دبي - محمود الحضري:
قال رجال الأعمال عبد الحكيم البناي المدير العام لشؤون مجموعة ''إيه تي إيه - إسكون'' الإماراتية إن حالة الانتعاش الاقتصادي التي تعيشها الإمارات نتاج استثمار حقيقي وبرامج اقتصادية وتنموية تستند إلى رؤية استراتيجية وهذا بدوره عزز من مركز الإمارات كمنطقة جذب واستقطاب للاستثمار المحلي والإقليمي والأجنبي نظراً لما تتمتع به الدولة من استقرار اقتصادي وتمتلك عناصر ما نستطيع تسميته بالأمن الاستثماري
وأفاد عبد الحكيم البناي - الذي كان يتحدث إلى مجموعة من الصحفيين - أن الطلب على العقارات قائم ويواصل النمو، مشيراً إلى أن الطلب حقق نمواً في العام الماضي 25 بالمئة في بعض المناطق، ولن يقل خلال العام الجاري عن 10 بالمئة، موضحاً أن القول بوجود انخفاض في مبيعات العقارات قول غير دقيق، وهذا ما تؤكده أرقام مبيعات المشروعات التي تنفذها مجموعة (إي تي إيه - إسكون) والتي تشهد طلباً بالرغم من أن العديد منها مازال تحت التنفيذ
ويرى البناي الاستثمارات العقارية والقطاع العقاري بصفة عامة بعيد عن تكرار حالة الانهيار التي شهدتها الأسهم في الشهور الماضية، بل القطاع العقاري سيظل المجال الأكثر أماناً والمضمون لاعتماده على أصول ثابتة، وليس مجرد تداول ورقي، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة بدأت تشهد حالات انتقال من الاستثمار في الأسهم إلى القطاع العقاري وقطاعات أخرى خصوصاً الخدمية استناداً إلى سياسة البحث عن مجالات استثمارية أقل خطورة من الأسهم
ويؤكد البناي أن صورة القطاع العقاري اختلفت كلياً عن الوضع قبل ثلاث سنوات، فقد كانت هناك مبالغة في الربحية المتوقعة، ولكن مع دخول شركات جديدة للسوق واتساع الخارطة العقارية، بما في ذلك عدم انحصار الأمر في الرفاهية، فقد ساهم كل ذلك في ايجاد صورة واقعية للقطاع العقاري تتفق ومفردات الواقع الراهن والعائد المناسب
ويرى مدير مجموعة (إي تي إيه - إسكون) بأن الإمارات ستظل محور اهتمام المستثمرين خلال السنوات المقبلة، بالرغم من تكرار وتقليد مشروعاتها في دول الجوار، ويرجع هذا الاهتمام المتوقع لتعدد المبادرات والأفكار الابتكارية في الدولة، سواء على الصعيد السياحي والعقاري والبنى التحتية وصناعات الخدمات مثل الطيران
وأشار إلى أن مشروعات مثل (مترو دبي) و(ووارلد دبي مطار جبل علي) و(بوادي) في دبي لاند، ومشروعات أبوظبي التنموية وغيرها من المشروعات ستخلق مجتمعات اقتصادية، وتجمعات عمرانية جديدة ستستقطب استثمارات ورؤوس أموال
وأكد البناي أن مجموعة (إي تي إيه) لا تستثمر في قطاع الأسهم والتداول فيها، ولكنها من مؤسسي بعض الشركات وعائدات الشركة التي بلغت 9,2 مليار درهم عام 2005 ناتجة عن استثمارات وأعمال 14 شركة تابعة للمجموعة تتنوع أنشطتها بين البناء والعقارات والمقاولات والهندسة والتجارة العامة والملاحة البحرية وصياغة الذهب والتعلم والتكنولوجيا ووكالات السفر والسياحة
وقال إنه يرى أن ما حدث ويحدث في سوق الأسهم ليس وراءه سبب واضح ومقبول اقتصادياً، فما حدث في قطاع الأسهم من انهيار للأسعار لا يتفق مع الاوضاع الاقتصادية في الدولة وما تشهده من استقرار ونمو، وبالتالي فإن السوق يشهد حالة تحول من المضاربة إلى الاعتماد على سياسة الاستثمار الحقيقي وأضاف: هناك من يرى أن ما يحدث في سوق الأسهم يعود لأسباب نفسية لكونه سوقا جديدا على المستثمرين، كما أن معظم ما يجري انعكاس لما يحدث في الأسواق الأخرى، وخطوة خطوة ستعود الأمور للوضع الطبيعي
25 مليار درهم استثمارات المجموعة وأفاد عبد الحكيم البناي بأن نمو مجموعة (إي تي إيه - أسكون) جزء من النمو الاقتصادي للدولة، خاصة أن تأسيسها تزامن مع تأسيس الدولة، حيث انطلقت المجموعة في عام 1973 وتتجاوز استثماراتها حالياً 25 مليار درهم وحققت عوائد في العام الماضي 2,5 مليار دولار (9,2 مليار درهم)، وتعكف على دراسة الاستثمار في العديد من المشروعات التي تصب في التنمية الاقتصادية للدولة، وتتنوع هذه المشروعات بين الصحة والتعليم والعقارات والترفيه الرياضي والمشروعات السياحية، كما ندرس إصدار جريدة اقتصادية متخصصة
وأشار إلى أن المجموعة تعمل على تنفيذ خطة للتوسع في أنشطتها داخل وخارج الدولة، ولديها برامج محددة الأهداف، لزيادة حجم استثماراتها في الدولة خلال السنوات الخمس المقبلة بنسبة لا تقل عن 25 بالمئة من الحجم الحالي، مشيراً إلى أن مشروع (تاج) العقاري أحدث مشروعات الشركة بتكاليف 1,2 مليار درهم، بينما تنتشر استثماراتها في 14 دولة في المنطقة
وكشف عبد الحكيم البناي عن خطة الشركة للاستثمار في القطاع الصحي والتعليمي، مشيراً في هذا الشأن إلى انشاء مستشفى دولي في رأس الخيمة بطاقة استيعابية قدرها مائتا سرير ومستشفيين في دبي ومن المقرر الانتهاء منها خلال العام 2007
وأضاف: من أبرز المشاريع الحالية التي تنفذها المجموعة مشروع مدينة (دبي لايف ستايل) في دبي لاند ومشروع قطار دبي المرحلة الاولى منه، أما بشأن الاستثمارات العقارية فإن المجموعة بصدد الانتهاء من مشروع (مارينا 23) الذي يتألف من 90 طابقاً في (مارينا دبي) باستثمارات تزيد عن المليار درهم، منوهاً إلى أن دبي مازالت قادرة على استيعاب الطفرة والنمو العقاري لسنوات مقبلة، كما أن سعر متر الأرض في دبي هو الأعلى على مستوى العالم·
وقال البناي: ستقوم المجموعة خلال الفترة المقبلة بالإعلان عن الكثير من المشاريع العقارية خاصة مع تحول المنطقة إلى منطقة جذب سياحي وخصوصاً دبي، مشيراً إلى أن المجموعة تلقت طلبات دولية للاستثمار في القطاع العقاري الذي اختلف في الشكل والنوعية مع اتساع رقعة المنافسين
وأوضح عبد الحكيم البناي بأنه مع إقرار نظام التملك الحر في العقارات للمستثمرين الأجانب في أبوظبي ودبي بدأت انطلاقة جديدة للاستثمار العقاري لشركة (إي تي أيه ستار) التابعة للمجموعة من خلال برنامج لتطوير العديد من المشروعات السكنية والتجارية، في مرسى دبي وأبراج بحيرات الجميرا ومركز دبي المالي العالمي والنخلة جميرا، وجميعها تتبع سياسة التملك الحر، إضافة إلى مشروعات عقارية أخرى للإيجار، حيث تمتلك المجموعة أربع بنايات في منطقة ديره·
وكشف عبد الحكيم البناي عن مباحثات بين المجموعة الإماراتية ومستثمرين مصريين لانشاء مصنع لانتاج الاسمنت في مصر، وجار المناقشات بشأن طبيعة هذا المصنع، ليضاف إلى مصانع المجموعة في أبوظبي ودبي والفجيرة وعجمان ومصانعها في السودان وقطر والبحرين وقال: من بين خطط الشركة التوسع في قطاع المواصلات من خلال شركة (كارس) بهدف تكوين أسطول من السيارات لتوفير أفضل الخدمات يضاف إلى أسطول شركتي تاكسي الاتحاد والمدينة في الشارقة والتابعتين للمجموعة
عدد اليوم
