الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مائدة إفطار عائلة ياسين تعكس اندماجها في المجتمع الإماراتي

مائدة إفطار عائلة ياسين تعكس اندماجها في المجتمع الإماراتي
26 يوليو 2014 01:30
من يتأمل الشارع في أبوظبي خلال الدقائق العشر الأخيرة قبل الإفطار يرى أن المدينة تتحلى بإيقاع خاص حيث يتسابق الجميع من مشاة وسيارات ودراجات محملة بطلبات الصائمين، وكل واحد يحاول أن يصل بأسرع ما يمكن إلى موعده المنتظر، بينما تتنافس المطاعم الصغيرة على جانبي الشارع بعروضها الرمضانية من مشروبات العرقسوس والتمر هندي ولبن العيران، كما تعرض خبز رمضان من المشلتت المصري مع العسل إلى رقائق الخبز الناعم المرشوش بالدبس. كنا في طريقنا إلى دعوة إفطار في منزل أيمن ياسين حجازي، وكانت أبواق السيارات المستعجلة في الوصول تكمل المشهد الدرامي الجميل، وغير المألوف بأيام السنة الأخرى، كأنها موسيقى تعبيرية متقطعة لمسلسل يتجدد عرضه في الشوارع الرئيسة قبيل الغروب من كل يوم. وبعد التحية والسلام، كانت أم زين الدين قد انتهت من إعداد مائدة حافلة بألوان الطعام السوري والإماراتي. عين الكاميرا كانت تلتقط وجوه الأطفال، وهم يتحلقون حول المائدة بانتظار موعد صوت المدفع، وجدار الغرفة من ورائهم مزين بأوراق ملونة بشكل هلال ونجوم تعبيرا منهم عن شهر رمضان، وهم يحتفلون على طريقتهم بهذه الرسوم الجميلة. وعندما ضرب مدفع الإفطار، تناول كل واحد كوب العرقسوس وارتشفه على مهل مع حبات التمر ولب الجوز واللوز. مائدة بيت ياسين مؤلفة من أطباق متنوعة، أولها حساء العدس الشهي المتبل مع قليل من البصل المقلي بالزبدة والفلفل الأحمر والليمون. وكان طبق البرياني المصنوع على الطريقة الإماراتية يجمع بين الأرز والفريكة وقد توجته قطع اللحم، وإلى جانبه طبق آخر من مشاوي الضان والدجاج، إضافة إلى سلطة الخضراوات، بينما كان طبق الكوسا المحشوة بالرز والصنوبر ولحم الضان الناعم متروكا جانبا حتى يبرد قليلا. وعلى مائدة الإفطار دارت الأحاديث حول التقاليد والعادات الرمضانية بين الإمارات وبلاد الشام، ثم جاء دور الفواكه والحلويات. البرتقال والبطيخ والعنب أشهى الفاكهة في فصل الصيف، وتأتي حلوى القطايف بالقشدة والجوز، إلى جانب صينية الهريسة بلونها العسلي والمرشوشة بالفستق الحلبي الناعم لتزيد المنظر شهية وجمالا. وكانت القهوة العربية اللذيذة بطعمها المر الشهي خاتمة الإفطار، بينما كان الصغار والكبار معا ينتظرون مشاهدة المباراة الساعة الثامنة والنصف يبثها التلفزيون من البرازيل. أجمل ما في موسم رمضان أن تصفو القلوب ويجتمع الجيران والأصدقاء وتطيب الأحاديث ويتبادلون الأخبار والحكايات. أما الأطفال فأكثر ما كان يشغلهم في هذا الشهر صوت المدفع عند الإفطار، وهو تقليد رمضاني استعيد في أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©