الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغضب.. مفتاح كل شر

الغضب.. مفتاح كل شر
25 يوليو 2014 22:45
حثَّ الإسلام على مواجهة الغضب بالدعوة إلى ضبط النفس، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس، والامتناع عن الانتقام، وجعل النبي - صَلى الله عليه وسلم - القوة والبطولة في ضبط النفس عند الغضب، فقال: «ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». يؤكد د. سالم عبدالجليل - من علماء الأزهر - أن الغضب هو مفتاح كل شر، فهو يورث العبد العداوات والأحقاد التي تنغص عيشه وتكدر صفوه، ثم إنه يفتح الباب لتحكم الشيطان في الغضبان، فيجعله يفعل ويتكلم بما يندم عليه إذا انطفأت نيران غضبه. قال مجاهد رحمه الله: «قال إبليس لعنه الله: ما أعجزني بنو آدم، فلن يعجزوني في أمرين: إذا سكر أحدهم أخذنا بخزامته فَقُدناه حيث شئنا، وعمل لنا بما أحببنا، وإذا غضب قال بما لا يعلم، وعمل بما يندم. . . ». النار من ثلاثة أبواب وقال إبن القيم رحمه الله: دخل الناس النار من ثلاثة أبواب: باب شبهة أورثت شكّاً في دين الله، وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته، وباب غضب أورث العدوان على خلقه. ويشير إلى أن الغضب منه ما هو مذموم، ومنه ما هو محمود، والغضب المحمود هو ما كان لله تعالى عندما تنتهك محارمه، وهذا النوع ثمرة من ثمرات الإيمان إذ أن الذي لا يغضب في هذا المحل ضعيف الإيمان، وما أكثر ما تنتهك محارم الله تعالى في هذا الزمان علنا وسرا، فبعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لا همَّ لها سوى نشر الرذيلة، ومحاربة الفضيلة، وإشاعة الفاحشة، وبث الشبهات، وتزيين المنكر، وإنكار المعروف، والاستهزاء بالدين وشعائره فهذا كله مما يوجب الغضب لله تعالى وهو من الغضب المحمود، وعلامة على قوة الإيمان، وهو ثمرة لحفظ الأوطان، وسلامة الأبدان، وتظهر ثمرة الغضب هنا بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والرد على الشبهات. أما الغضب المذموم فهو ما كان في سبيل الباطل والشيطان كالحمية الجاهلية. علاج الغضب ويضيف: ويعالج الغضب بعدة أمور أولها الاستعاذة بالله من الشيطان قال تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، «سورة فصلت: الآية 36»، وعن سليمان بن صرد - رضي الله عنه - قال: كنت جالسا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجلان يستبان فأحدهما أحمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال النبي «إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد»، ومن سبل علاج الغضب أيضاً تغيير الحال. فعن أبي ذر - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع»، وكذلك الوضوء، فعن عطية السعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ». مرتبة الإحسان ويشدد د. سالم على ضرورة استحضار الأجر العظيم لكظم الغيظ عند الغضب، فمن استحضر الثواب الكبير الذي أعده الله تعالى لمن كظم غيظه وغضبه كان سببا في ترك الغضب والانتقام للذات، وبتتبع بعض الأدلة من الكتاب والسنة نجد جملة من الفضائل لمن ترك الغضب منها الظفر بمحبة الله تعالى والفوز بما عنده قال تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، «سورة آل عمران: الآية 134»، ومرتبة الإحسان هي أعلى مراتب الدين. كما أن ترك الغضب سبب لدخول الجنة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: «لا تغضب ولك الجنة»، وعن أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء». ويطالب كل مسلم بالعمل بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتي جاءت في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أوصني. قال «لا تغضب»، وهذا الحديث يتضمن التمرن على حسن الخلق، والحلم والصبر، وتوطين النفس على ما يصيب الإنسان من الخلق، من الأذى القولي والفعلي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©