الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راشد الحبسي: كنا نتحرى «الأهلة» بالعين المجردة

راشد الحبسي: كنا نتحرى «الأهلة» بالعين المجردة
25 يوليو 2014 22:35
وصف راشد الحبسي من منطقة البريرات الجبلية في رأس الخيمة البيئة الجبلية بأنها تعد من أجمل البيئات التي تتوافر بها مختلف العناصر، موضحا أن لرمضان زمان طعما خاصا ميزه مثل كيفية تحري الهلال، والأكلات الشعبية الغنية، والطقوس الاجتماعية السائدة حينها. اختلاف الزمان أشار الحبسي إلى أن رمضان اليوم تغير كثيرا عن الماضي ولكن مازال أهل الإمارات يحافظون على ممارسة بعض العادات لتناقلها بين الأجيال ومنها ، تجمع الأسر في رمضان وكل أسرة تحاول أن تجمع حولها كل أفرادها في هذا الشهر الفضيل، منوها إلى أنه كان في الماضي يتم التعرف على حلول رمضان من خلال استطلاع هلالي رمضان وشوال، موضحا أنه كان يقف أهل الخبرة وكبار السن على البحر لاستطلاع الهلال بالعين المجردة من دون الحاجة لاستخدام مناظير أو أدوات تقنية، حيث كانت السماء صافية والجو خالياً من التلوث البيئي السائد الآن، وكذلك الحال عند استطلاع هلال شهر شوال. وقال إن مدفع رمضان عرفناه قبل عشرات السنين، حين كانت المدافع تطلق من القلاع والأماكن المرتفعة، وظل هذا التقليد إلى السنوات القليلة الماضية، حيث اختفت مدافع رمضان في كثير من الإمارات، وحل محلها الوسائل الحديثة، في إشعار الصائم بموعد إفطاره، كما يتم استقبال الشهر الفضيل قديما بدوي الطلقات المدفعية الرسمية والعيارات النارية المتلاحقة من البنادق الشعبية لتعبر عن عمق الفرحة وبالغ السرور، ولتعلن عن بشائر الخيرات والفضائل والبركات. وحول المأكولات الشعبية في رمضان، قال الحبسي «تتميز الأكلات الشعبية في الإمارات بكثرتها وتنوعها فضلا عن طعمها الطيب ورائحتها الذكية المميزة خاصة المأكولات التي تطهى في رمضان المبارك والأفراح والأعياد والمناسبات الاجتماعية، حيث تعد من أبرز مظاهر التراث الإماراتي إذ تحضر في الفعاليات التراثية المتباينة التي تقام في مختلف إمارات الدولة. وتتنوع الوجبات التي تقدم في المناسبات وتقتصر على أطباق تختصر من خلالها النساء ثقافة المطبخ الإماراتي». وأضاف الحبسي «لا تخلو مائدة طعام الإفطار الإماراتية من الحلويات مثل اللقيمات والعصيدة والخنفروش والقرص العقيلي والهريس التي تعد وجبة شعبية تتركب من القمح المجروش واللحم، وكان يستغرق طبخها وقتا طويلا ومع تطور أواني الطبخ وظهور قدور الضغط ساهمت كثيرا في الانتهاء من عملية الإعداد للهريسة في وقت أقل. وتقدم بوضعها في أطباق مسطحة وتسوى بطريقة معينة ويضاف إليها كمية من السمن البلدي وتوضع على الموائد كوجبة شهية»، متابعا «هناك نوع اخر من أنواع الأكلات الشعبية وهو الثريد او الخبز المغموس بمرق اللحم والخبز المستخدم في الثريد ويقدم للأكل ويكثر عمل الثريد عادة في أيام شهر رمضان المبارك حيث يعتبر فطورا لكثير من الناس». تأقلم مع الصعاب ذكر الحبسي أن أهالي المناطق الجبلية في رأس الخيمة تأقلموا مع طبيعة حياة الجبال، التي كانت قبل الاتحاد تتميز بمشقة كبيرة وصعوبة من حيث الطرق الوعرة والخطرة عليهم، حيث كانوا يحرصون على بناء مساكنهم في الأماكن المرتفعة تجنبا للوديان التي كانت تهدد البيوت في المناطق المنحدرة، منوها إلى أنهم كانوا يمارسون أعمال الزراعة وتربية المواشي التي تمثل المصدر الأساسي لرزقهم منذ الصباح الباكر، كما يبيعون المنتجات من الألبان والمواشي ويستفيدون من تجارتها للقرى المجاورة والمدن في رأس الخيمة، مضيفا أن الرجال يقومون بأعمال الحراثة والسقي والعناية بالأشجار وفرش الأراضي التي تزرع فيها الحبوب مثل القمح والشعير والذرة، وكان اعتماد السكان في الري على الأفلاج وكانوا يتناوبون عليها فيما بينهم، ولا يقتصر العمل على الرجال بل يشارك به الصغار الذين يتولون رعي المواشي، فيما تقوم المرأة بنقل المياه وجمع الحطب، وتشارك أيضا في بيع المنتجات اليدوية والنباتات، كما كانت تقوم المرأة بصناعة بعض الفخاريات التي تصلح للاستخدامات المنزلية ويوضح «تحتضن البيئة الجبلية أيضا الرحى الخاصة بطحن الحبوب من قمح وشعير وجريش والتنمور وهو فرن الخبز يرتفع عن سطح الأرض نحو متر ويخبز فيه خبز سفاع وخبز لكيش، كما تضم هذه البيئة حجرة صغيرة لصيد النمور والأسود وصيد الصقور وكينون بين الدجاج والزرب، وهو بيت الماعز والوعب، وهو حقل الزراعة والينور لاستخراج الحب وتمثل الماعز والضأن والجمال في بطون الأودية، هي الثروة الحيوانية عند البيئة الجبلية ويستفيد الأهل من إنتاجها في مأكلهم ومشربهم وملبسهم وأثاثهم وأدواتهم وزراعاتهم». ويتابع «كما يعتمدون على الحمير والكلاب في الاستخدام الخاصة بها. ويحصلون على الماء من خلال البرك والمورد والفلج والكسفة أي الأخدود والشاق. أما ثروتهم الشجرية فهي النخل والتين والزراعية الحب من قمح وشعير والحطب وقودهم والنباتات البرية كاليعدة والصبار والسد والعنزروت والغتة أدويتهم والبندقية والسيف والكتارة والسكين والجرز أسلحتهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©