الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التمسك بالقيم يحصن الإنسان من الاغتراب النفسي

التمسك بالقيم يحصن الإنسان من الاغتراب النفسي
11 يوليو 2011 20:59
أبوظبي (الاتحاد) ـ يتميز العصر الحديث بخصائص وسمات معينة، أهمها الطفرة العلمية الهائلة، والقفزات التقنية المذهلة في كافة قطاعات الحياة مما جعل الإنسان يعتقد بأنه قد تمكن من سبر أغوار العلوم والسيطرة على كافة سبل الحياة المختلفة. إلا أن ذلك صاحبه مشاعر وجوانب نفسية سالبة كثيرة لعل من أهمها العزلة، والاغتراب النفسي، والتفكك الأسرى والاجتماعي والانحلال الأخلاقي، فسادت مشاعر القلق والاكتئاب بشكل حاد، وبات إنسان العصر الحديث يعاني من انتشار الأمراض النفسية والعقلية والسيكوسوماتية بشكل لم يسبق له مثيل. الدكتور أيمن غريب قطب أستاذ علم النفس المشارك والصحة النفسية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء، يوضح أسباب هذه الحالة، ويقول:” قلما نجد من يتمسك بجوهر قيمه ودينه والأخلاق الحقيقية، دونما نفع دنيوي أو طمع في حطام دنيوى زائل. لقد أدى هذا إلى سيادة مشاعر عدم الرضا والاغتراب عن الذات وعن الآخرين، وافتقد الإنسان المعنى الحقيقي لحياته والهدف من وجوده فأصبح عبداً لطغيان السلطة والمادة وغيرها من أعراض الدنيا الزائلة ومغريات هذا العصر. لقد انتشرت مشاعر العزلة والوحدة النفسية والرفض، خاصة لدى قطاعات الشباب، وشاعت أعراض فقدان أو تميع الهوية بأشكالها المختلفة ومنها الهوية الجنسية، فتشبه كلا الجنسين بالآخر، وضاعت في كثير من الأحيان الفروق بينهما رغم أنها عنصر الجذب الحقيقي بينهما”. عصر المادة يضيف الدكتور قطب:” لقد أدت مظاهر التقدم والحضارة المادية الصارخة وغيرها من تبعات الحضارة الغربية الحديثة إلى سلب حرية الإنسان في ظل الأنظمة الصارمة والضغوط الاجتماعية الشديدة والمتصارعة والفروقات الطبقية في كافة الأعراض المادية والاجتماعية، مما أدى إلى صراع طبقي حاد بين الأفراد والجماعات. بل حدث هذا بين المجتمعات المختلفة وفقاً لنصيبها وإسهاماتها المختلفة في التقدم والحضارة ومدى النفوذ المادي والحضاري والاجتماعي لديها. وفي ظل هذه الحالة قل الشعور الحقيقي بالتضامن والتساند والتكاتف والتكافل والتعاون والأخذ والعطاء بلا حدود. لقد قل الشعور بالانتماء وظهرت قيم تعدد واختلاط الجنسيات والتجنسات. وساهمت في ذلك عمليات التنشئة الاجتماعية الحالية التي هي في أغلبها نتاج لثقافة المجتمع والتعليم ووسائل الإعلام والإعلان وقل دور الأسرة وأصبح إسهامها ضئيلا هزيلا ولا يؤدي دوره الحقيقي في غالب الأحوال. إن هذه الأعراض النفسية والاجتماعية السابقة التي صاحبت التطور المادي والحضاري للإنسان وسيطرة الثورة المعلوماتية والتقنية الهائلة أدت إلى بروز جملة من الأعراض اجتمعت كلها في شعور الإنسان بالعجز النفسي. هذا العجز النفسي إذا ساد وانتشر لدى الإنسان جعل منه صريعاً للتفكك النفسي والاجتماعي. وسادت لديه أعراض الانحلال الأخلاقي والاجتماعي ومشاعر العزلة والاضطراب النفسي والعقلي”. ما الحل ؟ يؤكد الدكتور قطب أن الحل يكمن في العودة إلى قيم الإنسان الحقيقية، إلى دينه وأخلاقه، وإلى مقاومة المادية الطاغية في كافة جوانب حياتنا، وإلى التمسك بالقيم الأخلاقية، وتنشئة الأبناء على ذلك والتمسك بها، وعدم الانسياق وراء الحضارة المادية الغربية الطاغية التي أفقدت الإنسان معنى وجوده وإحساسه بذاته وفقدانه لقيمته الحقيقية أو عدم سعيه لتحقيق الهدف الذي هو قد خلق من أجله، والتمسك بقيمنا الأصيلة وأخلاقنا النبيلة وأن ننشئ أبناءنا على ذلك”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©