الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزياء التراثية تزين احتفالات الصغار في مدينة الطفل

الأزياء التراثية تزين احتفالات الصغار في مدينة الطفل
6 يوليو 2012
أحيت مدينة الطفل التابعة لبلدية دبي المناسبة الشعبية التراثية «حق الليلة» التي تناسب ليلة النصف من شعبان، من خلال احتفال يعود كل عام بعبقه الأصيل وأجوائه التراثية وطقوسه التي أحياها الأطفال، وهم يرتدون الأزياء الشعبية حاملين بين أيديهم أكياساً زاهية تعج بتشكيلات مختلفة من الحلويات والمكسرات منطلقين في جماعات، مبتهجين وفرحين وهم يرددون ترانيمها الشعبية «عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم»، «جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي». (دبي)- تحولت مدينة الطفل إلى بوابة على الماضي بما تضمه من فعاليات تراثية متنوعة جسدت فيها طقوس هذه الليلة، فقد أخذ الأطفال جولة في أرجاء المدينة التي تحولت أقسامها وأركانها إلى محطات مختلفة يقف عندها الأطفال ليأخذوا نصيبهم من حلوى حق الليلة، في إيقاع يعود بالأذهان إلى الفرجان والأحياء القديمة التي تصدح بأصوات الأطفال وأهازيجهم وهم يخترقون الزقاق ويتجولون بين ثناياه لنيل مبتغاهم. هذه المشاهد والصور التي تجلت بتفاصيلها، حيث استطاع الباحث التراثي بن لندن أن يطلع الأطفال في تجولهم على مفاهيم هذا التقليد الذي مارسه الأجداد والآباء قديما احتفاء بقرب شهر رمضان الكريم. وعلى مسرح المدينة قدمت الشخصيات الكرتونية “فريح” باقة متنوعة من المشاهد والفعاليات التي عبرت عن هذه المناسبة، حيث تدافع الأطفال حول هذه الشخصيات التي أسرت قلوبهم وشاركتهم بهجة ومتعة حق الليلة كما التقط الأطفال مجموعة من الصور التذكارية معهم. اليولة وتألق الأطفال برقصاتهم الشعبية «اليولة» على المسرح الذي ضم عروضا مختلفة ومتنوعة، وباقة منتقاة من البرامج والفقرات التراثية التي قدمها بن لندن لتعزيز بعض المفاهيم والقيم المغيبة تماماً عن ادراك الأطفال ومعرفتهم به في ظل العولمة وتتعدد الثقافات التي شكلت غشاوة وضبابة في الكشف عن ما يضمه التراث المحلي من كنوز. واستشهد بمجموعة من الروايات والقصص التراثية التي لم تخل من القيم والعادات والتقاليد المحلية، وتم عرضها بطريقة شيقة جذبت الأطفال الذين تفاعلوا معها بطريقة إيجابية فتجاذب الأطفال أطراف الحديث مع الباحث الذي لم يتوان في تزويدهم بمختلف المعلومات والمعرفة حول الثقافة المحلية، وختم بن لندن هذا المشهد الأبوي، بمسرحية تراثية استعراضية ووصلات غنائية شارك فيه الأطفال معبرين عن بهجتهم وفرحتهم بهذا اليوم الذي يطل عليهم في كل عام بحلته التراثية. كما حظي الأطفال بمجموعة واسعة من الهدايا التي قدمت لهم عبر فقرات متنوعة من المسابقات الترفيهية والثقافية قدمها المذيع المتألق والمحبوب يوسف الشريف، وبأسلوب ممتع ومثير حفز الأطفال على المشاركة، والدخول في التنافس وتحدي بعضهم البعض لتحقيق الفوز ومن بين فقرات الحفل التي تألق فيها الاطفال، مسابقة أجمل حقيبة حيث تم اختيار عشرة أكياس حقيبة حق الليلة المتميزة في شكلها وفكرتها والتي حملها الأطفال في أروقة المدينة، حيث تم تكريم الفائزين منهم بجوائز تشجيعية، وشاركهم هذا الفوز شخصية مدينة الطفل«مرشد» الذي تحلق الاطفال حوله والتقطوا مجموعة من الصور التذكارية معه. فلكلور وقد تواصلت الفعاليات من الساعة الرابعة عصراً إلى السابعة مساء بالرقصات الفلكلورية وترانيم الأهازيج التراثية الشعبية في عرض شيق ابتهج به الصغار والكبار على حد سواء. ومن بين الزوار الذين حرصوا على اصطحاب أطفالهم ومشاركتهم في فعاليات حق الليلة في مدينة الطفل، المواطنة زينة حسن موضحة مدى استمتاع أطفالها وفرحتهم بالبرامج التي تحرص مدينة الطفل كل عام على تقديمها احتفاء بحق الليلة، فالفعاليات متكاملة من حيث المتعة والفائدة بالاضافة إلى بعض القيم والعادات المحلية التي يتلقاها الطفل بطريقة محببة وبمشاركة الشخصيات الكرتوينة “فريح”. وتعود أم حمد بذاكرتها إلى طفولتها الماثلة في أطفالها يحملون«خرائطهم» وهي أكياس حيكت بالأقمشة، فرحين بما تحمله في أحشائها من حلويات ينتقلون بها بين أروقة وأركان مدينة الطفل على إيقاع نغمات واهازيج حق الليلة، في صورة أشبه ما تكون بنمط البيئة المحلية القديمة. وقالت إن انتشار هذه الفعاليات ومظاهر الاحتفالات في الحدائق والمناطق التراثية والمراكز، شكل وجهة ومقصداً للعديد من الزوار الذين يحرصون على جلب أبنائهم حتى يتعلموا ويتعرفوا على طقوس هذا اليوم الذي نلمس اختفاءه في بعض الاحياء والمناطق في الوقت الراهن. من جهة أخرى تؤكد المواطنة موزة محمد أنه بقدر ما يحمله هذا اليوم من فرحة باقتراب الشهر الفضيل، إلا أنه ينعش التراث المحلي حيث يرتدي الاطفال من كلا الجنسين، الصبية والبنات الملابس التقليدية القديمة، التي تتميز في تصاميمها وطابعها التراثي من حيث القصة ونوع القماش المستخدم، فهناك تنافس على أوجه بين الأمهات في تجهيز أطفالهن لهذه المناسبة الشعبية، وهذا ينطبق أيضا على الحقائب الخاصة بالحلويات، حيث ظهرت بحلة متجددة وبألوان وأشكال زاهية، مطعمة بروح التراث المحلي. وأضافت: هذا ما نلمسه ونلاحظه في مدينة الطفل، من خلال تلك المشاركة الواسعة من قبل الأطفال الذين تجمعوا مع ذويهم لإحياء هذه المناسبة التي نفتح بها صفحات الماضي بعبقه وأصالته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©