الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

غانم السليطي: المشهد التلفزيوني قاتم والمسرح يتقدم

6 يوليو 2012
عمر شبانة (دبي)- استضاف مسرح دبي الأهلي مساء أمس الأول الممثل والسيناريست القطري غانم السليطي، في لقاء بعنوان “شجون الدراما الخليجية”، وشارك في التقديم وإدارة الحوار الكاتب والمخرج عمر غباش نائب رئيس مجلس الإدارة والإعلامية صفية الشحي. السليطي بدأ اللقاء بسرد جوانب من سيرته الفنية منذ بداياته ممثلا هاويا مع المسرح مطلع السبعينيات، ودراسته النقد الفني في جامعة القاهرة، وعمله قارئ نصوص ثم رئيس قسم النصوص في تلفزيون قطر، وخوضه عشرات التجارب على خشبة المسرح وشاشة التلفزيون، وصولا إلى عمله خبيراً أول للفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر. ومن خلال سيرته الفنية عرض السليطي مسيرة العمل وأبرز التجارب الدرامية الخليجية منذ السبعينيات، وكيفية اكتساب الوعي والخبرات عبر الاستعانة بالخبراء العرب في تكوين ثقافة ووعي في مجالات العمل الدرامي وعناصره المتعددة. ووجه السليطي سهام نقد حادة إلى التجارب الدرامية الخليجية التي باتت غالبيتها تعيش غربة عن المجتمع والمتلقي، من حيث ابتعادها عن الهموم والقضايا الحقيقية التي يحتاج إليها الجمهور، مؤكدا الدور الاجتماعي للدراما، وأن هذا الدور يتمثل في عمق التواصل بين ركني العمل الفني: المبدع والمتلقي، معتبرا أن الدراما العربية عموما والخليجية منها، لم يعد يهمها سوى الأعمال التي تقوم على الإثارة وحصد الشهرة على حساب المعالجات المعمقة التي تخدم الثقافة الحقيقية. وتناول الفنان بأسلوبه الفكاهي المرح أبرز المشكلات التي تعاني منها الأعمال الدرامية، فتوقف عند دور المنتج الخليجي وما يتطلبه من أعمال بشروط تدفع العاملين لتقديم المطلوب منهم دون تمييز أو تدقيق، وعلى سبيل المثال يصبح هم فريق العمل حشد أكبر مجموعة من الوقائع والحوادث التي يعتقد أنها ترجي المشاهد بقدر من التهريج والكوميديا الهابطة أو الميلودراما التي تستجدي العواطف على طريقة المسلسلات المدبلجة من مشارق الأرض ومغاربها. في حين يبتعد الغالبية عن معالجة الظواهر الكبرى التي تحفر عميقا في حياة المجتمعات الخليجية، ظواهر اجتماعية واقتصادية خطيرة تهدد هذه المجتمعات وأبنائها. وردا على سؤال حول موقع المسرح العربي اليوم ودوره الغائب أو غير المؤثر، قال السليطي إنه يعتبر “المسرح عنوان التقدم”، وإنه يتطلب وجود ظروف وشروط مهمة، أبرزها الحرية والاستقرار، وهما عنصران تفتقر إليهما المجتمعات العربية، فثمة جوع إلى الحرية والتعبير، وهناك أوضاع مهزوزة في كل مجالات الحياة. وهناك أيضا غياب للبنى التحتية القادرة على خلق مناخات مسرحية جماهيرية، ما يجعل التجارب المسرحية حبيسة المهرجانات. واستدرك الفنان قائلا إنه متفائل بالشباب وتجاربهم التي تنطوي على قدر من التمرد والجرأة، ويأمل أن ينتج الربيع العربي المزيد من العطاءات في المجالات كافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©