الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أمراض الكبار تغزو المدارس.. والتغذية «سلاح الطالب»

أمراض الكبار تغزو المدارس.. والتغذية «سلاح الطالب»
16 فبراير 2016 09:30
مريم الشميلي (رأس الخيمة) الإصابة بالسمنة والسكري، ثمن باهظ يدفعه الطالب بسبب أنماط الغذاء غير السليمة، ما يستوجب تشديد الرقابة على الأغذية المعروضة للبيع في المقاصف المدرسية، ومنع الطلبة من جلب الأطعمة غير الصحية معهم إلى المدرسة. وبعدما أظهرت الإحصائيات أن 15? على الأقل من الطلبة يعانون من السمنة، ومهددون بأمراض أخرى منها السكري وضغط الدم، يشدد أولياء أمور وتربويون وخبراء التقتهم «الاتحاد» على ضرورة رفع مستوى الثقافة الصحية لدى طلبة المدارس في مختلف المراحل الدراسية، وإدراج التوعية الصحية بالمناهج الدراسية. يقول المواطن خالد صالح الطنيجي «أب لثلاثة أبناء مصابين بالسمنة»، إنه يتبع مع أبنائه حمية غذائية مكثفة بهدف التقليل من وزنهم، لتجنب تعرضهم للأمراض، خاصة مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، مشيراً إلى أنه رغم مراقبته الدائمة لهم في المنزل وخارجه فإنه لا يمكنه مراقبتهم داخل الحرم المدرسي بشكل دائم، وهذا الأمر يقف عقبة في وجهه، مطالباً بضرورة تركيز برامج التوعية والرقابة بالمدرسة على الأطعمة والمواد الدهنية والسكاكر التي يجلبها الطلبة داخل المدرسة. أطعمة من خارج المدرسة وقالت خلود سالم الطنيجي، أم لطالبين أحدهما في الصف السابع، والآخر في الصف الثاني التأسيسي، إن نوعية الطعام المقدمة في المدارس لا تأتي على هوى الطلبة، على حد تعبيرها، وأغلب المأكولات التي تباع في المقصف المدرسي لا يحبها الطلبة، الأمر الذي يدفعهم إلى توفير الأطعمة من خارج الحرم المدرسي وجلبها معهم إلى المدرسة، مشيرة إلى أن معظم هؤلاء الطلبة في الحلقة التأسيسية الأولى. وطالبت بتوزيع استبانة على الطلبة، أو أولياء الأمور، لتوضيح مدى رضاهم عن الأطعمة والأغذية الموزعة على رياض الأطفال والمدارس، ويتم بناء على نتائجها توجيه المورد الخاص بالأغذية لتوفير المنتجات الغذائية التي تناسب الطلبة وتنال رضاهم. الثقافة الصحية وبينت منال (س، ط) ممرضة بإحدى المدارس التأسيسية في منطقة رأس الخيمة التعليمية، أن الطواقم التمريضية الموزعة على مدارس ورياض الأطفال بالإمارة تنظم عدداً من الفعاليات والأنشطة التوعوية والعلاجية والوقائية بشكل دوري، بالإضافة إلى تنفيذ برامج وخطط سنوية لتعزيز الثقافة الصحية ضد مرض السكري، والتعامل معه بهدف تقليل نسب المصابين به، وتفعيل برامج طبية غذائية مدروسة لعلاجهم، وتعديل نمط الحياة الخاص بهم وتغيير العادات السلبية، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات ذات الصلة. وأوضحت أن نسب الأطفال والطلاب المصابين بالوزن الزائد في ارتفاع، وذلك بسبب نمط الغذاء غير الصحي، والتي تسعى المنطقتان الصحية والتعليمية إلى تقليصها والقضاء على الأمراض المزمنة، مثل السمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم. تعاون مشترك وقالت التربوية منى حمد: إن إدارات المدارس تسعى وبشكل دائم إلى خلق تعاون مشترك بين الإدارة والمنطقة الطبية والمنطقة التعليمية والتثقيف الصحي، منوهة إلى أن عدداً من المدارس وضع برنامجاً غذائياً للوجبات الموزعة على الطلبة في المقاصف المدرسية، على ألا تحتوي على المشروبات الغذائية، والسكاكر، والأغذية المسببة للسمنة، والسكري، واستبدالها بالفواكه، وبسكويت النخالة، ومنتجات الألبان. وأضافت: تعمل المدارس ورياض الأطفال على تقليل نسبة السمنة والبدانة بين طلابها وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض السكري، خصوصاً أن عدة دراسات ميدانية أجرتها جهات متعددة مثل قسم التثقيف والإعلام الصحي بالإمارة والصحة المدرسية، وبينت وجود مؤشر زيادة في معدلات زيادة الوزن والسمنة بين الطلاب والطالبات، والذي هو عنصر رئيسي في انتشار أمراض السكري والضغط وآلام المفاصل. مسؤولية الأسرة والمدرسة وأشارت أسماء الملا، اختصاصية تغذية، إلى أن المسؤولية تقع على الأسرة والمدرسة، وذلك بتشديد الرقابة على الطفل والطالب، ناهيك عن أهمية التوعية في المدارس والمنشآت التعليمية بخطورة التغذية غير السليمة مثل السكاكر والحلويات والدهون وغيرها. وأوضحت أنه يجب على الوالدين منع طفلهما من تناول الحلويات والشكولاتة والعسل والمربات العادية، وشراء منتجات مماثلة لها قليلة السعرات الحرارية المخصصة لمرض السكري، وكذلك على الأم عند إعداد الحلوى في المنزل الأخذ في الحسبان حالة طفلها المريض، ويجب على الوالدين مراقبة طفلهما، خاصة المصابين بالسكري، وهل تناول وجبته كاملة أم زاد عليها أو أنقصها؟ وعلى هذا الأساس يمكن زيادة أو نقص الكمية في الوجبة التالية لنتحكم في مستوى الأنسولين. سكري الأطفال وقالت: لابد من الأخذ بجملة من الاحتياطات التي تمكن الأهل من إحكام المراقبة وتنظيم الحياة اليومية للطفل المصاب بالسكري وتوفير غذاء متوازن، بحيث لا يحتوي على المواد السكرية البسيطة، والتي تتوفر بكل طعام ذي مذاق حلو مثل الحلويات والمشروبات الغازية، والعصائر غير الطبيعية المحلاة، والعلكة، وغير ذلك من الحلويات المصنعة غير المفيدة. التحصيل العلمي وأوضحت ابتهال حسن معلمة مجال ثاني حلقة أولى، أن سوء التغذية الصحية لطلاب المدارس يؤثر وبشكل مباشر على مستواهم وتحصيلهم العلمي، خصوصاً إذا كان الطالب يعاني من الأمراض المزمنة، وهنا يتوجب على الأطراف المشاركة والبيئة المحيطة بالطالب التنبه للمشكل. تفعيل برامج التوعية أكد مصدر بالصحة المدرسية في رأس الخيمة، تفعيل برامج التوعية، والكشف الدائم على الطلبة بمختلف المراحل العمرية، لتقليل أمراض العصر التي قد تصيبهم ومنها السكري والبدانة، والتي يعانيها عدد من طلبة المدارس باختلاف فئاتهم العمرية، وتتفاوت من مرحلة رياض الأطفال وصولاً إلى الثاني عشر، معتمدين على جانبين أساسيين في خطط مشتركة بين المنطقتين التعليمية والطبية. وأضاف: يشمل الجانب الأول الخدمات الوقائية والتعزيزية، و تتمثل في برنامج الفحص الطبي الشامل على الطلاب المستجدين، وبرنامج التثقيف الصحي والتوعية الصحية، وبرامج صحة الفم والأسنان، والمدارس المعززة للصحة، وفحص العيون، والسمنة، والتدخين، والمدارس صديقة الربو. وأضاف: أما الجانب الثاني، فيتضمن الخدمات العلاجية، والتي تتمثل في الكشف المبكر عن الأمراض والعلاج الأمثل بمركز الصحة المدرسية ومراكز الرعاية الصحية القريبة من المدرسة وتحويل الحالات التي تتطلب رعاية مقدمة من المستشفيات، إضافة إلى حصر قوائم الطلبة الذين يعانون مشاكل صحية مزمنة، كالربو والسكري وأمراض القلب، ومتابعتهم بشكل دوري مع إدارة المدرسة والأسرة. عشوائية الغذاء اختصاصية التغذية أسماء الملا، بينت، أن هناك مجموعة من الطلاب والطالبات الذين يعانون أمراض السكري والسمنة الزائدة في مختلف المراحل السنية في مدارس ورياض المنطقة التعليمية بنسبة لا تقل عن 15% كأقل تقدير، ناهيك عن طلاب وطالبات مستعدين، أيضاً، كوضع صحي ضعيف، أن يكونوا بنفس دائرة الأمراض المزمنة، والسبب في ذلك وصولهم عند خطوط المرض، نتيجة العادات الغذائية غير السليمة، ونمط الحياة العشوائي في تناول الأغذية، وقلة رقابة الأهل والبيئة المحيطة حولهم في المدرسة، منوهة إلى أن المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية بالإمارة بشكل خاص تشهد ارتفاعاً ملحوظاً بأعداد مرضى السكري والسمنة التي قد يكون البعض منها وراثياً والآخر مكتسباً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©