احتفل ملتقى السمالية التراثي الصيفي التاسع عشر بليلة النصف من شعبان، ضمن فعالياته المتعددة والتي تركز على تعريف المشاركين بالعادات والتقاليد التراثية، النابعة من قلب المجتمع، بهدف الحفاظ عليها باعتبارها رسالة من قلب التراث خطت حروفها الأجيال السابقة إلى الأجيال الحالية. واختتم الملتقى، أمس في جزيرة السمالية، فعاليات الأسبوع الثاني التي ينظمها نادي تراث الإمارات تحت شعار«نحن أهل السنع والمواجب»، وتستمر نشاطاته حتى الثامن عشر من يونيو الجاري برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات.
أبوظبي (الاتحاد)- نجحت برامج ملتقى السمالية التراثي الصيفي التاسع عشر في استقطاب أعداد غير مسبوقة على مستوى الدولة، إذ وصل عدد المشاركين على البرامج والمناشط التي تزيد على 30 نشاطا، إلى نحو 7 آلاف وخمسمائة وثمانين طالبا ونحو 15 وفداً زائراً من إمارات الدولة كافة، واستقبلت جزيرة السمالية في الأسبوع الأول من الحدث الذي انطلق24 من الشهر الماضي،3 آلاف وأربعمائة وتسعة وسبعين طالباً وطالبة ومجموعة من الوفود الزائرة من بينها وفد من المنتسبين لصيف بلادي التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ووفد من نادي مليحة في الشارقة.
نخبة من الشباب
كما جذبت نشاطات الملتقى في أسبوعه الثاني نحو 4100 طالب وطالبة ووفداً شبابياً من بلدية دبي وآخر يمثل مركز شباب عجمان وبرنامج قيظ ويانا. كما تميزت نشاطات الأسبوع الثاني من الحدث باستقطاب مشاركة نخبة من الشباب والناشئة، خاصة ممارسة فنون السباحة البحرية، إلى جانب عدد كبير من المشاركين الذين زاد عددهم على 100 طالب، حيث تجد هذه الرياضة إقبالاً ملحوظاً نظراً لارتفاع درجة الحرارة، وأيضاً لجمال هذه الرياضة وأجوائها المفتوحة، وشارك في ممارسة رياضة السباحة البحرية الشيخ حمدان بن سعيد بن حمدان بن محمد آل نهيان، والشيخ محمد بن سعيد بن حمدان بن محمد آل نهيان، والشيخ ذياب بن سعيد بن حمدان بن محمد آل نهيان، وأبدوا في ختام مشاركتهم تقديرهم لبرامج الملتقى، وما تم إعداده للمشاركين من مشاريع ومهرجانات ومنافسات تراثية، ورفعوا شكرهم لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، على دعم ورعاية سموه للحدث والتوجيه بتقديم برامج نوعية تخدم قطاع الشباب والناشئة وتعزيز مفهوم الهوية الوطنية.
مشروع وطني
وعبر علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للأنشطة عن سعادته البالغة لحجم الإقبال الكبير على فعاليات ومناشط الملتقى، مؤكداً أن الأعداد غير المسبوقة للاستفادة من الحدث الذي يمثل مشروعا وطنيا لخدمة الشباب، ما كانت لتتحقق بهذه الصورة لولا الدعم اللامحدود الذي يقدمه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات للمشاركين، وتوجيهات سموه بتقديم وسائل السلامة العامة كافة، وتنويع البرامج المقدمة لهم وربطهم بتراث الآباء والأجداد والهوية الوطنية بصورة حضارية تجمع بين المعرفة والثقافة الجادة والترفية وسط أجواء وفضاءات خلاّقة.
وأكد الرميثي بمناسبة اختتام الأسبوع الثاني من الملتقى أن نجاحه تحقق أيضا بفضل دعم الأسر وأولياء الأمور ومتابعتهم لهذه التجربة التي شكلت مع الوقت مشروعاً وطنياً وحدثا تقليديا سنويا مميزاً على مستوى المنطقة، كذلك اهتمام الناشئة والشباب بتعلم تراث آبائهم وأجدادهم، حيث يقدم لهم النادي تنويعات من البرامج والمناشط والمهرجانات التنافسية والجرعة الثقافية في إطار معاصر جاذب يربطهم بالمكان وهو المحمية الطبيعية جزيرة السمالية وما تتمتع به من مرافق حيوية وتنوع بيئي وأجواء رائعة تحقق شعار الملتقى إماراتنا هويتنا.
المنافسات التراثية
ووسط احتفالية شبابية ضخمة اختتم برنامج الاسبوع الثاني بتكريم الفائزين بمنافسات الملتقى في فنون اليولة والهجن والرماية التقليدية والتي تنظمها ادارة النادي مع مجموعة من المنافسات في رياضة الشراع التقليدي والتجديف والشراع الرملي والمسابقات الثقافية بهدف تشجيع المشاركين على التنافس واختبار القدرات، كذلك اكتشاف الموهوبين والمميزين لضمهم للفرق المتخصصة، وتم أمس تكريم الفائزين بفن اليولة حيث نال ماجد الضنحاني المركز الأول ممثلا عن مركز أبوظبي للشباب، وجاء في المركز الثاني أمين المصعبي من مركز الوثبة، وحل ثالثا خليفة الرميثي من مركز أبوظبي، وفي منافسات رياضة الهجن احتل صالح الكربي المركز الأول ممثلا لمركز سويحان، وفي منافسات رياضة الرماية التقليدية حصد فهد عبد الرحمن من مركز السمحة كأس البطولة.
مشروع سقاية الطير
وشهد يوم أمس تجربة جديدة شارك بها أكثر من 100 طالب وتمثلت في تنفيذ مشروع سقاية الطيور التي تعيش في أوكار خاصة في جزيرة الأحلام، وقال محمد سهيل المنصوري مدير مركز الوثبة التابع للنادي إن فكرة المشروع تتأسس على قيام الطلبة بوضع المياه اللازمة لسقاية الطيور حتى المهاجرة منها والتي تحط في الجزيرة، موضحاً أن الهدف من وراء تطبيق مثل هذا المشروع الجديد هو تعليم المشاركين روح المبادرة وتشجيع العمل التطوعي والإنساني في حماية الطيور ورعايتها والاهتمام بها.
نشاطات نسائية
كما شهد يوم أمس تواصل البرنامج الفني التدريبي لرسم اللوحات التراثية التي تعكس جانبا من حياة مجتمع الإمارات قديما بإشراف المدربة في مركز المصادر والمعلومات حليمة المهري ، حيث شاركت نحو 50 طالبة من المنتسبات لمركز السمحة النسائي في رسم لوحات تعكس أهمية الأزياء التراثية ومشغولات السدو والتلي والحناء وبعض الأماكن التراثية والتاريخية في الدولة.
وبحسب منى جاسم الملا مدربة أشغال يدوية في مركز السمحة النسائي، فقد شاركت نحو 60 طالبة في دورات ثقافية وتراثية وثقافية مثل حق الليلة والحناء والدخون والسدو والتلي والتزيين والديكور والطبخ الشعبي، الى جانب الاستفادة من النشاطات المكتبية والحاسوب ومشاهدة عروض الأفلام التراثية والمسابقات الثقافية وبرنامج المطالعة لتشجيع القراءة واقتناء الكتب.
برنامج العادات والتقاليد
وقدم برنامج الأسبوع الثاني من الملتقى 18 نشاطا تراثيا، تضم رياضات الهجن والرماية والفروسية والألعاب الشعبية والسفينة التراثية، وجملة النشاطات البحرية مثل تعلم الغوص التقليدي وعملية فلق المحار وصيد السمك ورياضات الشراع الحديث والتقليدي والرملي والسباحة، كما استحوذ برنامج محاضرات التوعية بمخاطر الحرائق الذي ينفذه النادي بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني بأبوظبي على اهتمام المشاركين، حيث يقدم خالد محمد فرج، محاضرة يومية للتوعية بمخاطر الحريق والاصابات الناتجة عنه، وتعليمهم كيفية استخدام أجهزة الإطفاء اليدوية، فيما تصدر برنامج العادات والتقاليد خريطة فعاليات أمس على مستوى مضمون المحاضرات التي تؤكد على ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية ودور فقيد الوطن الكبير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في تعزيز قيم التراث وأصالة المجتمع والاهتمام بقطاع الشباب، وكان لافتاً إقبال الطلبة على هذا المشروع الذي يهتم بالمجالس التراثية والشخصية الإماراتية.
الأسبوع الثالث
أعلنت اللجنة العليا المنظمة عن استكمال كافة الاستعدادات لإطلاق الأسبوع الثالث من الملتقى تحت شعار «طالبات اليوم أمهات مستقبلنا المشرق» صباح الأحد المقبل بمشاركة ما يزيد على 300 فتاة من المنتسبات للمراكز النسائية التابعة للنادي.
عدد اليوم
