الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جدل مستمر في تركيا بشأن الخوف من «الأسلمة» وتقويض العلمانية

8 أكتوبر 2010 00:25
بعد 3 أسابيع من استفتاء دستوري انتهى بفوز الحكومة الإسلامية المحافظة في تركيا، ما زال المعلقون يتساءلون: هل هذا الانتصار الانتخابي مرحلة جديدة في حملة زاحفة لأسلمة البلاد؟ هذا السؤال الذي لا تنفك الصحف تتناوله بشكل يومي، طرحه مجدداً الأسبوع الحالي كاتب افتتاحية صحيفة “حريات دايلي نيوز” بـ”الإنجليزية” مصطفى اكيول بعنوان “خوف بخوف”. وبحسب الكاتب، فإن الخوف الأول ينتاب الأوساط العلمانية التي تخشى أن يجر حزب “العدالة والتنمية”، المنبثق عن التيار الإسلامي، البلاد إلى “الظلامية” عبر “الإسلاميين الذين يتسللون إلى كل المستويات”. ويشي الفوز الكاسح في الاستفتاء الدستوري الذي جرى في 12 سبتمبر الماضي، بانتصار رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان في الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو المقبل. ويخشى العلمانيون على المدى المنظور، أن يدفع تفوق أردوجان به إلى إقامة دكتاتورية ذات صبغة إسلامية. ويرى المدافعون عن العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، دليلاً على ذلك في تقارب تركيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، مع إيران وتدهور علاقاتها مع إسرائيل التي كانت من أقرب حلفائها. ويرى اكيول أن الخوف الآخر ينتاب أنصار الحكومة الذين يعتقدون أن “الحالة العميقة” التي تضم مدبري المؤامرات ضد حزب التنمية والعدالة “قد تضربهم في أي وقت وتكتسحكم”. وحتى أنهم يخشون من احتمال تدبير انقلاب عسكري على غرار ما فعل الجيش 4 مرات منذ ربع قرن، أو على الأقل أن يحاول الجيش بث الفوضى، وهو ما اتهم به مئات العسكريين والمدنيين الملاحقين أمام القضاء. والغريب في الأمر أن في كلا “نظريتي التآمر” توجه أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة، كما يرى محرر الافتتاحية. وكتب الصحفي قائلاً: “العلمانيين يعتقدون أن الإسلاميين تسللوا إلى مؤسسات الدولة مغتنمين الفرصة بمساعدة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وقوى عظمى مجهولة الهوية”. وتساءل أحد تجار النسيج في إسطنبول الذي يخشى، على غرار آخرين، أن يكون للنظام “أجندة خفية” لأسلمة البلاد: “الا يقيم فتح الله جولن الزعيم النافذ لمؤسسة إسلامية يقال إنه مقرب من القادة الأتراك، منذ سنوات في الولايات المتحدة؟”. في المقابل، يشير اكيول إلى أن “عدداً كبيراً من الإسلاميين يعتقد أن الولايات المتحدة (او على الأقل المحافظين الجدد) وإسرائيل وهنا أيضاً “القوى العظمى” مجهولة الهوية، تساعد الحالة العميقة”. وكان الرئيس عبدالله جول استغرب في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” الشتاء الماضي، الحديث عن “أجندة خفية”، مؤكداً أن “حزب العدالة والتنمية يتولى السلطة منذ 2002. إلا تظنون إنه كان لدينا ما يكفي من الوقت لتطبيق تلك الأجندة الخفية؟”. وقال أرجون اوبودون الأستاذ في القانون الدستوري في نقاش نظم الأسبوع الحالي في سفارة هولندا بأنقرة “أجندة خفية؟ لم أصدق ذلك أبداً”، مؤكداً أن حزب العدالة والتنمية لم يفعل شيئاً حتى الآن من شأنه أن يقضي على النظام العلماني.
المصدر: أنقرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©