أحمد السعداوي (أبوظبي) - تجمع على كورنيش أبوظبي، أمس، مواطنون ومقيمون، للمشاركة في تحري هلال شهر رمضان، عبر مجموعة من أحدث الأجهزة الفلكية، التابعة لمرصد الإمارات الفلكي المتحرك، أتاحت الفرصة أمام أكبر عدد من الجمهور لخوض هذه التجربة الفريدة.
ومع مغيب شمس، أمس، التفّ الحضور حول عدد من «التليسكوبات» الحديثة، آخذين في استشراف عالم النجوم والكواكب، والتطلع إلى أعماق السماء، بحثاً عن هلال الشهر الكريم، وتقرير بداية صوم أيامه، وقيام لياليه، كدأب المسلمين في كل عام، في أنحاء العالم كافة.
وقال المواطن سيف ملاح، أحد الشغوفين بعالم النجوم والكواكب الذي اصطحب زوجته وأحد أبنائه معه: «أحضر ليلة تحري رؤية الهلال بانتظام منذ سنوات عدة»، مشيراً إلى ما يحمله استطلاع الهلال من معنى خاص في نفسه، خاصة عند مشاهدته في أول ظهور له، لافتاً إلى ما يمثله الشهر الكريم من أهمية في قلب كل مسلم. وأفاد ملاح بأنه لم ير أمس أي بوادر لهلال رمضان، منوهاً بأن الاهتمام بالفلك وعلومه يعد من الهوايات الممتعة التي صاحبته منذ سنوات عمره المبكرة، وظل ينمّيها بالقراءة والمطالعة والمشاركة العملية في المناشط المتعلقة بالقطاع.
من ناحيتها، أوضحت المواطنة نورا العامري، زوجة ملاح، أنها تعايش هذه التجربة الممتعة للمرة الأولى في حياتها، حيث لم تكن تتوقع أن تكون بهذا القدر من الدهشة، خاصة أنها عرفت من خلال المحاضرة القصيرة التي ألقاها مدير مرصد الإمارات الفلكي المتحرك، قبيل غروب الشمس، معايير الرؤية الصحيحة للهلال، وكيفية تقرير بداية الشهور بشكل علمي.
وتابعت: «ازدادت سعادتي، كوني شعرت أني شاركت المتخصصين في تحديد بداية شهر رمضان، وهي بلا شك ستظل ذكرى جميلة، وتجربة مميزة أسعى لتكرارها الأعوام المقبلة».
من جهته، أكد المهندس ماجد مرسي (فلسطيني)، أنه من المهتمين بعلوم الفلك، ولديه هواية تأمل النجوم والمجرات عبر «تليسكوب» خاص به، يصطحبه معه في سيارته، ويتحين الوقت المناسب ليمارس هوايته المفضلة، حيث يخرج إلى الصحراء والأماكن المفتوحة، وينصب «تلسكوبه» ويتابع ما يحدث في أعالي الفضاء، بقدر ما يتيحه له جهاز «التليسكوب» الخاص به.
وقال: «هذا الأمر حدا بي للحرص على المجيء إلى كورنيش أبوظبي، ومتابعة تحري رؤية الهلال، عبر مجموعة «تليسكوبات» متقدمة، متاحة للجميع، ليشارك أهل الإمارات هذه الليلة الجميلة التي تحمل معاني وطقوساً خاصة في كل بلدان العالم الإسلامي».
أما جين بالي (فرنسي) فقال: «إنه شارك في هذا الحدث المميز، عبر كاميرته الخاصة، وأخذ يسجل تجمع الجمهور حول «التليسكوبات»، واستطلاعهم هلال الشهر الفضيل، كما استمتع برؤية السماء عبر هذه الأجهزة المتقدمة، في أجواء احتفالية، جمعت بين جنسيات عدة، على كورنيش أبوظبي».
عدد اليوم
