء في هذا الموقف. وبينما هو وحيد تتساقط عليه الحصى من حيث لا يدري، يفاجأ عامر بكائن يجمع بين شكل الإنس والجن، ملابس بيضاء عليها عباءة سوداء، فيخاف ويرجوه عدم الإيذاء، فالشخص هذا يتصرف كما لو كان من الجن في حركاته وكلامه وحكمته، لكنه يتكشف عن سندوس الذي قام بدوره الممثل إبراهيم المنصوري، الذي يسمي نفسه “فتى الزريبة”، وبالحوار مع عامر يكشف له أن أصدقاءه الذين خذلوه وتركوه “مش ربع” بل “حزمة قلب”، ويطلب منه أن يتبعه لينجو بجلده، فيتردد عامر بين سندوس واللحاق بأصدقائه الهاربين، ولكن سندوس يصر عليه “قل عليهم السلام”، وبعد شعور بالتمزق يقرر عامر أن يتبع سندوس. الخلاصة الأخلاقية هي رسالة العمل التي أراد المؤلف والمخرج إيصالها للجمهور، لكن الرسالة جاءت عارية من أي تصورات فنية أو رؤى إخراجية، كما أن أداء الممثلين يحتاج الكثير من الاشتغال عليه لتطويره وصقله في قوالب فنية تجعل منه أداء فنيا. وهذه هي حال مسرح الشباب عموما، لكن هذه الحالة ربما تطلبت المزيد من التوجيه والدعم. يعرض اليوم تعرض في الثامنة من مساء اليوم على خشبة ندوة الثقافة والعلوم مسرحية “زلة عمر” لمسرح أم القيوين الوطني، من تأليف حميد فارس وإخراج سالم العيان.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©