الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مكة المكرمة.. أقسم الله بها تشريفاً وتعظيماً ومنّ على أهلها بالأمن

مكة المكرمة.. أقسم الله بها تشريفاً وتعظيماً ومنّ على أهلها بالأمن
9 يوليو 2013 21:09
«مكة المكرمة» أطل منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم على العالم كله، ومنها انطلق شعاع الإسلام لينير طريق البشرية بالرحمة والعدل والتسامح، قال عنها المستشرق الألماني المسلم «ألفريد هوبير» بعد زيارته الأولى لها: مهما طاف الإنسان في الأفاق وضرب في البحر والبر، ومهما رأى في البلدان قديمها وحديثها، ومهما وقف على آثار المجد ومواطن القدس فيها، فلن يجد مكانا أروع ولا أبلغ في القلب أثرا مثل تلك البلدة القائمة وسط الجبال. حسام محمد (القاهرة) ـ يقول الدكتور محمود حمدى زقزوق ــ وزير الأوقاف المصري الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء ــ : «مكة تحمل في التراث الإسلامي مكانة متميزة وقد جاء ذكرها في القرآن مرة واحد باسم مكة وقد ورد في قوله تعالى: « وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً». كذلك جاء ذكرها باسم بكة وقد ورد في قوله تعالى: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسَِ لَّلذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ» وذكرت أيضا باسم البلد وقد ورد في قوله تعالى: «لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ» والبلد الأمين وقد ورد في قوله تعالى: «وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ» وجاءت مرة باسم البيت وقد ورد في قوله تعالى: «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً للنَّاسِ وَأَمْناً» وباسم المسجد الحرام ورد ذكرها في خمسة عشر موضعاً منها قوله تعالى: « سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ»، وتحت اسم القرية ورد ذكرها مرة في قوله تعالى: « ضرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ»، وباسم البلدة كما ورد في قوله تعالى: «إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، ووردت مرة باسم أم القرى كما في قوله تعالى: «وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا»، وباسم معاد ورد ذكرها في قوله تعالى: « إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ». حدود ومعالم ويضيف د. زقزوق: « مكة المكرمة لها حدود ومعالم واضحة على مر التاريخ حيث قيل: إنها موضوعة من زمن إبراهيم الخليل عليه السلام أي منذ أن سكنها إسماعيل عليه السلام وأمه، ثم بنيت بها الكعبة المشرفة فكانت مكة المكرمة هي البلدة المقدسة شرفها الله عز وجل بالبيت الحرام وجعلها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وقد فضلها الله وشرفها، حيث أقسم بمكة المكرمة في مواضع من كتابه وقسم الله بها تشريف لها وتعظيم لها وكذلك من الله على أهل مكة بالأمن». ويشير د. زقزوق إلى أن الله تعالى تعهد برزق أهل مكة استجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام حيث يقول تعالى: « وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ»، وحبب الله مكة المكرمة في نفوس المسلمين، حيث تشتاق إليها النفوس وتهوي إليها الأفئدة وتنجذب نحوها القلوب، ولقد حرم الله مكة المكرمة فهي حرام بحرمة الله منذ أن خلق الله الخلق كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: « إِنّ هَذَا الْبَلَدَ حَرّمهُ اللّهُ يَوْمَ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللّهِ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَإِنّهُ لَمْ يَحِلّ الْقِتَالُ فِيهِ لأَحَدٍ قَبْلِي. وَلَمْ يَحِلّ لِي إِلاّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ. فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللّهِ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ يُعْضَدُ شَوْكُهُ وَلاَ يُنَفّرُ صَيْدُهُ وَلاَ يَلْتَقِطُ إِلاّ مَنْ عَرّفَهَا وَلاَ يُخْتَلَىَ خَلاَهَا»، وقد حمى الله البيت الحرام ممن أراد به السوء. ومن خصائص أهل مكة ما عرفه العلماء المشتغلون بالحديث إذ ذكروا أن روايـة أهل الحرمين مقدمة على غيرهم، وأن سكانها في ثواب دائم للحديث المرفوع وقد سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «أهل الله» في وصيته لسيدنا عتاب رضي الله عنه واختارهم الله لجواره وميزهم فضلاً منه بأنواع خاصة من الرحمات كالطواف والنظر إلى البيت والقرب منه وغدت مقبرتها مفضله للحديـث «نعم المقبرة هذه » حتى أن سبعين ألفاً من المدفونين فيها يدخلون الجنة بغيـر حساب، يشفع كل واحد منهم في سبعين ألفاً وجوههم كالقمر البدر. أهم الآثار ومن الآثار الموجودة في مكة مكان مولده صلى الله عليه وسلم بسوق الليل، وهو مكان توارث تعيينه الخلف عمن سلف، وهو في وقتنا الحاضر مكتبة سميـت مكتبة مكة المكرمة، وبيت السيدة خديجة رضي الله عنها وهو محل زواجها بالحبيب صلى الله عليه وسلم وفيه ولدت جميع أولاده الطاهرين، وهو أفضل المواقع بمكة بعد المسجد الحرام لسكنى الرسول صلى الله عليه وسلم لكثرة نزول الوحي عليه به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©