الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمد الفلاسي: التواصل مع المبتعثين خفف وطأة الشوق إلى الوطن

حمد الفلاسي: التواصل مع المبتعثين خفف وطأة الشوق إلى الوطن
26 يوليو 2014 06:49
الدكتور حمد الفلاسي، أحد الكوادر الإماراتية المثابرة في عملها، ويشغل حالياً منصب مدير أول لقسم البيئة والصحة العامة والسلامة في مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة بدبي، والتي التحق فيها منذ أربع سنوات بعد انتهائه من دراسة الماجستير في إيطاليا، وخلال هذه الفترة استطاع أن يضع بصمات عبر المشاركات الداخلية والخارجية التي تصب في خدمة الوطن والسلامة البيئية. ولرمضان في الغربة ذكريات عند الفلاسي لا يزال يحتفظ بها في سجله المعنوي. خاصة أنه تزامن مع بدء برنامجه الدراسي في إيطاليا، إلا أنه استطاع بالتآزر مع المبتعثين الآخرين تجاوزه، متغلباً على مشاعر الحنين للأهل والوطن. عن ذكرياته مع رمضان أثناء الدراسة، يقول: إنه تزامن مع اليوم الرابع لبدء برنامج الدراسة، ويضيف: «وقتها لم يتسن لنا الاستقرار بعد، نظرا لحاجتنا لاستكمال أوراق القبول في الجامعة، والبحث عن السكن المناسب، وعدم توافر طلبة مبتعثين من الدولة، قبلنا بالأمر الواقع فكانت الأمور تستلزم بعض العناء، خاصة مع صعوبة التعامل مع أفراد المجتمع الإيطالي، نظرا لعدم إتقانهم للغة الإنجليزية في التخاطب». طعام رمضان يقول الفلاسي: «لم تقف الصعوبات عند هذا الحد فلقد امتد الجدول الدراسي يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى السادسة مساء، في حين أن فترة الصيام تمتد لنحو 17 ساعة، وكانت الصعوبة تكمن في التكيف مع الجدول الدراسي في ظل مدة صيام طويلة وغير معتادة، ومن الأمور التي كانت تهون علينا الصيام وقتها لطافة الجو مقارنة بأجواء الدولة ذات الطبيعة الحارة». وعن طعامه في رمضان، يوضح الفلاسي: «اعتمدت وجبة السحور على الفواكه والتمر بشكل خاص، وعلى الإفطار، نظرا لعدم استقرارنا في البداية، كنا نبحث عن المطاعم العربية، والتي تقدم مختلف أنواع الأكلات المشابهة للمائدة الخليجية فتنوعت الوجبات من المطبخ المصري والتركي إلى الهندي». ويتابع: «استقررت بعدها في شقة سكنية وكنت وقتها جديد على مسألة الطبخ، ولكن مع الوقت تمكنت من طبخ الأطباق الإماراتية الرئيسة، بالإضافة إلى المأكولات الإيطالية نظرا لتعايشنا في مجتمعهم. في نفس الوقت كنا نقوم بالتزاور مع أصدقائنا المبتعثين من الإمارات، حيث يجودون بأنواع من الأطباق وبكل بحرفية». ويوضح الفلاسي أن التوفيق كان حليفه في الدراسة، حيث لم تكن هناك مشكلة في التحصيل الدراسي، على الرغم من الصيام بل بالعكس كان هناك تركيز من مرتبط بالحماس وهذا ما انعكس في نتائج الفصل الأول من الدراسة بحصوله على أفضل الدرجات المتميزة، واستمر الحال إلى أن أكمل دراسته بنجاح وعاد لخدمة الوطن. إلا أنه لا ينكر الحنين الذي كان ينتابه للوطن، موضحا أنه «من الطبيعي أن يحصل الاشتياق للوطن والبعد عن الأهل، ولكن ما يخفف كل ذلك تواجدنا لنيل شرف تمثيل الدولة في مختلف الأصعدة بتحصيلنا الدراسي للعودة بعد ذلك مسلحين بشهادات الدراسات العليا، وكنا في اتصال دائم مع أصدقائنا المبتعثين من الدولة لتوثيق أواصر الارتباط بيننا». دوام كامل التحاق الفلاسي بالدراسة في إيطاليا كان في عام 2007، حيث حصل على منحة من مؤسسة الإمارات لاستكمال برنامج الماجستير في الرعاية الصحية في جامعة بوكوني– ميلانو بإيطاليا. وكان البرنامج الدراسي ممتدا لسنة وبدوام كامل. وكان البرنامج من ضمن البرامج المفتوحة للطلبة من حول العالم لدراسة هذا المجال ببرنامج متكامل وباللغة الإنجليزية، حيث تندر برامج الدراسات العليا المتاحة باللغة الإنجليزية في دولة ناطقة باللغة الإيطالية، إلى ذلك، يقول الفلاسي: «كان معنا مجموعة من مواطني الدولة من الملتحقين ببرنامج البعثة نفسها، وذكرياتنا لا تحصر خلال هذه الفترة إذ كنا نقوم بتبادل الزيارات بشكل أسبوعي مع تخصيص أيام العطل والإجازات لرحلات داخلية برفقتهم للتعرف على ثقافة البلد». وعن طبيعة عمله، يوضح الفلاسي «تعتمد طبيعة عملي على تنظيم المسائل المتعلقة بالبيئة والصحة العامة والسلامة في المناطق التابعة للمؤسسة حيث أتولى مهام سن اللوائح والنظم ووضع البرامج الرقابية والمبادرات ذات الصلة، والإشراف على مجموعة من المفتشين في هذه المجالات للتأكد من التطبيق السليم لهذه البرامج المقدمة للعملاء». وعن الإنجازات والنجاحات التي حققتها، يوضح «تمكنت من إثبات وجودي في هذا الحقل الصناعي والرقي بمستوى الأداء المؤسسي، إذ تم تكريمي بالحصول على جائزة الموظف المثالي في عام 2011، وتم ترشيحي لبرنامج إعداد القادة، وتمكنت من تخطيه في عام 2013 والحصول على شهادة دراسية من الجامعة الأميركية في الشارقة». (دبي -الاتحاد) طبيعة الشهر طبيعة الشهر من المواقف التي صادفها في هذا الشهر في الغربة، يقول الفلاسي «تلقيت الدعوات من أصدقائي الأجانب يومياً في فترات الاستراحة، سواء لاحتساء كوب من القهوة، أو في وجبة الغداء، وكنت مع إخواني العرب نعتذر لهم يومياً، ونبين لهم طبيعة شهر الصيام والنظرة الدينية للشهر الفضيل ودائماً ما نتلقى الاحترام لذلك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©