الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نجوم الآزوري يعزفون لحن الوداع في حفل الثلاثين

15 يوليو 2006 00:28
إعداد: مكاوي الخليفة كانت إيطاليا في حاجة ماسة للفوز ببطولة كأس العالم من أجل تجاوز الأزمة والفضيحة الكروية المدوية الخاصة بالتلاعب بنتائج المباريات والتواطؤ مع الحكام والتي ما تزال تداعياتها تتفاعل منذ بضعة أشهر ولحين إشعار آخر، ومن هذا المنطلق جاءت الاحتفالات بشكل مبالغ فيه على المستويين الرسمي والشعبي· فقد خرجت الجماهير عن بكرة أبيها إلى الشوارع لتعبر عن فرحتها العارمة والتنفيس عما يدور في دواخلها بصورة هستيرية لم يسبق لها مثيل وهي تلوح بالإعلام الإيطالية وتردد الأناشيد الوطنية وتهتف بحياة اللاعبين والمدرب ليبي· وعلى المستوى الرسمي استقبل رئيس الوزراء برودي اللاعبين وكرمهم بمنحهم ميداليات تقديرية على هذا الإنجاز، كما وعد رئيس الجمهورية جيورجيو نابوليتانو أيضا بمنحهم وسام الاستحقاق· ولا يأتي هذا التكريم والاحتفالات من فراغ فقد أعاد هذا الفوز لإيطاليا قدرا هائلا من كرامتها الرياضية التي مرغتها الفضيحة الأخيرة في الوحل، ولعل أفضل تعبير عن ذلك ما قاله رئيس الوزراء برودي لدى مخاطبته اللاعبين في مقر إقامته ''نشكركم لأنكم نجحتم في استعادة كرامة الكرة الإيطالية التي عصفت بها الأزمة الأخيرة'' في إشارة واضحة للفضيحة الكروية· وعلى الرغم من أن إيطاليا ليست الدولة الوحيدة التي تتعرض لفضيحة كهذه فقد سبقتها في ذلك عدة دول أخرى منها على سبيل المثال ألمانيا الدولة المضيفة للمونديال، إلا أن الفضيحة الإيطالية خطفت الأضواء حيث أنها تضمنت أربعة أندية كبرى لها مكانتها في الخارطة الكروية الأوروبية والعالمية ناهيك عن الدوري المحلي وهي أندية يوفنتوس، ميلان، لاتسيو وفيورنتينا وجميعها حققت إنجازات مشهود لها على المستويات المحلية والأوروبية والعالمية وتضم لاعبين من الوزن الثقيل في بورصة النجوم العالميين من مختلف الجنسيات تقدر قيمتهم بمئات الملايين من الدولارات، الأمر الذي سيعرض الكرة الإيطالية وأسواق الأسهم إلى هزة قوية قد تحتاج لوقت طويل قبل أن تستفيق منها وتتداركها· وقد أعلن معظم لاعبي تلك الأندية عن نيتهم الرحيل في حال هبوط أنديتهم إلى دوري المظاليم وأبرزهم البرازيليان كاكا وايمرسون وابراهيموفيتش مما قد ينذر بكارثة وهجرة جماعية للنجوم خارج الحدود وقد بدأت العديد من الأندية الأوروبية في مغازلتهم طمعا في ضمهم إلى صفوفها· ولم تقتصر آثار الفضيحة على الأزوري فحسب، بل امتدت لتلقي بظلالها على المنتخبات الأخرى المشاركة في نهائيات كأس العالم فمنتخب السامبا على سبيل المثال يضم أربعة لاعبين من نادي ميلان وهم ديدا، كافو، ايمرسون وكافو، وهناك أيضا الفرنسيان باتريك فييرا وديفيد تريزيجيه، والسويدى ابراهيموفيتش، والتشيكي نيدفيد في يوفنتوس والذين لا يعرفون مصيرهم حتى الآن في انتظار قرار المحكمة الفدرالية· ومن هذا المنطلق فقد حرص الجهاز الفني والإداري للمنتخب الإيطالي على إبعاد اللاعبين الذين ينتمون لتلك الأندية عن أجواء الأزمة وخلق المناخ الملائم لهم للقيام بدورهم في المنتخب على أكمل وجه· وعلى الرغم من تلك الأجواء القاتمة والظروف الصعبة التي خاضوا فيها المباريات نجح اللاعبون الإيطاليون في تقديم عروض قوية وتوجوا جهودهم بالفوز بالكأس الغالية للمرة الرابعة في تاريخ المشاركات الإيطالية في المونديال· ومن هنا كانت فرحة اللاعبين عارمة بهذا الإنجاز والتي عبروا عنها خلال تصريحاتهم ولقاءاتهم الصحفية خاصة وأن الغالبية العظمى منهم تنحدر من الأندية الأربعة المتورطة· فقائد المنتخب وقلب دفاع يوفنتوس فابيو كانافارو الذي ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد حيث حقق الفوز بالبطولة ودخل نادي المائة مباراة دولية من أوسع أبوابه واحتل المركز الثاني كأفضل لاعب في البطولة وكان صمام الأمان للترسانة الدفاعية التي لم تستقبل سوى هدفين فقط قال في لقاء مع محطة تلفزيون راي الإيطالية ''إنه حلم طال انتظاره وأشعر بأنني في غاية السعادة بتحقيق الفوز بالبطولة ودخول نادي المائة مباراة دولية مع الأزوري''· وأضاف ''لقد استغرق منا الأمر الكثير من الوقت والجهد والعرق لنصبح أبطالا، وبعد مشاهدتنا للصور التلفزيونية واحتفالات الجماهير أدركنا حقيقة أننا حققنا إنجازا تاريخيا''· ولم ينس كانافارو الإشادة بزملائه اللاعبين وقال ''لقد ظلت إيطاليا تنتظر هذا الإنجاز منذ وقت طويل، وقد تحقق ذلك على الرغم من الأزمة العاصفة التي تشهدها الساحة الكروية على مدى الشهور القليلة الماضية، وكنا في حاجة ماسة لهذا الفوز الذي لم يكن أي شخص يتخيل حدوثه في بداية البطولة ولكننا نجحنا في التغلب على كافة الصعاب وفزنا بالكأس''· وأضاف ''إنني أدرك أنها ربما تكون آخر مشاركة لي في كأس العالم وقد طلبت من زملائي تحقيق الفوز بالبطولة وقد نجحوا في ذلك بامتياز''· واختتم بالقول ''لقد تمتعت بلياقة وأداء جيد على مدى العامين الماضيين ولكنني لم أكن أتوقع أن ألعب بهذا المستوى الجيد من الأداء في بطولة كأس العالم''· أما مدرب الفريق مارسيلو ليبي فقال ''كنا خلال البطولة نطير على ارتفاع منخفض أما الآن فإننا نحلق عاليا في السماء السابعة وهي بالطبع من أجمل السماوات''· وفي معرض تعليقه على الفوز قال مهندس خط وسط المنتخب الإيطالي ولاعب ميلان اندريه بيرلو الذي اختير ثالث أفضل لاعب في البطولة ''أخيرا تحقق الحلم الذي كنت أنتظره منذ نعومة أظافري وتوجنا أبطالا لكأس العالم''، وأضاف أنه سيخلد الآن للراحة في إجازة مع الأسرة ولن يمارس كرة القدم سوى مع ابنه نيكولو في الشاطئ· أما لاعب خط وسط المنتخب الإيطالي جينارو جاتوسو فقد أعرب عن ذهوله إزاء الاستقبال الحاشد الذي حظي به المنتخب لدى عودته وقال في تأثر بالغ ''الأمر يبدو وكأنه حلم مع كل هذه الحشود من البشر الذين تدافعوا للاحتفاء بنا، مما جعلنا نشعر بأننا لم نكن وحدنا لدى عودتنا لأرض الوطن''· وأضاف ''إنني لم أشاهد مطلقا مثل هذه الحشود البشرية في العاصمة روما وهم يلوحون بالأعلام ويهتفون بأسمائنا والآن سنذهب إلى ديارنا للراحة والاستجمام قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد''· قضية التلاعب على الرغم من أن الاحتفالات طغت إعلاميا وجماهيريا على الفضيحة المدوية التي ما يزال يئن تحت وطأتها الشارع الكروي الإيطالي والتي تهدد بهبوط أربعة من فرق المقدمة جراء التلاعب بنتائج المباريات والتواطؤ مع الحكام، إلا أن كبير المحققين في اتحاد كرة القدم الإيطالي فرانسيسكو بوريلي أكد في تصريحات صحفية أن فوز إيطاليا بكأس العالم لن يؤثر بأي شكل على سير التحقيقات والإجراءات التأديبية ضد الأندية المتورطة في فضيحة التلاعب ونفى الشائعات التي راجت مؤخرا في هذا الصدد، وقال بوريلي ''أعتقد أن الإجراءات التأديبية لن تكون لها أي صلة بهذا الفوز الثمين، وإذا قلنا بأن هذا الفوز سوف يؤدي إلى التراخي والتسامح في تطبيق القوانين المنظمة للعبة فإن ذلك يعني أيضا أن الهزيمة يمكن أن تؤدي إلى فرض عقوبات أكثر قسوة وصرامة''· وتنتظر الأندية الأربعة المتهمة يوفنتوس، ميلان، لاتسيو وفيورنتينا بالإضافة إلى 25 شخصا آخرين صدور الحكم بقلق شديد· ليبي يفاجئ الجميع في غضون ذلك وفي خضم موجة الأفراح العارمة التي تجتاح إيطاليا فاجأ مدرب المنتخب مارسيلو ليبي، الذي قاد الأزوري لهذا الإنجاز التاريخي، الوسط الرياضي بالتقدم باستقالته وفقا لإعلان صادر من الاتحاد الإيطالي لكرة القدم· وقالت وسائل الإعلام والصحافة الإيطالية أنه كان متوقعا أن يعلن ليبي عن رفضه لعرض اتحاد كرة القدم بتجديد عقده لعامين آخرين، ونقلت عنه قوله في بيان صحفي ''في نهاية تجربة احترافية وإنسانية استثنائية على رأس مجموعة متميزة من اللاعبين وطاقم جهاز فني على أعلى مستوى من الكفاءة أعتبر أن دوري كمدرب للمنتخب الإيطالي قد وصل إلى نهايته بعد انتهاء فترة تعاقدي مع اتحاد كرة القدم''· وأعرب ليبي عن شكره للمسؤولين في اتحاد الكرة للثقة التي أولوها له خلال العامين الماضيين واللذين توجا بالفوز ببطولة كأس العالم· وفي اعتقادنا أن ليبي اختار الوقت المناسب لتقديم استقالته بعد الفوز بكأس العالم وهو ما يطمح إلى تحقيقه كافة المدربين، وهو إنجاز جديد أضافه ليبي لإنجازاته السابقة على مستوى الأندية مع يوفنتوس حيث حقق بطولة الدوري عدة مرات، ودوري أبطال أوروبا، وبطولة كأس القارات للأندية ولم يتبق له أي شئ آخر لم يحققه فآثر الابتعاد والاعتزال ولم يعرف بعد ما إذا كان سيعود مجددا للتدريب على مستوى الأندية سواء في إيطاليا أو خارج الحدود مع أحد أندية النخبة الأوروبية· وكان ليبي مدرب يوفنتوس السابق قد تولى مهمة تدريب المنتخب الإيطالي في عام 2004 خلفا للمدرب المخضرم جيوفاني تراباتوني بعد تجربة فاشلة في نهائيات بطولة الأمم الأوروبية 2004 في البرتغال· وقد نجح ليبي في أعادة الثقة للاعبين وتأهيل الفريق وتجديد دمائه بالعديد من العناصر الشابة وقادهم للتأهل لكأس العالم والعودة لمنصات التتويج بعد طول غياب امتد حوالي ربع قرن منذ العام 1982 والفوز بالبطولة للمرة الرابعة في تاريخ الكرة الإيطالية· وخلال فترة العامين التي تولى فيها تدريب الفريق خاض المنتخب الأزوري 29 مباراة دولية فاز في 18 منها (بما في ذلك مباراتهم أمام فرنسا في نهائي كأس العالم التي انتهت بالفوز 5/4 بضربات الجزاء الترجيحية) وتعادل في 9 وخسر مرتين فقط الأولى في بداية مشواره مع المنتخب بنتيجة 0/2 أمام أيسلندا والثانية بهدف يتيم أمام سلوفينيا في عام ·2004 لحن الوداع في تقرير لمراسلتها نادية كارميناتي من إيطاليا قالت محطة سكاي سبورتز البريطانية في موقعها على الإنترنت إن الفوز ببطولة كأس العالم قد يكون بمثابة لحن الوداع للعديد من نجوم المنتخب الإيطالي الذين حققوا هذا الإنجاز، وأنهم قد يعلنون عن اعتزالهم اللعب الدولي· وأضافت أن عددا منهم يقف الآن على أعتاب الثلاثين عاما أو تجاوزوها ويبدو أنه من غير المرجح أن يشاركوا في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا ومن أبرز هؤلاء قائد الفريق فابيو كانافارو، فيليبو انزاجي، ماركو ماتيرازي، واليساندرو ديل بييرو الذين قالت بأنهم من المؤكد قد شاركوا في آخر بطولة كأس عالم بالنسبة لهم وربما آخر مباراة دولية أيضا· ومضت إلى القول إنه ومع اقتراب بطولة الأمم الأوروبية في عام 2008 لا بد من أن يظهر جيل جديد إلى جانب عدد من اللاعبين الحاليين مثل جيانلويجي بوفون، البرتو جيلاردينو، جينارو جاتوسو وأندريه بيرلو، إلا أن هؤلاء اللاعبين الذين يعيشون الآن في أوج مجدهم وأدائهم الكروي سوف يقفون على أعتاب الثلاثين بحلول العام 2010 وسيتعين عليهم عندئذ إقناع مدرب المنتخب بقدرتهم على اللعب في كأس العالم· أما لوكا توني، فابيو جروسو وسيموني بيروتا الذين تألقوا في أول مشاركة لهم على الإطلاق في النهائيات في ألمانيا فربما كانت تلك أيضا آخر فرصة لهم للفوز بكأس العالم، بينما أعلن فرانسيسكو توتي مسبقا عن نيته اعتزال اللعب الدولي فور انتهاء بطولة كأس العالم، وفي ضوء هذه الحقائق تساءلت مراسلة سكاي سبورتز عما إذا كانت إيطاليا ستضطر للانتظار مجددا لأربعة وعشرين عاما للفوز بكأس العالم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©