الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مارسيل بوازار:محمد قائد عظيم.. غيّر مجرى التاريخ

مارسيل بوازار:محمد قائد عظيم.. غيّر مجرى التاريخ
7 يوليو 2015 19:35
أحمد مراد (القاهرة) مارسيل بوازار، مستشرق وأستاذ جامعي سويسري، عاش 12 عاماً في بلاد عربية وإسلامية كممثل للجنة الدولية للصليب الأحمر، وبصفته مشاركاً في برامج التثقيف الدبلوماسي في المعهد الجامعي للدراسات العليا في جنيف. ألف بوازار كتابه الشهير «إنسانية الإسلام» ليدافع فيه عن الإسلام باعتباره ديناً وحضارة، وسجل فيه العديد من الشهادات المنصفة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، ورد على الشبهات الغربية المثارة ضده. الروح الإسلامية يقول بوازار في كتابه «إنسانية الإسلام»: تسهم شخصية النبي محمد وأفعاله وتصرفاته وأقواله في صياغة الروح الإسلامية، فليس في البشرية كلها اسم أكثر شعبية وشيوعاً من اسم محمد أو معادله «أحمد أو محمود»، وهناك عاطفة إجلال شعبي تكاد تتخذ صورة التفاني والوفاء الشخصي، تشكل عنصراً من أكثر العناصر حفزاً في حياة الجماهير الإسلامية وتفكيرها، مساهمة في الحفاظ على نوع من التماثل الجوهري في المجتمع. بث الدعوة ويؤكد مارسيل بوازار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بأسلوب عقلاني وعلمي وبكلمات بليغة، فيقول: منذ استقر النبي محمد في المدينة، غدت حياته جزءاً لا ينفصل من التاريخ الإسلامي، فقد نقلت إلينا أفعاله وتصرفاته في أدق تفاصيلها، ولما كان منظماً شديد الحيوية، فقد أثبت نضالية في الدفاع عن المجتمع الإسلامي الجنيني، وفي بث الدعوة، وبالرغم من قتاليته ومنافحته، فقد كان يعفو عند المقدرة، لكنه لم يكن يلين أو يتسامح مع أعداء الدين، ويبدو أن مزايا النبي الثلاث- الورع، والقتالية، والعفو عند المقدرة- قد طبعت المجتمع الإسلامي في إبان قيامه، وجسدت المناخ الروحي للإسلام. رجل دولة ويضيف بوازار قائلاً: وكما يظهر التاريخ الرسول قائداً عظيماً ملء قلبه الرأفة، يصوره كذلك رجل دولة صريحاً قوي الشكيمة، له سياسته الحكيمة التي تتعامل مع الجميع على قدم المساواة، وتعطي كل صاحب حق حقه، ولقد استطاع بدبلوماسيته ونزاهته أن ينتزع الاعتراف بالجماعة الإسلامية عن طريق المعاهدات، في الوقت الذي كان النصر العسكري قد بدأ يحالفه، وإذا تذكرنا أخيراً على الصعيد النفساني هشاشة السلطان الذي كان يتمتع به زعيم من زعماء العرب، والفضائل التي كان أفراد المجتمع يطالبونه بالتحلي بها، استطعنا أن نستخلص أن لا بد أن يكون محمد الذي عرف كيف ينتزع رضا أوسع الجماهير به إنسانا فوق مستوى البشر حقاً، وأنه لا بد أن يكون نبياً حقيقياً من أنبياء الله. تغييرات أساسية وفي كتابه «إنسانية الإسلام» يؤكد بوازار أن محمداً لم يكن على الصعيد التاريخي مبشراً بدين وحسب، بل كان كذلك مؤسس سياسة غيرت مجرى التاريخ، وأثرت في تطور انتشار الإسلام فيما بعد على أوسع نطاق، لقد كان محمد نبياً لا مصلحاً اجتماعياً، وأحدثت رسالته في المجتمع العربي القائم آنذاك تغييرات أساسية ما تزال آثارها ماثلة في المجتمع الإسلامي المعاصر، ومما لا ريب فيه أن محمداً- صلى الله عليه وسلم - قد اعتبر، بل كان في الواقع، ثائراً في النطاق الذي كان فيه كل نبي ثائراً بوصفه نبياً؛ أي بمحاولته تغيير المحيط الذي يعيش فيه. ويقول بوازار: سبق أن كتب كل شيء عن نبي الإسلام- صلى الله عليه وسلم - فأنوار التاريخ تسطع على حياته التي نعرفها في أدق تفاصيلها، والصورة التي خلفها عن نفسه تبدو، حتى وإن عُمد إلى تشويهها، علمية في الحدود التي تكشف فيها، وهي تندمج في ظاهرة الإسلام عن مظهر من مظاهر المفهوم الديني وتتيح إدراك عظمته الحقيقية. وضع المرأة وتطرق المستشرق السويسري إلى موقف وتعامل نبي الإسلام مع المرأة ودفاعه عنها وعن حقوقها، فيقول: «لقد أثبتت التعاليم القرآنية وتعاليم محمد صلى الله عليه وسلم، أنها حامية حمى حقوق المرأة، وليس في التعاليم القرآنية أو تعاليم النبي محمد ما يسوغ وضع المرأة الراهن في العالم الإسلامي، الجهل وحده، جهل المسلمة حقوقها بصورة خاصة، هو الذي يسوغ هذا الوضع الراهن للمرأة في العالم الإسلامي، فالإسلام ورسوله يخاطبان الرجال والنساء على السواء، وبطريقة شبه متساوية، فلكل منهما حقوق وواجبات في نفس الوقت، وتهدف الشريعة الإسلامية والسنة النبوية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية، ويقدم التشريع الذي أوضحه النبي وأرسى دعائمه يقدم للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويبدي اهتماماً شديداً بضمانها، فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف، وقد أدخلا مفهوماً أشد خلقية عن الزواج، وسعياً أخيراً إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عدداً من الطموحات القانونية أمام القانون والملكية الخاصة الشخصية، والإرث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©