أنور إبراهيم (القاهرة، وكالات)
لم تشمل الجوائز الفردية والجماعية التي أعلنت عقب انتهاء مباراة نهائي كوبا أميركا بين تشيلي والأرجنتين، جائزة أفضل لاعب في البطولة، وبدا الأمر وكأن هذه الجائزة حجبت، لكن حقيقة الأمر أن الصحافة الأرجنتينية كشفت النقاب عن أن ليونيل ميسي كان هو اللاعب الذي وقع عليه الاختيار لنيل هذه الجائزة، لكنه رفض فيما يبدو تسلم هذه الجائزة، والدليل الذي ساقته الصحافة الأرجنتينية على صحة هذا النبأ، إنها نقلت كلاماً للمدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي المدير الفني لمنتخب تشيلي، قال فيه: سألت ميسي عن سبب رفضه تسلم جائزة أفضل لاعب في البطولة، فأجابني قائلاً: لقد جئت لأفوز ببطولة مع منتخب بلادي، والألقاب الفردية لاتهمني، وأضاف سامباولي: لقد نال ميسي احترامي الشديد لقوله هذا الكلام.
الغريب في الأمر أن اللجنة المنظمة للبطولة لم تدل بأي تصريح في هذا الشأن، ولم تعلن رأيها بوضوح لإزالة اللبس الذي أحيط بحجب هذه الجائزة.
يذكر أن ليونيل ميسي سجل هدفاً واحداً في البطولة ولعب ثلاث تمريرات حاسمة، وأنه كان قد حصل على جائزة أفضل لاعب في مونديال البرازيل 2014 رغم خسارة منتخب بلاده أمام نظيره الألماني في المباراة النهائية.
من جانبه، وجه ميسي الشكر للجماهير التي ساندت المنتخب الأرجنتيني بعد الخسارة يوم السبت الماضي من منتخب تشيلي في المباراة النهائية لبطولة (كوبا أميركا). وكتب ميسي في صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك): «لا يوجد شيء مؤلم أكثر من خسارة مباراة نهائية، ولكن لا أريد أن أقضي مزيداً من الوقت دون أن أشكر الجماهير التي دائماً ما تساند المنتخب الأرجنتيني وتقف بجانبه في الأوقات العصيبة». ولم يتحدث نجم برشلونة الإسباني منذ خسارة منتخب بلاده، وغادر الملعب الوطني بمدينة سانتياجو بتشيلي دون أن يتحدث مع الإعلاميين.
وتوج ميسي مع برشلونة بثلاثية تاريخية هذا الموسم بعدما فاز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني وكأس الملك، وكان قاب قوسين أو أدنى من التتويج بأول بطولة له مع منتخب بلاده، ولكن مثلما حدث في بطولتي كأس العالم 2010 و2014 تراكم على ميسي الإحباط في مسيرته مع منتخب الأرجنتين، حيث إنه لم يتمكن من حصد أي بطولة معه.
من جانبه، اعتبر نويل سانفيسينتي المدير الفني لمنتخب فنزويلا الأول لكرة القدم أن بطولة كوبا أميركا الأخيرة بتشيلي شهدت حدوث أشياء «غريبة» فيما يتعلق بالقرارات التحكيمية. وقال سانفيسينتي خلال مؤتمر صحفي: «حدثت هناك العديد من الأشياء الغريبة». وأشار سانفيسينتي، على سبيل المثال، إلى أن الحكم البوليفي راؤول أوروسكو كان «مجحفاً» عندما قام بطرد المدافع الفنزويلي فيرناندو أموريبيرتا أمام بيرو في المباراة التي انتهت بفوز الأخيرة بهدف نظيف. وأضاف: «حدثت العديد من الأشياء غير الشرعية وبطريقة قذرة.. لقد كنا مثل الأيتام في هذه البطولة.. لقد حدثت العديد من الأشياء الغريبة».
وأعرب سانفيسينتي عن أسفه لعدم تأهل فنزويلا إلى دور الثمانية عقب سقوطها أمام البرازيل 2 - 1، مشيراً إلى أن مشاركة فنزويلا في تلك البطولة كانت «فاشلة» رغم المشاعر الإيجابية التي كان يشعر بها الفريق. وتابع: «الفريق لم يتمكن من الوصول إلى ما كنا نصبو إليه، ولكننا كنا مقتنعين بأنه بإمكاننا أن نصل إلى الدور الثاني». ودافع سانفيسينتي عن ضمه للمدافع جابرييل سيتشيرو والمهاجم نيكولاس فيدور الذي أحرز هدف فنزويلا الوحيد في مرمى البرازيل، بعد الانتقادات الواسعة التي تعرض لها من قبل الصحافة بسبب هذه الاختيارات، وفازت فنزويلا على كولومبيا بهدف نظيف قبل أن تسقط أمام بيرو والبرازيل في الدور الأول. واختتم سانفيسينتي قائلاً: «المنافسون فازوا بسبب أخطائنا.. البرازيل كانت تضغط بشكل مكثف في منتصف الملعب.. لقد كنا الأقرب للفوز على البرازيل».
وخلت مباريات كوبا أميركا من أعمال الشغب التي تشتهر بها مباريات كرة القدم في المنطقة، ويبدو أن التعاون مع الدول الأخرى من أجل منع دخول المشجعين المشاغبين نجح إذ لم ترد تقارير عن أعمال عنف خلال البطولة، لكن وسائل إعلام محلية في تشيلي ذكرت أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون خلال احتفالات صاخبة في شوارع تشيلي عقب فوز منتخب البلاد بكأس كوبا أميركا، وملأ عشاق كرة القدم في تشيلي الشوارع والميادين والحانات بعد فوز منتخبهم على الأرجنتين بركلات الترجيح 4-1 يوم السبت لتحقق تشيلي أول لقب لبطولة كبرى في تاريخها.
وقال كلاوديو أوريجو حاكم سانتياجو: «هذه أكبر احتفالات شاهدناها في تشيلي»، وذكرت صحيفة لا تيرسيرا أن شخصا قتل بالرصاص خلال الاحتفالات، وقالت إذاعة بيو - بيو المحلية إن شخصين قتلا وأصيب آخرون عندما صدمت سيارة بعض الجماهير التي كانت تحتفل في الشوارع.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن بعض الجماهير حاولت نهب المتاجر قبل أن توقفهم الشرطة.
وفي شأن آخر، أكد رئيس الاتحاد التشيلي لكرة القدم سيرخيو خادوي أمس الأول أن الأرجنتيني خورخي سامباولي باق في منصبه مدرباً لمنتخب تشيلي حتى مونديال 2018 في روسيا، وقال خادوي في تصريح للتلفزيون الرسمي «سامباولي لن يذهب، استمرارية المدرب مؤمنة حتى مونديال 2018 في روسيا»، وأضاف: «العروض مهمة جداً، لكن هناك اتفاق مع خورخي (للحفاظ عليه)، القضية مقفلة».
وكان سامباولي قاد تشيلي إلى إحراز كوبا أميركا التي استضافتها حتى السبت الماضي على حساب الأرجنتين بركلات الترجيح (صفر- صفر في الوقتين الأصلي والإضافي)، ونقلت صحيفة «ماركا» الإسبانية عن سامباولي (55 عاماً) تصريحات تحمل شكوكاً حول استمراره مع المنتخب التشيلي، حيث قال: «لدي عقد، لكن علينا أن نتطلع إلى الوضع ثم نرى ماذا سيحدث»، وأضاف: «علينا أن نراجع ذلك بهدوء، هناك عقد موجود، سنرى قريبا ًجداً كل شيء»، مشيراً إلى أنه ليس من السهل البدء مع فريق أوروبي الآن؛ لأن معظم الأندية بدأت استعداداتها للموسم المقبل.
عدد اليوم
