الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرآن أشاد بحب عبادة بن الصامت للرسول

9 يوليو 2013 21:09
أحمد مراد (القاهرة) ـ عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي أبو الوليد، صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشتهر بالورع والزهد والتقوى، وقد كان واحدا من الأنصار الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا، لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، ولولا الهجرة لكنت من أمراء الأنصار». شهد عبادة بن الصامت بيعة العقبة، وكان أحد النقباء الإثنى عشر، حيث جاء مع وفد الأنصار الأول إلى مكة المكرمة ليبايع الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان من الذين سارعوا إلى اعتناق الإسلام، وحينما كان موعد الحج في العام التالي، جاء وفد الأنصار الثاني المكون من سبعين رجلا وامرأة ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما عُرف ببيعة العقبة الثانية، وفي هذه البيعة كان عبادة بن الصامت أيضا من زعماء الوفد ونقباء الأنصار. وحارب عبادة بن الصامت إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وأحد والخندق، وغيرها من غزوات رسول الله، واستعمله النبي على بعض الصدقات. قال محمد بن كعب القرظي: «جمع القرآن في زمن النبي خمسةٌ من الأنصار: معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الدرداء، وكان عبادة يعلم أهل الصفة القرآن، وعُرف عبادة بروايته للأحاديث النبوية، حيث روى مئة وواحدا وثمانين حديثا، منها ستة أحاديث اتفق على صحتها الشيخان البخاري ومسلم، وهي ثابتة في الصحيحين». عائلته كانت عائلة عبادة بن الصامت ــ قبل إسلامه ــ مرتبطة مع يهود بني قينقاع بالمدينة بحلف قديم، ومنذ هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة، ويهودها يتظاهرون بمسالمته، حتى كانت الأيام التي تلت غزوة بدر وسبقت غزوة أحد، فشرع اليهود يتآمرون، وافتعلوا أسبابا للفتنة على المسلمين، فبادر عبادة بنبذ عهدهم وحلفهم قائلا: «إنما أتولى الله ورسوله والمؤمنين»، بعدها تنزل القرآن محييا موقفه وولاءه لله ولرسوله، فقال عز وجل: «ومن يَتَولّ اللّهَ ورَسُوله والذين آمنوا فإنّ حِزْبَ اللهِ هُمْ الغَالِبُون» «سورة المائدة: آية 56». ومن هنا لم يظل الرجل الذي نزلت هذه الآية الكريمة تحيي موقفه وتشيد بولائه وإيمانه، مجرد نقيب الأنصار في المدينة، بل أصبح نقيبا من نقباء الدين. وفي خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ رفض أن يتولى سلطة، فلم يستطع الفاروق عمر أن يحمله على قبول منصب ما، إلا تعليم الناس وتفقيههم في الدين، وفي سبيل ذلك سافر ألى الشام ثالث ثلاثة هو ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء، حيث ملأوا البلاد علما وفقها ونورا، ثم سافر إلى فلسطين حيث ولي قضاءها بعض الوقت، وكان يحكمها باسم الخليفة آنذاك، معاوية بن أبي سفيان. بألف رجل حين أراد عمر بن الخطاب أن يصف عبادة بن الصامت قال: رجل يعد في الرجال بألف رجل، قال عنه ابن الخطاب هذه العبارة حين أرسله مدداً لعمرو بن العاص في فتح مصر، إذ كان طويلا فارع الطول، أسمر البشرة، وروى أَن عبادة أَنكر على معاوِية شيئاً، فقال: لا أسَاكِنك بأرضٍ. فرحل إِلى المدينة. فقال له عمر: ما أَقدمك؟ فأخبره بفعلِ معاوِية، فقال له: ارحل إِلى مكانك، فقبح اللهُ أَرضاً لَستَ فيها وأمثالك، فلا إِمرة له عليك. وعنِ ابنِ عمه عبادة بنِ الوليد، قال: كان عبادة بن الصامت مع معاوِية، فأذن يوماً، فقام خطيب يمدح معاوِية، ويثني عليه، فقام عبادة بتراب في يده، فحشاه في فمِ الخطيب، فغضب معاوِية. فقال له عبادة: إِنك لم تكن معنا حين بايعنا رسول الله ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ بالعقبة على السمع والطاعة في منشطنا، ومكرهنا، ومسلكنا، وألا ننازِع الأمر أهله، وأن نقوم بالحقِ حيث كنا، لا نخاف في الله لومة لائمٍ، وقال رسول الله ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ «إِذا رأَيتم المداحين، فاحثوا في أفواههِم التراب». وتوفي رضي الله عنه في العام الهجري الرابع والثلاثين بالرملة في أرض فلسطين، وذلك عن ثمان وستين سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©