الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تنظيم الجهاد».. تبنى التغيير بالقوة والانقلاب العسكري

«تنظيم الجهاد».. تبنى التغيير بالقوة والانقلاب العسكري
7 يوليو 2015 19:30
أحمد محمد (القاهرة) نشأت أول مجموعة جهادية في مصر حوالي العام 1964 في القاهرة، وكان أبرز مؤسسيها ثلاثة طلبة في الثانوية العامة، واتخذت الجماعة اسم «تنظيم الجهاد» لأن الجهاد هو الأمر الذي اجتمع عليه أفرادها، لرؤيتهم أن الجهاد ودعوة الناس إلى دين الإسلام هما أهم السبل لإقامة دين الله، وشرعه في الأرض، وأما العلم والتربية وغيرهما فلابد أن يكونوا خادمين للجهاد. بدأوا تشكيل مجموعات في أعقاب ضرب النظام لجماعة الأخوان العام 1965، وخلص فكرهم إلى نتيجة أن النظام المصري معادٍ للإسلام ولن يأتي على يده الخير، وأدى إلى وقوع كوارث تاريخية على البلاد، ولا سبيل للنجاة إلا بمقاومة هذا النظام وتغييره والعودة إلى الإسلام ولا سبيل إلا التغيير بالقوة. المنهج السلفي أصبح التنظيم يضم عدداً من المجموعات في القاهرة والجيزة والإسكندرية، وبعض المحافظات، اســتمر ســنوات كبـــر فيــــها كل صغير، وكان من بين أعضاء هذا التنظيم أيمن الظواهري في نهاية الستينيات، ويحيي هاشم ورفاعي سرور، ومحمد إسماعيل المقدم من الإسكندرية،. كما انضـم مصطفـــى يســـري وحسن الهلاوي، لكن هذه المجموعة سرعان ما انفصلت في أوائل السبعينيات عند أول بادرة خلاف مع التنظيم. تبنى التنظيم المنهج السلفي الجهادي في الاعتقاد والدراسات الشرعية، ومنهج التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي بالقوة المسلحة، واختار أسلوب الانقلاب العسكري لتحقيق هذا التغيير، وتبنى نهج الاعتماد في اختراق الجيش على أشخاص تم تربيتهم مسبقاً في التنظيم ثم دفعهم للالتحاق بالكليات العسكرية. الألعاب القتالية تضمنت المناهج الدراسية في جماعة الجهاد كتابي في ظلال القرآن ومعالم في الطريق لسيد قطب، أما في مجال التدريبات العسكرية فإن هذه الجماعة لم تكن تتبنى سوى التدريبات البدنية الشاقة بجانب التدرب على الألعاب القتالية كالمصارعة والكاراتيه. ومن أبرز العمليات المسلحة التي قام بها تنظيم الجهاد، محاولة انقلابية فاشلة العام 1974م عرفت باسم عملية «الفنية العسكرية»، وحوكم أعضاء وقادة التنظيم فيها. وبعد القبض على أعضاء جماعه الجهاد الثانية أفلت من الاعتقال المهندس السكندري محمد عبد السلام فرج، وقطع علاقته بتنظيم الجهاد الثاني وانتقل للقاهرة وظلت فكرة إنشاء تنظيم للجهاد قائمة في ذهنه، اقتصر فكره على ضرورة الجهاد ضد الحُكام، ووضع الأفكار في كتابة «الفريضة الغائبة»، وتعرف على طارق الزمر وكان طالباً في كلية الزراعة وأقنعه بأفكاره وطلب منه ضم أفراد للتنظيم وكان ذلك بداية تكوين تنظيم «الجهاد الثالث». قام طارق بتجنيد كرم زهدي أمير الجماعات الإسلامية في الصعيد المختبئ في القاهرة وهو هارب خوفاً من القبض عليه بعد أحداث الفتنة الطائفية في المنيا، وأقنعه الزمر بأن تنظيم الجهاد يهدف إلى إقامة الدولة الإسلامية عن طريق ثورة شعبية وبضرورة ضم قيادات الجماعات الإسلامية في الصعيد، ومن ثم سافر كرم واجتمع بقيادات الجماعات الإسلامية واتفق معهم على الانضمام للتنظيم الجديد. تحرير مصر تعرّف بعدها كرم على عبود الزمر وكان ضابطاً في المخابرات الحربية واتفق معه على فكرة إقامة الدولة الإسلامية عن طريق الجهاد ومشاركته في تحرير مصر ممن لا يحكمون بما أنزل الله، وبذلك اكتمل الهيكل العام فتم تأسيس مجلس شورى التنظيم، وكان محمد عبد السلام فرج رئيس هذا المجلس. وضع عبود خطة التنظيم للاستيلاء على السلطة، بإعداد مجموعة أفراد وتدريبهم على السلاح للإغارة على الأهداف وقتل الشخصيات القيادية والسياسية، وتقابل خالد الإسلامبولي مع كرم زهدي في مسجد بنجع حمادي، وأعطاه الأخير عنوان محمد عبد السلام فرج في القاهرة ليساعده في البحث عن شقة ومن ثم أخد يتردد على منزله، وشرح عبد السلام لخالد التنظيم وأهدافه فانضم إليه. قرارات اعتقال أصدر الرئيس السادات قرارات اعتقال 1536 شخصية سياسية وقيادية، شملت أعضاء وقيادات تنظيم الجهاد منهم كرم زهدي، وناجح إبراهيم، وعاصم عبد الماجد وغيرهم. بعد أن اعتذر أحد الضباط المعينين في العرض العسكري العام 1981، وجد الإسلامبولي نفسه مشاركاً في العرض، وجاءت خطته التي اقترحها على محمد عبد السلام فرج بقتل السادات فلم يكن التنظيم جاهزاً للانقلاب على السلطة، ودرس عبد السلام الفكرة ووجد أنها ضربة انتقامية جيدة للسلطة بسبب اعتقال التنظيم، وتم اغتيال الرئيس أنور السادات في العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981م على يد أربعة من أعضاء التنظيم الذي ارتكب بعد ذلك عدداً من من محاولات الاغتيال الفاشلة للرئيس الأسبق حسني مبارك، ورئيس الوزراء عاطف صدقي وغيرهما. وابتداء من 1999 بدأ العديد من قادة جماعة الجهاد في السجون ما سمي المراجعات، لوقف العمليات المسلحة والكف عن السعي لقلب النظم الحاكمة، وبالفعل التزم معظمهم ذلك بعد الإفراج عنهم، لكن بعد تولي جماعة الإخوان الإرهابية الحكم في مصر بعد أحداث 25 يناير 2011 عادوا إلى العنف والإرهاب مرة أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©