الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدفع رمضان تقليد بدأ بالمصادفة في القاهرة ثم انتشر في العالم الإسلامي

مدفع رمضان تقليد بدأ بالمصادفة في القاهرة ثم انتشر في العالم الإسلامي
9 يوليو 2013 21:07
هناء الحمادي (الشارقة)- بالمصادفة البحتة، أصبح شهر رمضان الفضيل يرتبط، بشكل أو بآخر، بمدفع شهير، لا صوت يعلو على دويه، عند غروب الشمس، حتى أصبح، مع الأذان، إشارة حاسمة ومبهجة، تعلم أهل كل بلد ببدء وانتهاء ساعات الصوم. ظهر هذا التقليد لأول مرة في منطقة الخليج عام 1907 بالكويت، حسب بعض الروايات. لكن بدايته كانت في مصر قبل مئات السنين، ثم انتشر في ربوع العالم الإسلامي. ومع أنه يكاد يختفي خلال السنوات الأخيرة ، إلا أن دبي والشارقة ما زالتا تحرصان عليه، ويوجد منه نماذج في أماكن عدة بالإمارتين. وما أن يبدأ الشهر الفضيل إلا ويلتف الصغار والكبار قرب المدفع، ينتظرون انطلاق دويه المحبب إلى النفوس. يقول الباحث الإماراتي عبيد بن صندل عن أهمية هذا التقليد في الماضي: «لم تكن هناك مساجد كثيرة تنتشر في الأحياء والشوارع، لذلك كان المدفع هو الوسيلة التقليدية الوحيدة لإعلام الناس عن مواعيد الإمساك والإفطار، والآن يعيدنا المدفع إلى الماضي الجميل، ويذكرنا بحياة الآباء والأجداد». ويشير ابن صندل إلى أنه قبل انتشار الإذاعات والتلفزيون كان «الناس يعتبرون دوي المدفع ثلاث مرات إعلاناً رسميا حاسماً ببدء الشهر الفضيل، ثم يظلون ينتظرون دويه الذي يمنحهم أجواءً روحانية وإيمانية غير عادية، على مدار الشهر». وبحسب بعض الروايات التاريخية، ظهر المدفع لأول مرة في القاهرة أول شهر رمضان عام 865 هـ ، عندما أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا، وصادف إطلاق المدفع وقت المغرب، فظن الناس أن السلطان يريد إعلام الصائمين بحلول موعد الإفطار، فاستحسن الناس الفكرة، مما شجع السلطان على استمرار تنفيذها بل وقرر إطلاق المدفع عند الإمساك. وتشير روايات أخرى إلى أن المدفع استخدم أيضاً لأول مرة بالمصادفة بالطريقة نفسها، لكن في عهد الخديوي إسماعيل قبل عشرات السنين. وانتقل التقليد من مصر في البداية إلى القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى الكويت عام 1907، ثم انتقل إلى أقطار الخليج كافة قبل بزوغ عصر النفط ، ووصل إلى اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا، حيث بدأ استخدامه بإندونيسيا عام 1944. ويقول الباحث ابن صندل: «كان المدفع يستخدم لأغراض كثيرة في المناسبات غير رمضان، عند زيارة ضيف عزيز من كبار الشخصيات مثلاً، ولهذا نلاحظ انتشاره في معظم البلاد العربية». ويلفت ابن صندل إلى أن المدفع كانت له أدوار أخرى في الإمارات، حيث كان يعتمد عليه من أجل «حماية الثغور في القلاع والحصون». ويحرص المواطن راشد عبيد دوماً على مشاهدة مدفع الإفطار مع أبنائه، ويقول «يشعر أبنائي بالسعادة حين يرون هذا الجمهور الغفير الذي جاء من مناطق عدة لمشاهدة صورة حية من الواقع، لحظة إطلاق مدفع رمضان». ويضيف «المشهد يعيدني إلى ذكريات عاشها أجدادنا في الماضي البعيد، حين كان المدفع الوسيلة الوحيدة، لإشعار الناس بمواعيد الإفطار والإمساك، وحلول الأعياد المباركة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©