السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نبيهة الرفاعي:دخلت الفن مصادفةً

نبيهة الرفاعي:دخلت الفن مصادفةً
7 يوليو 2015 20:10
مجدي عثمان (القاهرة) فنانة الخط العربي نبيهة الرفاعي، لم تكن تعلم أنها ستصل في هذا المجال الفني إلى درجة الأستاذية ومرتبة الجوائز، فها هي في يوم شديد الحرارة أمام مدرسة تحسين الخطوط العربية، تغصبها شقيقتها فاطمة على الدخول للسؤال عن إجراءات الالتحاق، فتتأفف وتغضب وتحاول تأجيل تلك الزيارة. تقول نبيهة عن علاقتها الأولى بفن الخط العربي: عندما كنت في السنة النهائية في الجامعة، انشغلت إحدى القاعات بمعرض للخط العربي، وكانت أعمال المعرض منفذة على ورق أبيض من أوراق الطابعة العادي والبسيط أو الخفيف، ووقفت أمام كلمة «خط الثلث» مشدوهة بمعنى الكلمة، واقترحت وقتها على زميلتي أن نلتحق بمدرسة الخطوط العربية، فاستنكرت الفكرة وقالت ضاحكة «لما نخلص الكلية الأول»، وانتهينا من الدراسة الجامعية وتناسيت موضوع الخط لمدة سنة كاملة، وفي أحد الأيام مررت وأختي فاطمة بالشارع حيث تقع المدرسة، فطلبت مني أن ندخل لنسأل عن الأوراق المطلوبة للتقديم في مدرسة تحسين الخطوط، وكان يومها الجو حاراً جداً، فقلت لها بغضب: فلنؤجلها ليوم آخر، ولكنها أصرت على الدخول، فدخلنا وأنا في قمة تأففي وغضبي، ووجدنا أن الأمر بسيط، والدراسة بعد شهر تقريباً، والتحق ثلاثتنا أنا وأختي وأخي أحمد لحبنا للخط العربي والفنون عموماً، وكان لي ابن عم التحق بمدرسة تحسين الخطوط في فترة الستينيات من القرن الماضي، ولكنه لم يكمل دراسته فيها، فكنت أحب أن أحادثه عن الخط وأستمتع بذلك. اختبار تجريبي وتضيف أن أول عمل خطته يداها هو الآية الكريمة «إياك نعبد وإياك نستعين»، وكانت في مرحلة ما قبل الالتحاق بمدرسة الخطوط، حيث كانوا يجرون اختباراً تجريبياً في البداية، ومن يجتازه ينجح في الالتحاق بالمدرسة، وأن تلك المرحلة كانت بالنسبة لها صعبة جداً، فهي المرة الأولى التي تمسك فيها بالقصبة «قلم الخط» وتكتب خطاً عربياً بالحبر، وكان ذلك في صيف العام 1997. وتؤكد أن خط النسخ على الرغم من صعوبته، حيث يُكتب بقلم صغير، ويسمونه «الخط البديع»، إلا أنها قد تخصصت في كتابته في مرحلة التخصص عندما كانت تدرس في مدرسة تحسين الخطوط العربية بالمنصورة، وكان جميع أساتذة الخط وكبار الخطاطين يوصون بنماذج الخطاط الكبير شوقي، موضحين أنه وصل بخط النسخ إلى مرحلة عالية من الجودة والإتقان والمرونة، وتنصح دارسي الخط العربي، أن يلازموا التعليم المباشر عن أستاذ خط في بداية الأمر ليتعلموا منه طريقة الإمساك بالقلم وكيفية تجهيزه للكتابة والاستمداد من المحبرة، وإنهم يمكنهم بعد ذلك أن يتواصلوا مع أساتذة الخط عبر شبكة الإنترنت، حيث إن التدريس بالطريقة المباشرة مفيد ومهم جداً في بداية تعلم الخط باعتباره من الفنون التي تعتمد على الشرح العملي والنظري المباشر. استفادة عظيمة وتضيف أنها وغيرها من خريجي مدرسة تحسين الخطوط قد تعلموا مدة 6 سنوات بطريق مباشر، ثم أمكنهم التواصل مع عالم الإنترنت، والاشتراك في منتديات الخط العربي، فكانت الاستفادة عظيمة من آراء أساتذة الخط الكبار، حتى أن بعضهم كان يصحح لهم باللون الأحمر ثم يعيد إرسال التمرين بعد تصحيحه، وأحياناً يرسم لهم طريقة سريان القلم من اليمين للشمال أو من الأعلى إلى الأسفل والعكس، موضحة أن شهادة أساتذتها على تطور مستواها، شيء عظيم، كما أنها حافز قوي لاستمرارها، وتساوي بينها وبين الإحساس بالفرحة عند الفوز بأي جائزة. مدارس الخط وتوضح الرفاعي أن كثرة مدارس الخط العربي في جمهورية مصر العربية ساعد على الاحتفاظ بمكانتها الريادية حتى الآن في هذا المجال، وإنها تستقطب طلبة الخط على مستوى العالم، ويتخرج فيها الكثيرون سنوياً، إلا أن ضعف الإقبال على تعليم الخط في تلك المدارس مرجعه لضعف الحالة الاقتصادية، حيث يحتاج الخط لدورة طويلة حتى تستطيع أن تتكسب منه، وربما يعاني البعض من طول هذه الفترة فينصرف لحرف أخرى وأعمال تدر عليه دخلًا في وقت أقصر. وتتمنى أن تعود الزخرفة المصرية متربعة على عرشها السابق، حيث الزخارف النباتية الإسلامية في العصر الفاطمي، والعصر المملوكي الذي بلغ أوج قمته، قبل أن تدخل في طي النسيان، موضحة أن الخط والزخرفة يتفقان في المرونة ودراسة الكتلة والفراغ والتناسب بينهما، كما أنهما يتفقان في النهاية في الجمال، وليس بالضرورة أن يكون الخطاط مزخرفاً، ولكن دراسة الزخرفة ستضيف له مزيداً من القدرات الفنية وتطويع اليد. أسرار الحروف ولدت نبيهة الرفاعي في مدينة بوسعادة الجزائرية، وقد زارت الجزائر العام قبل الماضي في إطار دعوة لحضور المهرجان الدولي للخط العربي، والتقت هناك بالعديد من الخطاطين الجزائريين الذين يملكون، على حد قولها، ملكة الكتابة «الارتجالية»، ولديهم قدرة على استخراج أسرار الحروف، كما أن لهم طريقة متميزة في كتابة خط النسخ تُعين في إتقانه. وعن الاهتمام الرسمي بالخط العربي تقول: يجب أن نفرق بين اهتمام الدولة بالخط من حيث المعارض والملتقيات والمسابقات كدولة الإمارات، وبين الدول التي تحتضن عددا كبيرا من الخطاطين كإيران وتركيا ومصر، ولعلها قسم قسمها المولى بين تلك البلدان ليزدهر الخط في كل مكان، وربما ميراث الدول الأخيرة من الخط والخطاطين على مدار العقود الماضية كان سبباً في انتشار الخط فيها. وتقول نبيهة إنها كانت تكتب خط الثلث وما زالت، ولكنه بنسبة أقل مقارنة بخط النسخ، وتفكر بالعودة إليه ودراسته مرة أخرى، باعتباره عميد الخطوط، وإنهم قديماً قالوا من أتقن الثلث على الدوام أعانه في سائر الأقلام، مؤكدة أن ذلك لن يتأتى إلا بالمران المستمر، وأن الخطوط جميعها تحتاج أن نبذل لها من وقتنا الكثير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©