السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جولة جديدة من صراع «الصقور» و«الحمائم» حول اليونان

جولة جديدة من صراع «الصقور» و«الحمائم» حول اليونان
7 يوليو 2015 19:55
بروكسل (أ ف ب) التقى قادة منطقة اليورو، أمس في بروكسل، وسط انقسامات بينهم، لعقد قمة استثنائية تهدف، إلى بحث الفرص الضئيلة المتاحة لإنقاذ اليونان التي باتت على شفير الخروج من العملة الموحدة، بعد يومين على الاستفتاء الذي هز أوروبا. وسعت فرنسا وألمانيا اللتان تتقدمان منطقة اليورو مساء الاثنين لإيجاد موقف مشترك بينهما حيال الأزمة، فاتفق الرئيس فرنسوا هولاند والمستشارة أنجيلا ميركل خلال اجتماع في باريس على الضغط على رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس عبر مطالبته بـ «اقتراحات دقيقة» و«جدية» من أجل التفاوض على خطة مساعدة جديدة محتملة. غير أن أوروبا منقسمة الى معسكرين، معسكر الصقور المؤيدين لخط متشدد حيال أثينا، والذين لن يروا على الأرجح أي مانع في ترك اليونان تخرج من اليورو، وهو معسكر يضم ألمانيا ودول شمال منطقة اليورو وشرقها. وفي المقابل، هناك معسكر الحمائم، ويضم الدول التي تبدي المزيد من الليونة حيال اليونان، وفي طليعتها فرنسا ودول جنوب أوروبا، مدعومة من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. واعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، صباح أمس لاذاعة ار تي ال ان، «فرنسا تعمل، وستواصل عمل كل ما بوسعها من اجل ان تبقى اليونان في منطقة اليورو، لأنه مكانها، في قلب البناء الاوروبي». من جهته، قال يونكر أمس، في اول تصريح يدلي به منذ الاحد «ان عزمي واملي هو ان نتفادى خروج اليونان من منطقة اليورو». وقبل ساعات معدودة من قمة لمنطقة اليورو في بروكسل، راى يونكر ان «الوقت حان لنلتقي حول طاولة المفاوضات»، مضيفا «اريد ان نجتمع لايجاد حل»، ولو اننا «لن نجد هذا الحل اليوم» على حد قوله.غير ان النبرة مختلفة تماما في برلين، حيث كتبت صحيفة بيلد، الاكثر انتشارا في اوروبا والمعارضة بشدة لحكومة اليسار الراديكالي اليونانية، «اليوم نحن بحاجة الى المستشارة الحديدية».ورات ميركل، مساء الاثنين بعد اجتماعها مع هولاند، ان الاقتراح الاخير الذي قدمه الدائنون (المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي) «سخي»، وهو العرض الذي رفضه اليونانيون بغالبية ساحقة فاقت 60% في الاستفتاء الاحد. وفي اليونان، اعلن وزير المالية الجديد اقليدس تساكالوتوس، الذي خلف يانيس فاروفاكيس بعد استقالته في خطوة مهادنة من اليونان حيال الدائنين، ان اليونانيين «يستحقون ما هو افضل» من العرض الاخير، وانه لا يريد حلا «غير قابل للاستمرار». وشرع تساكالوتوس، الذي يعتبر اكثر اعتدالا من سلفه في لهجته من غير ان يكون بالضرورة اكثر ليونة، في تحركاته اعتبارا من بعيد ظهر أمس خلال اجتماع لوزراء مالية دول منطقة اليورو، قبل اجتماع رؤساء الدول والحكومات اعتبارا من الساعة 16,00 بتوقيت جرينتش. واحدى النقاط الرئيسة في المناقشات، ستتناول عبء الدين اليوناني الذي تطالب اثينا باعادة هيكلته، وهو موضوع ليس من المحظورات بنظر باريس، غير انه يبقى حساسا بالنسبة لالمانيا. وفي هذه الاثناء، تبقى المصارف في اليونان مغلقة حتى اليوم على اقرب تقدير، بعدما تعذر اعادة فتحها أمس كما كان مقررا، مع استمرار الرقابة المفروضة على الرساميل. ومساء الاثنين، قرر البنك المركزي الاوروبي، آخر مؤسسة تبقي الاقتصاد اليوناني على قيد الحياة بمنحها دعما ماليا للمصارف اليونانية، مواصلة عمله. غير انه شدد شروط منح القروض الطارئة التي يمد بها المصارف اليونانية، ما يزيد الضغط على المصارف ا في وقت نفدت سيولتها. وباتت خزائن اليونان فارغة او على وشك ان تفرغ، فيما يواجه هذا البلد خلال الايام المقبلة استحقاقات عدة، بعضها لدائنين من القطاع الخاص، انما اهمها استحقاق للبنك المركزي الاوروبي قدره مليارات اليورو في 20 يوليو الجاري. «عداء» اليونانيين و«تنديد» الأوروبيين يحرج صندوق النقد واشنطن (أ ف ب) يخوض صندوق النقد الدولي الجولة المقبلة من المفاوضات مع اليونان من موقع حرج، حيث يواجه عداء اليونانيين من جهة وتنديد الأوروبيين من جهة أخرى، سعيا لانتزاع تسوية واستعادة الأموال التي أقرضها لهذا البلد. وفي مؤشر إلى هذا التردد في موقفه، انتظر صندوق النقد الدولي حوالي 24 ساعة لإصدار موقف من نتائج الاستفتاء في اليونان، واكتفت مديرته العامة كريستين لاجارد بالإعلان أن «صندوق النقد الدولي أخذ علما بالاستفتاء الذي جرى في اليونان»، مضيفة: «نبقى على استعداد لمساعدة اليونان إذا ما تلقينا طلبا». لكن هل لا يزال الأوروبيون يرغبون في الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الصندوق؟. وجاء رد اليونانيين واضحا، إذ حمّلوا المؤسسة التي تتخذ مقرا لها في واشنطن مسؤولية «إجرامية» في سياسة التقشف الصارمة التي أدت إلى تراجع إجمالي ناتجهم الداخلي بنسبة 25% خلال خمس سنوات. أما باقي منطقة اليورو، فلم يحسم موقفه بهذه الطريقة القاطعة غير أنه لا يؤيد بمعظمه الصندوق. وبدعوته، الخميس، إلى منح اليونان مساعدة كبيرة جديدة وتخفيف عبء ديونها، أثار صندوق النقد الدولي استياء أقرب حلفائه في أوروبا ولاسيما ألمانيا، ما يهدد بإضعاف نفوذه. أوضح اشوكا مودي، الذي كان مهندس خطة المساعدة التي منحها صندوق النقد الدولي لأيرلندا، «طالما أن الصندوق كان ينفذ ما يتوقعه منه الأوروبيون، أي مطالبة اليونان بإجراءات أكثر صرامة، كانت رسالته تلقى آذانا صاغية». وأضاف: «لكن حين يقول أشياء لا يود الأوروبيون سماعها، عندها لا تعود الأمور تجري على ما يرام». وفي مطلق الأحوال، لم يكن بوسع صندوق النقد الدولي إثارة استياء الأوروبيين خلال قمة مجموعة اليورو أمس، إذ إنه لن يرسل أي ممثل للمشاركة فيها. فبعد خمسة أشهر من المفاوضات غير المثمرة، باتت المؤسسة تنتظر أفعالا والتزاما مزدوجا من الأوروبيين بشأن الديون اليونانية، ومن اليونانيين بشأن إصلاحات أليمة مطلوبة منهم. غير أن قدرة الصندوق على الضغط على أثينا باتت محدودة بعد تعثر اليونان في السداد الأسبوع الماضي، وفق ما أوضحت سوزان شادلر، المساعدة السابقة لمدير قسم أوروبا في المؤسسة. فبعد تخلفها عن تسديد 1,5 مليار يورو للصندوق، لم يعد في وسع أثينا قانونيا الاستفادة من موارده، لكن شادلر لفتت إلى أن «هذه القيود مصطنعة ويمكن الالتفاف عليها، إذا ما توافرت لدى الدول الأوروبية بمجملها إرادة سياسية في أن يلعب صندوق النقد الدولي دورا في الملف اليوناني يتضمن إقراض أموال». وتقرر أوروبا في هذه الحالة تسديد مستحقات الصندوق باسم اليونان أو منحها قرضا خاصا بهذا الهدف، ومثل هذه الخطوة ستلقى استحسان الصندوق، وهو الحريص على الدوام على طمأنة دوله الأعضاء إلى متانته المالية وعلى وضع الأوروبيين أمام مسؤولياتهم. قال الرئيس السابق لقسم الاقتصاد في المؤسسة كينيث روجوف، خلال مؤتمر عبر الهاتف، إن «صندوق النقد الدولي في وضع غريب، فهو مضطر إلى التعامل مع واقع أن هذه قد تكون أضخم ديون غير محصلة له، ويحاول قدر المستطاع دفع الأمور إلى ملعب الأوروبيين». وبالرغم من الانتقادات المنصبة عليه من مختلف الأطراف، فإن الصندوق ما زال قادرا على لعب دور «صانع السلام» بين بروكسل وأثينا في غياب أي طرف آخر يمكن أن يضطلع بهذا الدور، وقال شادلر بهذا الصدد إن الصندوق «قد لا يكون المؤسسة المناسبة لذلك غير أنه المؤسسة الوحيدة». ولتعزيز دوره في المفاوضات، قد يضطر الصندوق إلى إعطاء المثل وتليين شروط القروض التي منحها لأثينا، في رأي اشوكا مودي. وقال: «لا يمكن لصندوق النقد الدولي أن يدعو الأوروبيين إلى تخفيف ديون اليونان ويتركهم يواجهون العواقب، إن كان يتحتم تخفيف الدين، فلماذا يقتصر ذلك على الأوروبيين؟». تجديد تمثال «اليورو» في فرانكفورت فرانكفورت (رويترز) ربما تواجه العملة الأوروبية الموحدة أزمة وجودية في الوقت الحالي، إلا أن أعمال تجديد تمثال ضخم لشعار اليورو في مدينة فرانكفورت الألمانية لم تتوقف أمس الأول. ويقع التمثال الذي يصل ارتفاعه إلى 14 مترا في وسط المدينة حيث يوجد البنك المركزي الأوروبي، ولا يحظى التمثال ذو اللونين الأزرق والذهبي بإعجاب الكثير من سكان فرانكفورت ويقع أمام المقر القديم للبنك المركزي الأوروبي. وضمن أعمال تجديد للتمثال، هي الأكبر منذ 13 عاما، قام عمال بناء بتفكيكه بهدف إصلاحه بعد سنوات تعرض خلالها لهجمات محتجين. والتمثال ملك (فرانكفورتر كولتور كوميتي)، وهي منظمة لا تهدف إلى الربح. وتشمل أعمال التجديد تزويد التمثال بإضاءة الصمام الثنائي الباعث للضوء (إل.إي.دي)، وألواح جديدة بتكلفة تصل إلى 60 ألف يورو، وتمول أعمال التجديد من أموال مانحين، بينهم البنك المركزي الأوروبي والبنك الاتحادي الألماني وأفراد. وبدأت أعمال التجديد فيما تتعرض العملة الأوروبية الموحدة لأكبر اختبار لها، إذ يناقش صناع السياسة علنا خروج اليونان من منطقة اليورو بعد أن رفضت في استفتاء شروط خطة إنقاذ مالي. والتمثال من تصميم النحات اوتمار هورل، وهو من أكثر المعالم التي يتم تصويرها في فرانكفورت، وجاءت أعمال تجديده بعد جدل استمر سنوات. وقال هورل: «التمثال هو أبرز رمز للمدينة يتم تصويره وأشهر عمل فني فيها علاوة على أنه يجذب السياح، رغم كل هذا الجدل مازلت أعتبر الوحدة النقدية وجهود إبقاء أوروبا موحدة ومتماسكة أحد أعظم إنجازات القرن الحادي والعشرين». المفوضية الأوروبية ترغب في بقاء أثينا شتراسبورج (د ب أ) أعرب رئيس المفوضية الأوروبية، يان كلود يونكر، عن تأييده بشدة بقاء اليونان في منطقة اليورو، وقال صباح أمس أمام البرلمان الأوروبي في شتراسبورج، إنه ليس مسموحا لأحد حتى بالتفكير في إخراج اليونانيين. وشدد يونكر على ضرورة إعادة بدء المفاوضات مع أثينا مجددا. وفي الوقت ذاته، أحبط يونكر التوقعات المعلقة على اجتماع رؤساء دول وحكومات مجموعة اليورو أمس، وأشار إلى أنه لا يمكن أن يتم التوصل لحل خلاله. وأضاف: "وحتى إذا تم التوصل لحل اليوم، سيكون حلاً ضعيفاً للغاية". واستدرك قائلاً: "ولكننا سنمهد الطريق من أجل وضع الأمور في نصابها في إطار محادثات مشتركة وفهم متبادل وكذلك تسامح متبادل". ودعا يونكر رئيس الحكومة اليونانية ألكسيس تسيبراس لعرض تفسير للاستفتاء الذي تم إجراؤه الأحد في اليونان، مؤكداً أنه يحترم تصويت المواطنين. ولكنه قال: "أود أن أفهم"، مشيراً إلى أن مسألة الإصلاحات وإجراءات التقشف المقترحة من جانب الجهات المانحة، لم تكن مطروحة على الطاولة في الأساس في وقت إجراء الاستفتاء. وألقى يونكر مسؤولية الوضع المتأزم حالياً على عاتق أثينا، وقال: "إنه يتم إجراء مفاوضات في أوروبا حتى اللحظة الأخيرة، ولكن الحكومة اليونانية لم تفعل ذلك، وكان ذلك خطأ فادحاً". حدث ساذج برلين (د ب أ) انتقد وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابرييل، خطأ ضم اليونان لمنطقة اليورو، وقال في حوار مع مجلة «شترن» الألمانية: «إن دخول اليونان لمنطقة اليورو حدث بشكل ساذج للغاية بمنظور اليوم». وأشار إلى أن الأمر الأسوأ يتمثل في أن الجميع قد شاهد كيف انحدرت اليونان بشكل أعمق في براثن الأزمة. ودعا جابرييل، الذي يشغل أيضا نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لتفهم الوضع لأجل الشعب اليوناني، ودعا لبرامج مساعدات إنسانية في ظل الأزمة التي تواجهها اليونان عقب فقدان قدرتها على سداد الديون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©