الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فرانس فوتبول: الشيخوخة المبكرة واختفاء الرباعي الساحر وأخطاء باريرا وراء الخروج المبكر

14 يوليو 2006 00:20
الحديث عن الخروج المبكر لمنتخب البرازيل من مونديال ألمانيا 2006 ما زال يحظى بمساحات كبيرة في الصحف والمجلات الرياضية نتيجة الصدمة الشديدة التي لم يفق منها بعد الكثيرون من عشاق السامبا البرازيلية في كل مكان في العالم·· لقد كانت مهمتهم انتزاع لقب سادس وكأس سادسة وايضا امتاع الجماهير ولكن رنالدينهو ورفاقه خرجوا من البطولة حتى قبل ان يدخلوها·· فما هي الأسباب والمبررات؟ الاجابة جاءت في تحليل أجرته مجلة ''فرانس فوتبول'' وبدأت تحليلها بقولها ان اللعنة الأوروبية واصلت هيمنتها وسيطرتها على كل بطولات كأس العالم التي تقام في أوروبا فبخلاف بطولة 1958 التي اقيمت في السويد والتي احرز المنتخب البرازيلي لقبها بقيادة نجم النجوم بيليه لم يحدث ان نجحت البرازيل في انتزاع الكأس من الاوروبيين في عقر دارهم كما لم تفعلها اية دولة أخرى في أميركا الجنوبية· واضافت المجلة: لقد بصم العالم كله أو معظمه بالعشرة منذ عام تقريباً عندما أحرزت البرازيل بطولة كأس القارات، على ان هذا المنتخب ليس له منافس بنفس حجمه وثقله على الاطلاق وان هذه الكوكبة من النجوم بقيادة كارلوس ألبرتو باريرا الذي سبق له التتويج بالكأس مع نفس هذا المنتخب البرازيلي منذ 12 سنة قادرة على ان تخطف الاضواء من أي فريق آخر في العالم· وتستطرد المجلة تقول باختصار هذا المنتخب البرازيلي الذي يجيد رقص السامبا والعزف عليها أيضاً بدا للجميع وكأنه قد توج فعلاً بطلاً لكأس العالم في نسختها الـ18 بألمانيا أو هكذا كان حكم الناس عليه وانه فائز بالبطولة لا محالة وكان الكل ينتظر فقط معرفة من هو المنافس الذي سينتزع منه البرازيليون الكأس· شيخوخة الشباب وكان يبدو للكثيرين - والكلام على لسان المجلة - ان برازيل رونالدينهو ورونالدو وكاكا وأدريانو وروبينهو ليس له منافس بل كانت هناك ثقة كاملة في ان برازيل زي روبرتو وخوان وكافو ولوسيو وديدا قادرة على ايجاد حلول وصنع الفارق أمام أي فريق حتى لو كان منتخب فرنسا الذي أطاح بآمالهم وأحلامهم· نعم·· لقد تصور البرازيليون فعلاً ان منافسهم الفرنسي الذي أخرجهم من دور الثمانية اصبح مجموعة من النجوم التي اصابتها الشيخوخة، فإذا بواقع الحال يقول إن نجوم البرازيل هم الذين اصابتهم الشيخوخة حتى لو كان معظمهم اكثر شباباً·· لقد ضعفت بطاريات تشغيلهم الى الحد الذي يثير القلق، ولم ينجح لا كافو ولا روبرتو كارلوس في القيام بالدور الذي اعتاد كل منهما القيام به لدرجة ان كافو نفسه اعترف على سبيل المثال بأن الفرنسيين وضعوا حوائط صد قوية على جانبي الملعب· وقالت المجلة إن اسف البرازيليين لم يعد ينفع بعد فوات الأوان وكان من الضروري ان يستفيدوا من اللاعبين الشباب أكثر من ذلك أمثال سيسينهو الذي تألق في الصيف الماضي في كأس القارات وكان لاعباً أساسياً فربما كان وجوده قد أفاد في الجانب الايمن· وتساءلت المجلة: أين ذهب ''المربع الساحر'' الشهير خلال مباريات البطولة؟ وقالت إنه لم يتألق على الاطلاق وبالأرقام والاحصائيات يعتبر رونالدو أفضلهم حيث نجح في تسجيل ثلاثة أهداف يليه أدريانو ''هدفان'' ثم كاكا ''هدف واحد''، أما رونالدينهو فأقل ما يمكن أن يقال عنه إنه كان خلال هذه البطولة مخيباً للآمال ومثيراً لإحباط الملايين من عشاق فنه· خطأ باريرا وأكدت المجلة ان الخطأ كل الخطأ يصب في ناحية كارلوس ألبرتو باريرا فهو المذنب الأول لأنه لم يعثر على الدواء الناجع والعلاج الفعّال الذي يسمح بترميم واصلاح مجموعته واستطردت تقول: لقد وضحت أخطاء وعيوب البرازيليين وأوجه القصور في صفوفهم من أول مباراة لعبوها في البطولة أمام كرواتيا ''1/صفر'' ثم تكررت نفس الاخطاء في المباريات الثلاث التالية ولكن بأشكال مختلفة رغم ان باريرا قال للاعبيه محذراً - قبل ساعات من لقاء فرنسا في دور الثمانية - ينبغي ان نرفع إيقاع لعبنا اذا كنا نريد حقاً ان نتأهل الى الدور التالي· باريرا قال هذا التصريح ولكنه لم يفعل شيئاً مهما لكي يحول هذا الكلام الى واقع ملموس ولم يعدل خططه وتوزيعه للاعبين على أرض الملعب وتأخر في اشراك العناصر الأكثر شباباً القادرة على قلب الموقف، وحتى عندما أشرك اللاعب جونينهو لم يفلح في تغيير الوضع· ولم يكن باريرا يتصور - والكلام للمجلة - تدني اللياقة البدنية والنفسية للاعبين الى هذه الدرجة خاصة في مباراة فرنسا وكان يعلق بلهجة ساخرة لا تخلو من المرارة قائلاً: عندما تفوز فهذا بفضل اللاعبين وعندما تخسر فهذا بسبب المدرب·· هذا هو السيناريو المكتوب دائماً· قدمان باردتان وعن رونالدينهو تحديداً والذي كان الجميع ينتظر منه الكثير في هذا المونديال الالماني قالت المجلة: لقد كانت ''قدماه باردتين تماماً'' وهو تعبير يتردد في البرازيل كثيراً عندما لا يفعل أحد النجوم شيئاً في الملعب· واضافت المجلة ان صبي برشلونة المدلل - عكس حاله مع ناديه - كانت مشكلته تكتيكية في المقام الأول حيث كان باريرا يكلفه ببعض المهام الدفاعية التي لم يكن قد اعتاد عليها وحتى عندما دفع به باريرا الى الأمام لمساندة رونالدو في مباراة فرنسا ظل ينتظر تمريرة جيدة لم تأت على الاطلاق وظلت قدماه باردتين على حد التعبير الدارج في البرازيل· واستطردت المجلة في حديثها عن رونالدينهو فقالت: انه لم يسجل اي هدف مع منتخب بلاده من الـ32 هدفاً التي سجلت خلال المباريات العشر الأخيرة·· انه يخفي مرارته وراء ابتسامة بائسة·· انها خيبة أمل كبيرة لرونالدينهو خاصة عندما تأتي بعد سلسلة طويلة من الانتصارات· وفي ختام تحليلها لأداء البرازيل الباهت في المونديال الالماني نقلت المجلة عن رونالدينهو قوله: لقد وددنا جميعاً ان نعطي اقصى ما عندنا من أجل الوصول للمباراة النهائية، ولكن النجاح لم يكن حليفنا·· وعندما لا يبلغ الانسان هدفه فإنه يصبح حزيناً لأنه لم يحرز الذهب وهذا شيء بالغ الصعوبة والسوء خاصة عندما تكون قد اعتدت على الفوز بالذهب دائماً·· ولكن الحياة لن تتوقف على أية حال وينبغي ان تستمر وعلينا ان نوحد صفوفنا وقوانا استعداداً لكأس العالم القادمة بعد أربع سنوات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©